تعمل شركة “فولكس واجن” على تطوير شريحة ذكاء اصطناعي خاصة بها، لتعزيز قدرات القيادة الذكية في الصين، بينما تكافح المجموعة الألمانية للبقاء في أكبر سوق للسيارات في العالم.
وقالت أكبر شركة سيارات أوروبية يوم الأربعاء، إن أول شريحة داخلية من إنتاجها يجري تطويرها في الصين من خلال مشروع مشترك بين وحدة البرمجيات التابعة لها “كارياد” وشركة البرمجيات الصينية للقيادة الذكية “هورايزن روبوتيكس”.
ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم خلال فترة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات.
وقال الرئيس التنفيذي لـ”فولكس واجن”، أوليفر بلوم: “من خلال تصميم وتطوير نظام الشريحة المتكاملة هنا في الصين، فإننا نسيطر على تقنية رئيسية ستحدد مستقبل القيادة الذكية”.
يُعد نظام الشريحة المتكاملة دائرة إلكترونية موحدة تجمع المكونات الأساسية لنظام حاسوبي أو إلكتروني في شريحة واحدة.
وتُستخدم هذه الشرائح على نطاق واسع في الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية الأخرى، كما تُعد ضرورية لتطوير وتشغيل أنظمة مساعدة السائق المتقدمة والقيادة الذاتية.
تأتي خطوة الشركة لتطوير شريحة ذكاء اصطناعي خاصة بها في الصين ضمن استراتيجية أوسع لتوطين البحث والتطوير في مجالات مكونات السيارات والبرمجيات والتصميم، استعداداً لإطلاق نحو 30 سيارة كهربائية في السوق الصيني خلال السنوات الخمس المقبلة.
كما تعكس الخطوة رغبة الشركة في امتلاك قدرات تكنولوجية داخلية أكبر، في أعقاب أزمة نقص الشرائح التي سببتها جائحة “كوفيد-19” وحالة عدم اليقين طويلة الأمد بشأن إمكانية وصول الصين إلى واردات الرقائق وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.
ووفقاً لبيانات مبيعات السيارات من شركة الاستشارات “أوتوموبيليتي” في شنغهاي، كانت “فولكس واجن” لسنوات أكبر شركة سيارات في الصين، إذ تمتلك حصة سوقية تفوق 20% في السيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي.
لكنها لا تحتل حالياً أي مركز ضمن أكبر عشر شركات في قطاع السيارات الكهربائية، الذي يشمل السيارات الكهربائية بالكامل والهجينة القابلة للشحن.
في المقابل، تضاعفت حصة شركات السيارات الكهربائية الصينية في السوق المحلي من نحو 35% في عام 2020 إلى ما يقارب 70% حالياً.
وأشاد محللون بـ”فولكس واجن” باعتبارها واحدة من الشركات الأجنبية القليلة التي تبذل جهداً حقيقياً لاستعادة ثقة المستهلكين في الصين.
فمنذ أواخر عام 2022، استثمرت الشركة نحو 4 مليارات يورو في سلسلة من المشاريع داخل البلاد لإنقاذ أعمالها هناك.
وتشمل هذه الاستثمارات إنشاء مركز ابتكار بقيمة مليار يورو، وضخ 2.4 مليار يورو في شركة “هورايزن روبوتيكس” المتخصصة في تصميم الشرائح وتطوير برمجيات أنظمة مساعدة السائق المتقدمة.
كما دفعت المجموعة الألمانية 700 مليون دولار مقابل حصة قدرها 5% في شركة “إكس بنج” عام 2023، وتحالفت مع الشركة الصينية لتطوير سيارتين تحملان علامة “فولكس واجن”.
وأفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز” في يونيو بأن شريحة الذكاء الاصطناعي “تورينج” المصممة ذاتياً من قبل “إكس بنج” ستُستخدم في تلك الطرازات.
وقالت “فولكس واجن” يوم الأربعاء إن تقنية “نظام الشريحة المتكاملة” القادمة ستعزز من قدرة سياراتها على اتخاذ القرارات في الوقت الفعلي وتحسين الأداء الحاسوبي، مما سيرفع مستوى الأمان وخصائص القيادة الذكية.
ووفقاً لشخص مطلع على الأمر، ستتجاوز تكلفة تطوير الشريحة 200 مليون دولار.








