حذّرت شركة فولكسفاجن الألمانية من احتمال توقّف الإنتاج في الأسابيع المقبلة بسبب نقصٍ مفاجئ في الشرائح الإلكترونية المصنَّعة في الصين؛ فالمشكلة لا تقتصر على فولكسفاجن فحسب، بل تهدِّد معظم شركات السيارات حول العالم، بحسب تحذير رابطة مصنّعي السيارات الأوروبية.
وذكرت صحيفة تليجراف البريطانية في تقريرٍ لها أن الأزمة تتمثّل في شركة نكسبيريا التي تصنع شرائح إلكترونية حيوية تُستخدم في مختلف الأنظمة الكهربائية في السيارات، مثل أنظمة التحكم في النوافذ، وأجهزة ضبط المقاعد، ولوحات القيادة.
ورغم أن شرائح نكسبيريا بسيطة نسبيًّا ومنخفضة التكلفة، فإنها تُشكّل نحو 40% من الترانزستورات والدايودات المستخدمة في صناعة السيارات.
ويرجع السبب الرئيس للأزمة إلى خلافٍ حاد بين فرعي الشركة في أوروبا والصين، بعد أن قرّرت الحكومة الهولندية السيطرة على الشركة وإقالة الإدارة الصينية، بدعوى مخاوف أمنية.
وردًّا على ذلك، أمرت إدارة نكسبيريا في الصين موظفيها بتجاهل تعليمات الإدارة الأوروبية، وقلّصت شحنات الشرائح المتجهة إلى أوروبا.
وتعتمد شركات السيارات على هذه الشرائح من خلال اللوحات الإلكترونية المطبوعة التي تدخل في أنظمة عديدة داخل السيارة، لكنها لا تشتري الشرائح مباشرة، مما يجعلها تواجه صعوبة في تقييم حجم المخاطر التي تتعرض لها.
وفي 10 أكتوبر الجاري، أعلنت نكسبيريا لعملائها أنها غير قادرة على ضمان تسليم الشرائح، ما دفع شركات السيارات إلى تشكيل “غرف حرب” للعمل على حلول طارئة، ودعوة الحكومتين الهولندية والصينية إلى التوصل إلى حلٍّ سياسي.
وتأتي الأزمة في وقتٍ تتعرض فيه صناعة السيارات لضغوطٍ متزايدة من الرسوم التجارية الأمريكية والتهديدات الصينية بقطع إمدادات مكوّناتٍ أساسية أخرى، مما يزيد المخاوف حول استقرار سلاسل الإمداد العالمية.
ويحذّر خبراء من أن الأزمة قد تؤثّر في صناعة السيارات في الصين وأوروبا على حدٍّ سواء، مع تأثيرٍ أكبر محتمل على القارة الأوروبية.
وتسعى شركات السيارات إلى إيجاد بدائل، غير أن وجود مكوّنٍ فريدٍ واحد من نكسبيريا يمكن أن يُعطّل تسليم لوحات إلكترونية كاملة، وقد تُطيل التحوّلات السياسية أمد الأزمة، إذ يمكن للحكومات وقف الشحنات أو استئنافها في أي لحظة.
وفي حال استمرار الأزمة، قد تضطر الشركات إلى إعادة تصميم أنظمتها لتجنّب شرائح نكسبيريا، رغم المحاولات السابقة لتقليل مخاطر سلاسل الإمداد.
كما بدأت الشركات بتخزين المكوّنات الأساسية وتحويل سلاسل الإمداد إلى نماذج محلية أكثر مرونة، ما قد يزيد التكاليف ويقلّل من كفاءة الإنتاج، لكنه يُعدّ خيارًا ضروريًّا في ظل التوترات الجيوسياسية الراهنة.








