كشفت مصادر مطلعة لـ«البورصة» أن كبرى شركات إنتاج الحديد فى السوق المحلى تتحرك حالياً لخفض مخزون ضخم متراكم منذ بداية العام، يقدَّر بين 450 و600 ألف طن، فى ظل تباطؤ الطلب الناتج عن ركود قطاع الإنشاءات وصعوبة استخراج تراخيص المبانى في العديد من المناطق.
وقالت المصادر إن تراجع القوة الشرائية أجبر المصانع على الاحتفاظ بكميات كبيرة داخل المخازن، تجاوزت لدى بعض الشركات حاجز 100 ألف طن لكل مصنع، ما دفع عدداً منها إلى اتخاذ خطوات استثنائية شملت خفض الأسعار لفترات محدودة بهدف تنشيط حركة البيع وتصريف المخزون.
وبحسب بيانات منظمة الصلب العالمية، تراجع إنتاج مصر من حديد التسليح خلال أول 9 أشهر من العام إلى 6 ملايين طن مقابل 6.4 مليون طن خلال الفترة المقابلة من العام الماضى.
ويعمل فى السوق المحلى 14 مصنعاً لحديد التسليح، أبرزها: حديد عز، وبشاي للصلب، والسويس للصلب، وحديد المصريين.
كما تراجعت صادرات قطاع الصلب خلال أول 9 أشهر من العام الجارى إلى 1.4 مليار دولار مقابل 1.65 مليار دولار فى الفترة نفسها من 2024، وفقاً لبيانات المجلس التصديرى لمواد البناء.
العشرى: نُعيد تقييم التكلفة ونسعّر الطلبيات الكبرى بشكل منفصل.. والخصومات تصل 20%
وقال أيمن العشرى، رئيس مجلس إدارة شركة حديد العشري، إن الشركة تدرس حالياً تطبيق حوافز سعرية إضافية لضمان قدرتها على المنافسة وتقليص المخزون المتراكم.
وأضاف لـ«البورصة» أن الشركة تعقد اجتماعات مكثفة لإعادة احتساب التكلفة الفعلية ومراجعة الأسعار بما يعكس الفجوة بين أسعار الشركات والأسعار المرجعية فى السوق.
وأوضح العشرى أن «العشري» تمنح عروضاً خاصة للعملاء أصحاب الطلبيات الكبيرة، قائلاً: «كل طلبية لها تسعير مختلف… العميل اللى بيطلب 20 أو 30 ألف طن بياخد سعر مختلف عن السعر المعلن».
وأشار إلى أن الخصومات قد تصل إلى 20% وفقاً لحجم الكميات وطريقة السداد، خاصة أن التعاقدات الكبرى غالباً ما تُسدد على دفعات نظراً لقيمتها الضخمة التى قد تبلغ مليارات الجنيهات.
«حديد عز» تقدم خصمًا مؤقتًا بقيمة 4 آلاف جنيه للطن لتنشيط المبيعات حتى نهاية نوفمبر
وفى المقابل، كانت مجموعة حديد عز قد قررت خفض أسعار بيع حديد التسليح بقيمة 4 آلاف جنيه للطن خلال الفترة من 16 حتى 30 نوفمبر الجارى، ليسجل سعر الطن «من أرض المصنع» 34.2 ألف جنيه بدلاً من السعر الرسمى 38.2 ألف جنيه.
وقال محمد المنيسي، مدير مبيعات شركة 6 أكتوبر لتسويق الصلب وحديد التسليح، إن الشركة لجأت فى وقت سابق إلى تخفيضات سعرية على بعض منتجاتها كخطوة تنافسية لتحريك المبيعات، مؤكداً أن تلك الخطوة كانت «مؤقتة» وليست سياسة دائمة.
وأضاف لـ«البورصة» أن الشركة تتابع تطورات السوق بشكل مستمر وتعيد احتساب التكلفة الفعلية وفق المتغيرات، مشيراً إلى أن أى قرار خفض أسعار رسمى يُتخذ بما يضمن التوازن بين التكلفة وسياسة الشركة واستقرار السوق.








