قالت الوكالة الدولية للطاقة إن أسواق النفط العالمية تتجه نحو تسجيل فائض قياسي في المعروض العام المقبل، مع تباطؤ نمو الطلب وتزايد الإمدادات.
أظهرت بيانات تقرير الوكالة الشهري أن المخزونات النفطية سترتفع بمعدل 2.96 مليون برميل يومياً، متجاوزة حتى متوسط الزيادة المسجل في عام الجائحة 2020. كما ينمو الطلب العالمي على النفط هذا العام والعام المقبل بأقل من نصف وتيرة النمو التي شهدها في 2023.
طفرة في إمدادات النفط
في الوقت نفسه، تشهد الإمدادات طفرة قوية، إذ سارع تحالف “أوبك+” بقيادة السعودية إلى إعادة تشغيل الإنتاج المتوقف، كما رفعت وكالة الطاقة الدولية قليلاً من توقعاتها لإنتاج الدول خارج التحالف في 2026، بقيادة الأمريكيتين.
قالت الوكالة، الواقع مقرها في باريس: “تبدو موازين سوق النفط مثقلة بشكل متزايد، مع تجاوز الإمدادات المتوقعة للطلب بشكل كبير مع نهاية العام وفي 2026، ومن الواضح أن شيئاً ما سيتعين تغييره لتحقيق التوازن في السوق”.
أسعار النفط في 2025
تراجعت أسعار الخام بنحو 12% هذا العام، لتتداول قرب 66 دولاراً للبرميل في لندن. وتزامنت زيادة الإمدادات من “أوبك+” ومنافسيه مع تزايد المخاوف من أن تؤثر حرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب التجارية على النمو الاقتصادي.
ويمثل هذا التراجع في الأسعار متنفساً للمستهلكين بعد سنوات من التضخم، وانتصاراً لترامب في مساعيه لخفض تكاليف الوقود، لكنه في المقابل يشكل تهديداً مالياً للشركات والدول المنتجة للنفط، بحسب الوكالة.
مخزونات نفطية مرتفعة
تحظى الأسواق حالياً ببعض الدعم من الطلب القوي على وقود القيادة خلال فصل الصيف، لكن بيانات الوكالة تشير إلى أن السوق دخلت بالفعل مرحلة فائض في المعروض. وبلغت المخزونات العالمية من النفط في يونيو أعلى مستوياتها منذ 46 شهراً. وأضافت الوكالة أن فرض عقوبات جديدة على روسيا أو إيران قد يغير المشهد.
اقرأ أيضاً: مفككة وبتسهيلات سداد.. هكذا تباع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات في الهند
وعلى أساس ربعي، يظل فائض المعروض المسجل في 2020 هو الأكبر في التاريخ، حيث بلغ ذروته بأكثر من 7 ملايين برميل يومياً في الربع الثاني من ذلك العام، عندما قلصت إجراءات الإغلاق حركة النقل والنشاط الاقتصادي، قبل أن يتم خفض هذا الفائض عبر تقليصات ضخمة من “أوبك+”.
استهلاك النفط العالمي
يُتوقع أن ينمو استهلاك النفط العالمي بمقدار 680 ألف برميل يومياً فقط هذا العام، وهو أضعف معدل منذ 2019، وسط تراجع الطلب في الصين والهند والبرازيل. وفي 2026، سيزيد الاستهلاك بمقدار 700 ألف برميل يومياً، بحسب التقرير.
وترى الوكالة أن نمو الطلب العالمي على النفط سيتوقف بحلول نهاية هذا العقد، مع توجه الدول نحو الابتعاد عن الوقود الأحفوري لصالح السيارات الكهربائية.
كما رفعت الوكالة توقعاتها لنمو الإمدادات من خارج “أوبك+” في 2026 بمقدار 100 ألف برميل يومياً ليصل إلى مليون برميل يومياً، بقيادة الولايات المتحدة وغيانا وكندا والبرازيل.
تحركات تحالف “أوبك+”
مع توسع منافسي التحالف، يتحرك “أوبك+” لاستعادة حصته من مبيعات النفط العالمية. وقادت السعودية جهود التحالف لتسريع إعادة الإنتاج المتوقف في الأشهر الأخيرة، وصدقت أوائل أغسطس على زيادة جديدة لشهر سبتمبر ستكمل استئناف إنتاج قدره 2.2 مليون برميل.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كان التحالف سيواصل السعي وراء زيادة حصته في السوق، إذ أشار “أوبك+” إلى أن خطوته المقبلة لم تُحسم بعد، وقد تشمل زيادة أخرى أو توقفاً أو حتى تراجعاً عن الزيادات الأخيرة في الإنتاج.
وأظهر تقرير الوكالة أن إنتاج التحالف المؤلف من 22 دولة تراجع الشهر الماضي، بعد أن قلصت السعودية زيادة الإنتاج الكبيرة التي سجلتها في يونيو خلال الصراع بين إسرائيل وإيران، في حين سجلت بعض الدول مكاسب، أبرزها الإمارات التي رفعت إنتاجها إلى 3.5 مليون برميل يومياً، وهو مستوى قياسي جديد يفوق حصتها المحددة ضمن “أوبك+”.








