عوضت سوق الأسهم السعودية خسائرها المبكرة لتغلق دون تغير يُذكر اليوم الإثنين، لكنها لا تزال منخفضة بنحو 3.5% منذ تصريحات صادرة في نهاية الشهر الماضي بشأن حسم مراجعة سقف ملكية الأجانب في 2026 بدلاً من نهاية العام الجاري، في ظل غياب المحفزات، مع استمرار تقييم المستثمرين لنتائج أعمال الشركات المدرجة.
يرى هشام أبو جامع، المستشار في “نايف الراجحي المالية”، أن السوق استقبلت التصريحات الأولية بشأن تحرير ملكية الأجانب هذا العام بقدر من المبالغة، مشيراً إلى أن الإجراء الأهم هو فتح الاستثمار المباشر للأجانب دون قيود.
وأضاف خلال مداخلة مع “الشرق”: “في الوقت الحالي، أعلى نسبة ملكية أجنبية في السوق، باستثناء المستثمرين الاستراتيجيين، هي 27% وبالتالي نحن بعيدون جداً عن السقف الحالي البالغ 49%، وزيادة السقف عن ذلك ربما لن يؤثر كثيراً على السوق”.
“القرار الأهم سيكون فتح السوق بشكل أكبر أمام الأجانب مما سيخلق سيولة. عندما ترتفع السيولة سيتحسن كل شيء. مكررات الربحية والأسعار حالياً جذابة جداً”.
السوق تبحث عن محفزات
أغلق المؤشر العام “تاسي” مستقراً عند 11244 نقطة مع ارتفاع قطاعي الطاقة والمواد الأساسية، ما عوض انخفاض أسهم القطاع المصرفي والمرافق العامة. ومن بين الأسهم القيادية ارتفعت أسهم “أرامكو” و”سابك” في حين تراجعت أسهم “مصرف الراجحي” و”البنك الأهلي” و”أكوا باور”.
يتوقع نيشيت لاخوتيا، رئيس قسم الأبحاث في “سيكو بنك” أن يحوم المؤشر حول مستوياته الحالية حتى نهاية العام الجاري، نظراً لعدم وجود محفزات إيجابية في الوقت الحالي، بعد اكتمال إعلان النتائج الفصلية للشركات الكبرى.
وقال خلال مداخلة مع “الشرق”: “نتائج القطاعات الأثقل وزناً وتحديداً البنوك والبتروكيماويات لم تُحدث تأثيراً كبيراً. كنا بصدد أخبار تتعلق بملكية الأجانب ما أدى إلى موجة صعود، لكن هذا الأمر أصبح وراءنا والأسواق ستنتظر لفترة أطول لترى أي محفز يتعلق بهذا الموضوع”.
قفزة لـ”دار الأركان”
أعلنت “دار الأركان” للتطوير العقاري، ثالث أكبر شركة عقارية مدرجة في السوق من حيث القيمة السوقية، قفزة بنسبة 90% على أساس سنوي في أرباحها خلال الربع الثالث من هذا العام لتصل إلى 255.6 مليون ريال، بدعم من ارتفاع المبيعات وتحسن الهوامش. وصعد سهم الشركة أكثر من 6% ليغلق عند 17.12 ريال.
خلال مداخلة مع “الشرق”، أشار إكرامي عبد الله، كبير المحللين الماليين في صحيفة “الاقتصادية”، إلى أن “جزءاً كبيراً من الأرباح يأتي من الأنشطة غير التشغيلية وتحديداً من بند المرابحات الإسلامية، وعلى ما يبدو استفادت الشركة من ارتفاع العوائد خلال الفترة الماضية.”
سهم “طيران ناس” يتهاوى
في المقابل، تراجع سهم شركة الطيران الاقتصادي “طيران ناس” أكثر من 6% إلى 74.25 ريال، بعدما أعلنت الشركة عن نتائجها للربع الثالث. وزادت أرباح الشركة بنسبة 15% تقريباً خلال الثلاثة شهور المنتهية في سبتمبر إلى 120.2 مليون ريال.
وقال أبو جامع إن السهم متأثر بارتفاع تقييمه عند الطرح مقارنة مع متوسطات السوق.
وأضاف خلال مداخلة مع “الشرق”: “ما نراه اليوم ليس رد فعل على النتائج، بل على سعر الإدراج الذي كان مرتفعاً قليلاً مقارنة مع الأرباح المتوقعة، ما يجعل مكرر الربحية للسهم مرتفعاً للغاية، بالنظر إلى الشركات المماثلة سواء في منطقة الخليج أو عالمياً”.
بدأ تداول أسهم الشركة بالسوق في يونيو الماضي بسعر إدراج 80 ريالاً. واعتبر أبو جامع أن “السعر الحالي هو المنطقي والعادل للشركة”.








