تتطلع غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات المصرية فى دورتها الجديدة، إلى إطلاق خطة عمل شاملة تستهدف الارتقاء بجودة المنتج المحلي وتعزيز تنافسية صناعة الجلود المصرية في الأسواق العالمية، من خلال رفع كفاءة الخامات وتحسين أداء سلاسل الإنتاج وتعظيم القيمة المضافة بالإضافة إلى تطوير منطقة الروبيكي.
وقال مستثمرو القطاع، إن الخطة الجديدة تركز على معالجة التحديات، وفي مقدمتها ضعف جودة الجلد الخام وتراجع المعروض المحلي من الخامات، إلى جانب الحاجة لتطوير المجازر وتنفيذ نظام السلخ الآلي بما يسهم في تحسين جودة الجلد وتعظيم العائد التصديري.
كما تشمل الخطة مراجعة القرارات المنظمة لتصدير الجلود شبه المشطبة «الويت بلو» لضمان تحقيق التوازن بين احتياجات الصناعة المحلية وفرص التصدير.
وتتضمن أولويات الغرفة خلال الدورة الجديدة أيضًا دعم برامج الرعاية البيطرية وتنمية الثروة الحيوانية لتحسين جودة الجلود الخام، فضلًا عن تعزيز الخدمات الفنية واللوجستية بمدينة الروبيكي، وتحفيز الاستثمارات الجديدة في صناعة الدباغة ومستلزماتها، بما يضمن استدامة الصناعة وتحقيق أقصى استفادة من الثروة الحيوانية المصرية.
وتأتى مستهدفات الدورة الجديدة، بعد حسم انتخابات مجلس الإدارة أمس الأول، لفائزين في فئتي المنشآت المتوسطة والصغيرة بالقرعة، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ انتخابات اتحاد الصناعات.
وفي فئة المنشآت الكبيرة، فاز المرشحون الأربعة بالتزكية لتطابق عدد المتقدمين مع المقاعد المقررة، وهم: هشام عبدالحليم جزر، والدكتور أحمد عبدالحليم جزر، واللواء سعد عبدالعزيز عبده، والمهندس محمود سرج.
أما فئة المنشآت المتوسطة، فشهدت سابقة تاريخية؛ حيث تم اللجوء إلى إجراء قرعة لحسم المقعدين المتبقيين بعد تساوي الأصوات بين 4 مرشحين، وأسفرت القرعة عن فوز عبدالرحمن حسن الجباس وأشرف أنطوان يس، إلى جانب فوز مصطفى حسين عبدالخالق وجمال سيد أحمد الديجي.
كما تكررت القرعة في فئة المنشآت الصغيرة والمتناهية الصغر، بعد تساوي الأصوات بين مرشحين اثنين، مما استدعى سحب قرعة لتحديد الفائز بالمقعد الرابع، حيث أسفرت النتائج عن فوز سيد حسن عبدالحميد، وأحمد فروخ عبد الباقي، ومحمد فولي عبدالرازق، وأحمد حسن عبدالحافظ.
قال المهندس محمود سرج، إن المجلس الجديد سيعمل خلال الدورة المقبلة على دعم صادرات الجلود المصرية وتعزيز وجودها في الأسواق العالمية.
وأشار سرج إلى أن الخطة المتكاملة للمجلس تركز على تطوير منظومة الدباغة والتصنيع ورفع جودة المنتج المحلي، بما يهدف إلى زيادة الصادرات وتعظيم العائد من صناعة الجلود الوطنية
وقال أشرف يسى رئيس شركة تيمكس لدباغة الجلود ، إن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزًا أكبر على رفع كفاءة مدينة الروبيكى للجلود وتحويلها إلى مركز إقليمى لصناعة الجلود فى الشرق الأوسط، عبر تطوير البنية التحتية والخدمات الفنية، وتعزيز التكامل بين سلاسل الإنتاج من الدباغة وحتى التصدير.
وأضاف لـ«البورصة»، أن تنظيم السوق وتوحيد السياسات بين القطاعات المرتبطة بصناعة الجلود، سواء فى الخامات أو الكيماويات، يمثل ضرورة لتحقيق الانضباط الإنتاجى وضمان المنافسة العادلة، مشيرًا إلى أن بعض الاختلالات الحالية تتطلب معالجة عاجلة لضمان استدامة الصناعة.
وأوضح، أن مدينة الروبيكى تمتلك كل المقومات التى تؤهلها لتصبح وجهة استثمارية جاذبة ومقصدًا للمستوردين الأجانب، شريطة استمرار تطوير الخدمات اللوجستية والترويج للمدينة كمنطقة صناعية متكاملة أمام الأسواق العالمية.
وأكد على ضرورة الحد من تصدير الجلود الخام أو شبه المشطبة، لما يمثله ذلك من إهدار لقيمة مضافة كان يمكن تحقيقها داخل السوق المحلية، مشددًا على أهمية الاستفادة القصوى من الثروة الحيوانية المصرية وإنتاج جلود تامة التشطيب قادرة على المنافسة عالميًا.
الجباس: تطوير المجازر وتنفيذ السلخ الآلي لتعظيم العائد التصديري
وقال أحمد زكى الجباس، وكيل المجلس التصديرى للصناعات الجلدية، إن الغرفة تضع ضمن أولوياتها فى الدورة الجديدة إحياء برامج الرعاية البيطرية وتنمية الثروة الحيوانية لتحسين جودة الجلود، بالإضافة إلى دراسة إعادة مشروع تحسين السلالات المحلية واستقدام ماشية جديدة لزيادة إنتاج اللحوم والألبان.
وأكد، أن نحو 80% من احتياجات المصانع من الجلود الخام يتم توفيرها محلياً من المجازر المصرية، مقابل 20% يتم استيرادها.
