سجلت شركة “تارجت” الأمريكية للتجزئة انخفاضا أكبر من المتوقع في المبيعات المماثلة خلال الربع الثالث، مع اتجاه المستهلكين المتضررين من الضغوط المالية إلى خفض إنفاقهم على الملابس وديكورات المنزل، مقابل التركيز على شراء الأساسيات الأرخص سعرا.
وأعلنت الشركة، التي تمر بخمسة فصول متتالية من تراجع المبيعات في المتاجر، خططا لضخ استثمارات إضافية بقيمة مليار دولار خلال 2026 ضمن خطة إعادة هيكلة تشمل افتتاح متاجر جديدة، وتحديث متاجر قائمة، وتحسين عملياتها الرقمية.
كما عينت الشركة في أغسطس الماضي التنفيذي المخضرم مايكل فيدلكي في منصب الرئيس التنفيذي، لقيادة عملية التعافي بعد عدة فصول من ضعف الطلب، تفاقمت بسبب أخطاء في إدارة المخزون ونقص الموظفين، بحسب ما نقلته منصة “إنفيستنج” الاقتصادية.
وفي الشهر الماضي، خفض فيدلكي، الذي سيتولى منصبه رسميا مطلع العام المقبل، نحو 1,800 وظيفة مكتبية بهدف خفض التكاليف وتبسيط العمليات، وقال فيدلكي إن موظفي المتاجر تم تشجيعهم على قضاء وقت أكبر في التفاعل مع العملاء “مع التركيز على الود”، كما تستثمر الشركة في تقنيات جديدة لتسريع الأعمال الخلفية مثل التفريغ وترتيب البضائع.
وقالت المحللة الاقتصادية سكاي كانافيس: “تارجت تواجه صعوبة في التعامل مع بيئة غير مستقرة لإنفاق المستهلك، وأداؤها في الربع الثالث لم ينجح في البناء على التحسن الطفيف في الربع السابق، مما يؤكد أن التعافي الحقيقي لا يزال بعيدا، وأن الرئيس التنفيذي الجديد أمامه مهمة شاقة”.
وأدى الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة وتأخر صرف الرواتب والمساعدات الغذائية، إلى جانب التضخم المرتفع ومخاوف الرسوم الجمركية، إلى مزيد من التراجع في ثقة المستهلك وقدرته على الإنفاق.
وانخفضت المبيعات المماثلة، التي تشمل المبيعات عبر الإنترنت والمتاجر العاملة منذ 13 شهرا على الأقل، بنسبة 2.7% في الربع الثالث، مقارنة بتقديرات أشارت إلى انخفاض بواقع 2.08%، كما تراجعت أسهم الشركة بنحو 3% في التعاملات المبكرة اليوم /الأربعاء/.
وسجلت “تارجت” انخفاضا بنسبة 3.7% في مبيعات فئة المستلزمات المنزلية، فيما ارتفعت المبيعات الرقمية 2.4%، لكنها جاءت دون توقعات بنمو قدره 3.18%،
وتراجعت أسهم الشركة بأكثر من الثلث منذ بداية العام، متأثرة بتراجع المبيعات وخسارة حصة سوقية لصالح المنافس الأكبر وولمارت الذي كثف استثماراته في التكنولوجيا لتسريع توصيل المواد الغذائية والمنزلية.
وأظهر قطاع التجزئة بالكامل إشارات ضعف؛ إذ خفّضت سلسلتا “هوم ديبوت” و”لووز” توقعاتهما السنوية هذا الأسبوع بسبب تباطؤ سوق الإسكان وتراجع الإنفاق على التجديدات المنزلية، بينما رفعت شركة “تي جي إكس” المتخصصة في الملابس منخفضة السعر توقعاتها للربحية.
ورغم تراجع المبيعات، أبقت “تارجت” على توقعاتها بانخفاض طفيف في المبيعات خلال الربع الرابع، وقامت بتخفيض أسعار 3,000 سلعة أساسية تشمل المواد الغذائية والاحتياجات اليومية، كما قدمت وجبة “عيد الشكر” منخفضة التكلفة لاستقطاب المتسوقين الحريصين على ضبط ميزانياتهم.
وقال مدير العمليات التجارية في الشركة، ريك جوميز، إن المستهلكين يبحثون عن الاحتفال بالمناسبات دون إنفاق زائد، في ظل ضغوط الرسوم الجمركية وضعف سوق العمل.
وخفضت الشركة الأمريكية الحد الأعلى من توقعاتها السنوية للأرباح بمقدار دولار واحد ليصبح بين 7.00 و8.00 دولارات للسهم، باستثناء مصاريف التعويضات والاستثناءات الأخرى.
وترجح عدة مؤشرات اقتصادية أن يشهد موسم التسوق لعطلة الكريسماس وبداية العام هذا العام تباطؤا واضحا، بينما تسبب الإغلاق الحكومي القياسي في مزيد من القلق لدى المستهلكين قبل أيام من بدء الفترة الأهم في العام لقطاع التجزئة.
وحققت الشركة ربحا قدره 1.78 دولار للسهم في الربع المنتهي في الأول من نوفمبر، متجاوزة توقعات المحللين البالغة 1.72 دولار، مدعومة بنمو مزدوج الرقم في مبيعات وحدة الإعلانات ذات الهامش المرتفع “راوندل”، فيما تراجعت الإيرادات الإجمالية بنسبة 1.6% لتصل إلى 25.27 مليار دولار، دون التوقعات بقليل.








