أشار محللون اقتصاديون بالأسواق، اليوم الأربعاء، إلى بدء ظهور بوادر انفراج في أزمة الكاكاو العالمية، خصوصا مع تحسن المحاصيل في أمريكا الجنوبية وتراجع الطلب، ما يضع الإمدادات على مسار تحقيق فائض للعام الثاني على التوالي.
ووفق متوسط تقديرات 13 محللا ومتداولا جمعتهم وكالة “بلومبرج” الأمريكية، من المنتظر أن يتجاوز الإنتاج الاستهلاك بحوالي 186 ألف طن خلال موسم 2025-2026 الذي يبدأ في أكتوبر المقبل، وهو ما يزيد بأكثر من الضعف عن حجم الفائض في الموسم الحالي.
ويعزز هذا التحسن إعادة بناء المخزونات العالمية التي تراجعت بشكل حاد عقب مواسم متتالية من ضعف الإنتاج في إفريقيا الغربية، المنطقة الأكبر في زراعة الكاكاو، وقد دفع ذلك العقود الآجلة في نيويورك إلى الارتفاع بأكثر من أربعة أضعاف خلال السنوات الثلاث الماضية، لتسجل مستوى قياسيا في ديسمبر، ما انعكس بزيادة أسعار الشوكولاتة على المستهلكين.
وسجلت أسعار الكاكاو خلال تعاملات اليوم الأربعاء في الولايات المتحدة نحو 7100 دولار للطن، في تراجع حاد عن السعر القياسي الذي سجلته حبوب الكاكاو العام الماضي عند 12 ألف دولار للطن.
ورغم أن الأسعار لا تزال عند مستويات تاريخية مرتفعة، فإنها هبطت بنحو 40 في المئة خلال عام 2025 مع تراجع استهلاك الشوكولاتة واتجاه الشركات المنتجة إلى تعديل الوصفات، ومع تحسن توقعات الحصاد، يتوقع محللون أن يحد ذلك من أي ارتفاعات جديدة في الأسعار.
ويعود جانب كبير من تحسن الإمدادات إلى أمريكا الجنوبية، لأنه رغم حصول المزارعون في غانا وساحل العاج، أكبر منتجي الكاكاو في العالم، على سعر ثابت تحدده الحكومة، ما قلل من استفادتهم المباشرة من ارتفاع الأسعار، فإن الأسواق الأخرى المحررة شجعت المزارعين على توسيع المساحات المزروعة، وبدأت الأشجار الجديدة في إنتاج المحصول بالتزامن مع ارتفاع أسعار الكاكاو عالميا.
ويتوقع أن يرتفع إنتاج الإكوادور، ثالث أكبر منتج عالمي، بنسبة 5% ليصل إلى 580 ألف طن في الموسم المقبل بفضل تحسن الغلال وزيادة المزارع الجديدة، بحسب جوليو موسكوسو، المدير التجاري لشركة “لاتام كومودتي ترايدرز”.
ومع الزيادات المنتظرة في دول مثل بيرو وكولومبيا وفنزويلا، قد يرتفع إنتاج أمريكا الجنوبية بما يصل إلى 100 ألف طن إذا لم تحدث تقلبات جوية، وفق فلاديمير زينتيك، مسؤول التداول في شركة “ستو ناكس”.
كما أدى ارتفاع أسعار الحبوب إلى الضغط على الطلب، مع اتجاه بعض الشركات المصنعة للشوكولاتة إلى تقليص مشترياتها أو استخدام بدائل للكاكاو لتقليل التكاليف، وأظهر المسح أن الاستهلاك سيواصل التراجع مع تقليص المستهلكين إنفاقهم، كما انخفضت معدلات طحن الحبوب في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية خلال الربع الثاني، ومن المتوقع أن تُظهر بيانات الربع المقبل تراجعا إضافيا.
ولا يزال الإنتاج في إفريقيا الغربية يكافح للعودة إلى مستوياته القصوى السابقة بسبب الأحوال الجوية غير المواتية، وشيخوخة الأشجار، وانتشار أمراض المحاصيل مثل “التورم الفيروسي”، وتُقدّر التوقعات إنتاج المنطقة عند نحو 1.8 مليون طن، وهو مستوى قريب من الموسم الحالي، فيما يتابع التجار عن كثب تطورات الطقس مع عودة الأمطار التي ساعدت على تحسين رطوبة التربة بعد واحدة من أشد موجات الجفاف في يوليو وأغسطس.








