يهدد النزاع التجاري المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين بشأن شركة الرقائق الهولندية «نيكسبيريا» بإحداث اضطرابات واسعة في قطاع صناعة السيارات العالمي، وسط مخاوف من توقف بعض خطوط الإنتاج وارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.
وأوضحت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، نقلًا عن مصادر اقتصادية مطلعة، أن وزارة التجارة الأمريكية أدرجت في ديسمبر الماضي الشركة الأم الصينية لـ«نيكسبيريا»، وهي شركة «وينجتك تكنولوجيز»، ضمن قائمة الكيانات الخاضعة للقيود التجارية، ما قلّص تعاملاتها مع الشركات الأمريكية وأجّج التوترات بين واشنطن وبكين.
وفي المقابل، أعلنت وزارة التجارة الصينية في أكتوبر الجاري فرض حظر على تصدير عدد من المكونات والمنتجات شبه المجمعة المصنعة داخل الصين والخاصة بشركة «نيكسبيريا» وشركائها من المتعاقدين، وهو ما دفع الحكومة الهولندية إلى التدخل والاستحواذ على الشركة، في خطوة تهدف إلى ضمان استقرار سلاسل الإمداد الصناعية الأوروبية وحماية المصالح الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي.
وتُعد شركة «نيكسبيريا» – التابعة لمجموعة «وينجتك تكنولوجيز» الصينية – من أبرز الموردين العالميين للرقاقات والمكونات الإلكترونية المستخدمة في صناعة السيارات الحديثة، إذ تنتج أكثر من 6 آلاف نوع من الشرائح الإلكترونية، ويتم شحن نحو 110 مليارات قطعة سنويًا تُستخدم في أنظمة التحكم والتشغيل داخل المركبات.
وأثارت هذه التطورات قلقًا واسعًا في أوساط صناعة السيارات، إذ تعتمد الشركات في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا على منتجات «نيكسبيريا» لتجميع مركباتها، ما يعني أن توقف الإمدادات قد يؤدي إلى شلل مؤقت في الإنتاج العالمي، على غرار ما حدث خلال أزمة نقص الرقائق التي أعقبت جائحة كوفيد-19.
ونقلت «سي إن إن» عن جون بوزيلا، الرئيس التنفيذي لتحالف الابتكار في صناعة السيارات – الذي يضم معظم شركات السيارات الكبرى – قوله: “إذا لم تُستأنف شحنات رقاقات السيارات سريعًا، فسيحدث اضطراب في إنتاج السيارات بالولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى، وسيكون لذلك تأثير متسلسل على قطاعات صناعية أخرى.”
وفي السياق ذاته، حذّرت رابطة مصنعي السيارات الأوروبية من أن إيجاد بدائل للرقاقات التي توفرها «نيكسبيريا» قد يستغرق عدة أشهر، مشيرة إلى أن المخزون الحالي من المكونات لن يغطي سوى أسابيع قليلة.
وتستحوذ «نيكسبيريا» على نحو 40% من سوق رقاقات السيارات في الفئة التي تشمل الترانزستورات والثنائيات، ما يجعلها حلقة محورية في سلاسل الإمداد الصناعية العالمية.