ولفت إلى أن مدينة الروبيكى تشهد حالياً استكمال تشطيبات 102 وحدة صناعية جديدة، ومن المقرر تسليمها للمستثمرين خلال الفترة المقبلة بعد انتهاء أعمال المقاولات والإشراف من قبل شركة القاهرة لإدارة المدينة.
العقاد: مطال بتعديل قرار تصدير «الويت بلو» ودعم البنية التحتية بالروبيكي
وقال مصطفى أحمد محمود العقاد، رئيس مجلس إدارة شركة لوتس لدباغة الجلود، إن المرحلة المقبلة تتطلب إعادة النظر فى عدد من التشريعات والإجراءات المنظمة لقطاع الجلود، على رأسها قرار رقم 304 الخاص بتنظيم تصدير الجلد شبه المشطب «الويت بلو»، مشيرًا إلى أن تعديل القرار أصبح ضرورة لتعزيز تنافسية الصادرات المصرية فى الأسواق العالمية.
وأضاف لـ«البورصة»، أن دولاً مثل الأرجنتين والبرازيل تمكنت من تحقيق نجاحات تصديرية كبيرة فى هذا النوع من الجلود بفضل السماح بالتصدير المرن، فى حين مازال المنتج المصرى مقيدًا بالقرارات السابقة، رغم تزايد الطلب العالمى.
وأوضح، أن مدينة الروبيكى للجلود، التى تمثل العمود الفقرى للصناعة الجلود فى مصر، تحتاج إلى تحسين مستوى الخدمات الأساسية داخلها، وعلى رأسها الأمن والكهرباء ومرافق المياه، مؤكدًا أن تطوير البنية التحتية ينعكس مباشرة على كفاءة التشغيل وزيادة معدلات الإنتاج والتصدير.
وأشار إلى أن من أبرز التحديات الفنية التى تواجه القطاع حاليًا هو عدم وجود معادلة محددة وواضحة لاحتساب نظام «الدروباك» الخاص باسترداد رسوم الكيماويات المستخدمة فى التصنيع، موضحًا أن غياب هذه المعادلة يخلق حالة من عدم المساواة بين المدابغ، ويؤدى إلى تقديرات غير دقيقة من الجهات الحكومية.
وطالب بضرورة مشاركة خبراء المهنة فى إعداد الصيغة النهائية لنظام الدروباك، بحيث يتم تحديد نسب الكيماويات المستخدمة فى عملية الدباغة بشكل علمى وموحد، لضمان العدالة بين المصانع ومنع أى شبهة تهريب أو استغلال للثغرات الإجرائية.
وأكد أن إصلاح هذه الملفات سيكون لها تأثير مباشر على رفع جودة الإنتاج وزيادة القدرة التنافسية لصادرات الجلود فى الأسواق الإقليمية والعالمية.
وقال أحمد فروح، رئيس شركة الفروح جروب لدباغة الجلود، إن الرؤية الصناعية للقطاع خلال الدورة الجديدة تتركز على تعظيم الموارد ومواكبة متغيرات سوق العمل.
أشار إلى أن قطاع دباغة الجلود يواجه مرحلة صعبة نتيجة تراجع معدلات الاستهلاك العالمي، خاصة في دول العالم الثالث.
وأوضح أن مدينة الروبيكي تضم حاليًا نحو 52 مصنعًا عاملًا، وهو ما أسهم في رفع إنتاجية مصر من الجلود المدبوغة بنحو أربعة أضعاف خلال السنوات الأخيرة، لافتًا إلى أنه من المقرر تسليم 101 مصنع إضافي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، ما سيؤدي إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للقطاع بصورة ملحوظة.
وأشار فروح إلى أن التحدي الأكبر أمام القطاع يتمثل في تعظيم القيمة المضافة وتحويلها إلى ميزة تنافسية للصناعة في الأسواق العالمية
حرب: تراجع المعروض المحلي من الجلد يهدد استمرار الصناعة
قال حمدي حرب، رئيس شركة المنتزه لدباغة الجلود، إن الدورة الجديدة تعد من أخطر المراحل التي يمر بها القطاع، مؤكدًا أن الصناعة تواجه أزمة حقيقية بسبب نقص الخامات الأساسية، وعلى رأسها الجلد الطبيعي المحلي، الذي تراجعت كمياته بشكل كبير، في حين أن الكميات المستوردة منخفضة الجودة.
أوضح حرب لـ«البورصة»، أن نحو 200 مدبغة في مدينة الروبيكي تعاني من صعوبة توفير الجلد الخام الجيد، مشيرًا إلى أن انخفاض معدلات تربية الماشية محليًا أدى إلى تراجع إنتاج الجلد البلدي عالي الجودة، بينما أكثر من 90% من العجول المستخدمة حاليًا مستوردة من البرازيل، وهي ضعيفة الخامة ولا تصلح للصناعات الجلدية عالية القيمة.
لفت حرب إلى أن الاعتماد المتزايد على الجلد المستورد يشكل خطرًا حقيقيًا على الصناعة، نظرًا للفارق الكبير في الجودة بين الجلد البلدي والمستورد، موضحًا أن المدابغ المصرية اعتادت لعقود على العمل بالجلد البلدي، ومع ندرة توافره حاليًا أصبحت الصناعة مهددة بالتوقف الجزئي أو الكامل.
وأشار إلى أن نقل المدابغ من منطقة مصر القديمة إلى مدينة الروبيكي تسبب في ارتفاع كبير في التكاليف التشغيلية، سواء في النقل أو العمالة، إذ يقطع العمال يوميًا مسافة تتجاوز 70 كيلومتر، مما زادت معه الأعباء المالية على أصحاب المصانع.
