أعرب الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا” جنسن هوانج، عن استيائه من الصعوبات التي تواجهها الشركة في الصين، بعد تقرير لصحيفة “فاينانشيال تايمز” كشف أن إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين أمرت شركات كبرى، من بينها “بايت دانس” المالكة لـ”تيك توك”، و”علي بابا”، بعدم شراء شريحة الذكاء الاصطناعي التي صُممت خصيصاً للسوق الصيني.
وقال هوانج في مؤتمر صحفي بلندن أمس الأربعاء: “لا يمكننا خدمة أي سوق ما لم ترغب الدولة في ذلك”.
وأضاف: “لقد ساهمنا في السوق الصيني أكثر من معظم الدول الأخرى، وأنا محبط مما أراه، لكن هناك أجندات أكبر تتعلق بالعلاقات بين الصين والولايات المتحدة، وأنا أتفهم ذلك”.
أشار هوانج إلى أن أعمال “إنفيديا” في الصين خلال السنوات الأخيرة كانت “أشبه برحلة أفعوانية”.
وكشف أن الشركة طلبت من المحللين الماليين عدم إدراج الصين في توقعاتهم المستقبلية، قائلاً: “السبب أن هذا الملف سيكون خاضعاً بدرجة كبيرة للنقاشات بين حكومتي الولايات المتحدة والصين”.
تأتي هذه التطورات بعد أن فرضت واشنطن قيوداً على تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ”إنفيديا” إلى الصين، بما في ذلك شريحة خوادم أقل قوة تُعرف بـ”إتش 20″، لأسباب تتعلق بالأمن القومي، بحسب ما نقلته شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية الأمريكية.
وفي أغسطس الماضي، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهوانج توصلا إلى اتفاق يمنح الشركة تراخيص تصدير مقابل تخصيص 15% من مبيعات “إتش 20” في الصين لصالح الحكومة الأمريكية.
التقرير الأخير يمثل ضربة أخرى لأعمال “إنفيديا” في الصين، إذ جاء بعد فتح إدارة الدولة لتنظيم السوق تحقيقاً لمكافحة الاحتكار ضد الشركة بشأن استحواذها على “ميلانوكس”، وهي شركة تكنولوجيا إسرائيلية متخصصة في حلول الشبكات لمراكز البيانات والخوادم.
يتزامن ذلك مع مرافقة هوانج لترامب خلال زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة هذا الأسبوع، وأعلنت “إنفيديا” يوم الثلاثاء استثماراً بقيمة 11 مليار جنيه إسترليني (15 مليار دولار) في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية بالمملكة المتحدة، في خطوة جاءت ضمن موجة استثمارات مليارية مماثلة أعلنتها شركات أميركية كبرى مثل “مايكروسوفت” و”جوجل” و”سيلزفورس”.
رغم هذه التوترات الجيوسياسية، شدّد هوانج على أهمية السوق الصيني، قائلاً: “السوق الصيني مهم، إنه ضخم، وصناعة التكنولوجيا فيه نابضة بالحياة. نحن نخدمه منذ 30 عاماً”.
وأضاف أن “إنفيديا ستواصل دعم الحكومة الصينية وشركاتها إذا رغبت في ذلك، وبالطبع سنستمر في دعم الحكومة الأمريكية، بينما تواصل الأطراف جميعها التعامل مع هذه السياسات الجيوسياسية”.








