انتقدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القيود المتزايدة التي فرضتها الصين على صادرات المعادن النادرة، معتبرةً أنها تمثل تهديدًا لسلاسل الإمداد العالمية، معلنةً أنها ستسعى إلى تعزيز السيطرة على القطاعات الاستراتيجية من خلال الاستحواذ على مزيد من الحصص في الشركات الرئيسية لمواجهة بكين.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت – في تصريحات نقلتها صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الخميس – إن القيود الجديدة التي فرضتها الصين على صادرات المعادن النادرة والمغانط أظهرت الحاجة لأن تكون الولايات المتحدة مكتفية ذاتيًا من المواد الحيوية، أو أن تعتمد بشكل أكبر على الحلفاء الموثوقين.
ووصف بيسنت الخطوة بأنها «الصين ضد العالم»، متعهدًا بأن واشنطن وحلفاءها «لن يُوجَّهوا أو يُتحكَّم بهم»، مؤكدًا أن هذه التطورات تمثل إشارة واضحة للحلفاء بضرورة العمل المشترك وعدم السماح لبكين بالتحكم في سلاسل الإمداد العالمية.
وأضاف أن هناك احتمالية للاستحواذ على المزيد من الحصص في قطاعات حيوية للأمن القومي الأمريكي، من بينها المعادن النادرة وأشباه الموصلات والأدوية والصلب، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تعتزم تحديد أسعار منخفضة وإنشاء مخزونات استراتيجية من المعادن النادرة.
وأوضح بيسنت أن إدارة بلاده لن تستحوذ على حصص في صناعات غير استراتيجية، مشددًا على أنه تم تحديد سبع صناعات لتطويرها محليًا، وأن الحكومة يجب أن تكون حذرة من التوسع المفرط، وأن تتأكد من أن الاستثمارات تحقق أهدافها الاستراتيجية.
وجاءت تصريحات بيسنت بعد أيام من إعلان بكين قيودًا جديدة على تصدير تقنيات ومعادن نادرة، ما دفع ترامب إلى التهديد بفرض تعريفة جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية اعتبارًا من الأول من نوفمبر المقبل. وتُعد الصين المنتج الرئيسي عالميًا للمعادن المستخدمة في صناعة المغانط، وهي مواد أساسية في صناعات السيارات والإلكترونيات والدفاع.
وأشار الوزير إلى أن المسؤولين الأمريكيين والصينيين يتواصلون لترتيب لقاء بين ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ، موضحًا أن مستوى الثقة بين الزعيمين حال دون تصعيد أكبر في النزاع التجاري.
وأكد بيسنت أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى فك الارتباط مع الصين، لكنها ستتخذ إجراءات حازمة إذا أثبتت بكين أنها مورد غير موثوق.
ولفت إلى أن مسؤولين صينيين أبلغوا شركات السيارات الأمريكية مؤخرًا بأن بطء شحنات المغانط النادرة قد يكون مرتبطًا بعطلة وطنية.
وأضاف أن الصين لا تكتفي بدعمها لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، بل تُظهر مرة أخرى مخاطر الاعتماد عليها في المعادن النادرة أو في أي مورد حيوي آخر، زاعمًا أنه إذا اختارت الصين أن تكون شريكًا غير موثوق للعالم، فإن العالم سيضطر إلى فك الارتباط معها.








