تقنين الشقق الفندقية يفتح الباب أمام استثمارات عالمية فى الإدارة السياحية
قال هيثم نصار، مدير عام فندق هيلتون المعادى، إن افتتاح المتحف المصرى الكبير سيشكل نقطة تحول نوعية فى مسار السياحة المصرية، باعتباره مشروعاً استراتيجياً قادراً على إعادة رسم خريطة الزائرين واستقطاب السائح مرتفع الإنفاق، إلى جانب تعزيز الصورة الذهنية لمصر كمقصد ثقافى عالمى.
أضاف، فى مقابلة مع «البورصة»، أن المتحف المصرى الكبير سيكون عنصر جذب رئيسياً خلال الفترة المقبلة؛ إذ يُتوقع أن يسهم فى تنشيط السياحة الثقافية، ورفع متوسط إنفاق السائح.
أشار إلى أن الطريق المحيط بالمتحف بعد الانتهاء منه سيضيف تجربة فريدة للزائر سواء من حيث سهولة الوصول أو من الناحية الجمالية.
وأضاف أن خطة الترويج السياحى الجديدة ستركز بشكل كبير على المتحف والمناطق المحيطة به، باعتباره واجهة مصر الثقافية الجديدة أمام العالم.
أوضح «نصار» أن التطوير الشامل للبنية التحتية فى مصر خلال السنوات الأخيرة جعل تجربة السائح أكثر سهولة وراحة، سواء فى التنقل بين المقاصد أو الوصول إليها.
أكد أن تحسين شبكات الطرق والمطارات والموانئ هو حجر الأساس لرفع تنافسية المقصد المصرى عالمياً.
220 ألف غرفة فندقية قيد التشغيل.. وخطط لمضاعفة الطاقة الاستيعابية قريباً
وأشار إلى أن عدد السياح الوافدين إلى مصر فى تزايد مستمر للعام الثالث على التوالى، موضحاً أن وزارة السياحة تعتمد على مؤشرى عامى 2008 و2010 كمقياس للأداء من حيث عدد الزوار والإيرادات.
وكشف «نصار»، أن مصر تمتلك حالياً نحو 220 ألف غرفة فندقية، إضافة إلى نحو 6 آلاف غرفة جديدة ستدخل الخدمة قريباً.
أكد ضرورة زيادة الطاقة الاستيعابية بما يتواكب مع حجم الطلب المتوقع خلال السنوات المقبلة.
وأشار إلى أن السياحة تسهم بنحو 4.7% من الناتج القومى وفقاً لأحدث التقديرات الحكومية، بعد أن كانت قبل عام 2010 فى المرتبة الثانية أو الثالثة بين مصادر الدخل القومى.
توقع أن يسهم افتتاح المتحف الكبير وتطوير المقاصد فى رفع هذه النسبة مجدداً.
وشدد «نصار» على أن السياحة صناعة مترابطة تضم أكثر من 72 نشاطاً اقتصادياً، ما يجعل تطوير التعليم السياحى والفندقى أمراً حتمياً.
وقال: «بدأنا بالفعل التعاون مع المدارس الفندقية لتحديث المناهج وتطبيق التدريب العملى داخل الفنادق، لتأهيل جيل جديد من العاملين القادرين على المنافسة إقليمياً».
أوضح مدير فندق هيلتون المعادى، أن عدد المطارات الحالية لا يواكب النمو المطلوب، خصوصاً فى البحر الأحمر وجنوب سيناء، داعياً إلى زيادة عدد المطارات وتطوير الخدمات الداخلية، لأن المطار هو أول ما يراه السائح عند دخوله البلاد.
طرح إدارة المطارات للشركات العالمية خطوة لتعظيم الكفاءة والعائد الاقتصادى
وأضاف: «علينا الاعتراف أننا لم نحقق بعد المستوى المطلوب فى إدارة المطارات، ولهذا فإن طرح إدارتها أمام الشركات العالمية المتخصصة خطوة صحيحة فى الاتجاه نحو الكفاءة وتعظيم العائد الاقتصادى، فكما نقول: «ادّى العيش لخبازه»».
أشاد «نصار» بأداء القطاع الخاص فى دعم وتنشيط السياحة، موضحاً أن المستثمرين المحليين يعملون بقوة منذ سنوات فى مناطق مثل جنوب سيناء والبحر الأحمر والساحل الشمالى والعلمين.
وأكد أن تقديم الحوافز للمستثمرين يشجع على تنفيذ مشروعات جديدة ترفع من الطاقة الفندقية والعوائد السياحية، لافتاً إلى أن المبانى الحكومية المطروحة كفنادق لاقت إقبالاً واسعاً من الشركات العالمية.
وأشار «نصار» إلى أهمية تقنين أوضاع الشقق الفندقية من خلال تشريع واضح يضمن تشغيلها بشكل منظم، معتبراً أن ذلك سيفتح المجال أمام استثمارات عالمية جديدة فى مجال الإدارة السياحية.
لفت إلى أن الساحل الشمالى والعلمين الجديدة تمثلان وجهات واعدة للسياحة المستقبلية، موضحاً أنه فى حال تسويقهما بالشكل الصحيح، يمكن أن تستقطبا أعداداً كبيرة من السائحين الأوروبيين، خاصة خلال موسم الشتاء بفضل المناخ الدافئ.
وأضاف أن مصر تمتلك مقومات طبيعية استثنائية على البحرين الأحمر والمتوسط، مؤهلة بها لزيادة حصتها من السوق السياحى العالمي، بشرط الاستثمار فى العنصر البشرى إلى جانب تطوير البنية التحتية.
تعاون بين الفنادق والمدارس الفندقية لتأهيل الكوادر ورفع جودة الخدمات
تابع أنه فى ظل استمرار الاستقرار السياسى والاقتصادي، ومع تطوير المطارات والبنية التحتية والتسويق الاحترافي، يمكن لمصر استقبال نحو 30 مليون سائح سنوياً قبل عام 2030.
وأضاف أن مصر تمتلك أكثر من 1200 كيلومتر من الشواطئ وموقعاً جغرافياً متميزاً يجعلها قريبة من أوروبا وآسيا، ما يمنحها فرصة لتكون مركز جذب رئيسياً فى المنطقة.
أكد أهمية تنويع الأنماط السياحية، مشيراً إلى أن هناك فرصاً واعدة فى مجالات السياحة العلاجية، والترانزيت، والسفاري، وسياحة الموانئ والتسوق، داعياً إلى الاستفادة من تجارب الدول المنافسة فى هذه الأنشطة.
وقال: «تجربة السائح لا تقتصر على الفندق، بل تبدأ منذ لحظة وصوله المطار وحتى مغادرته، مروراً بوسائل النقل ومستوى الخدمات وطريقة تعامل المواطنين، وكلها عناصر تصنع الانطباع الحقيقى عن مصر».








