حققت شركة “إيلي ليلي”، الأمريكية المصنعة لأدوية إنقاص الوزن، اختراقها الخاص لتصبح أول مجموعة أدوية تنضم إلى ما بات يعرف بـ”نادي الشركات التريليونية”، بعدما تجاوزت قيمتها السوقية تريليون دولار، لتحقق تحولاً حادا مقارنة بأدائها خلال العام الماضي حين تعرضت أسهمها لهبوط كبير عقب نتائج أولية محبطة لدوائها الجديد الخاص بإنقاص الوزن.
والتحقت الشركة، التي تتخذ من ولاية إنديانابوليس مقراً لها، إلى الركب الذي يضم عدداً محدوداً من الشركات التي تجاوزت قيمتها السوقية التريليون دولار، ويضم ثماني شركات تكنولوجية عملاقة، علاوة على شركة “تسلا” ومجموعة “بيركشاير هاثاواي” المملوكة للملياردير وارن بافيت.
وقالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” إن أسهم مجموعة “إيلي ليلي” أنهت تعاملات الجمعة مرتفعة بنسبة 1.6 في المائة مسجلة 1059.70 دولار، لتصعد بمكاسبها خلال هذا العام إلى نسبة 40 في المائة، ولتبتعد كثيراً عن منافستها الرئيسية “نوفو نورديسك” في معركة الهيمنة على سوق أدوية إنقاص الوزن.
وتقدم السهم بنسبة 2.2 في المائة خلال تعاملات منتصف اليوم، ورغم أنه لم يتمكن من الاحتفاظ بتلك المكاسب إلى نهاية أجراس التداول في بورصة وول ستريت، فإنه اختتم الجولة بقيمة سوقية تجاوزت التريليون دولار.
ونقلت الصحيفة عن مدير محفظة في شركة “نيويرجر بيرمان”، ريك برادت، قوله إن الارتفاع السريع لسهم “ليلي” في الأسابيع القليلة الأخيرة يعود جزئيا إلى ابتعاد المستثمرين إلى حد كبير عن الشركات التكنولوجية الكبرى التي تهرول مسرعة خلف نمو الذكاء الاصطناعي.
وأضاف بيرمان “عقب انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي، التي تسببت في الإسراع بحركة تدوير هائلة في القطاع”، ونتيجة لذلك، “شهدنا أداءً فائقاً على نطاق واسع في قطاع الرعاية الصحية. لتقف ليلي في الصدارة وحدها على قمة شركات الأدوية على جميع المستويات.”
وضاعفت شركة “ليلي” مبيعاتها من أدوية إنقاص الوزن خلال الربع الثالث مقارنة بالفترة ذاتها قبل عام، بعد أن انطلق توزيعها في أسواق جديدة. وقد تمكن عقارا “مونجارو” لعلاج مرض السكر، و”زيباوند” المخصص لإنقاص الوزن، من حصد إيرادات مجمعة بلغت 10.1 مليار دولار في هذا الربع.
وجاءت تلك الارتفاعات الحادة لسهم “ليلي” بعد تعرضه لهبوط حاد في أغسطس إثر نتائج سريرية محبطة لعقارها الجديد المخصص لإنقاص الوزن تحت اسم “أورفوجليبرون”. لكن “كان ذلك هو الأمر السلبي الوحيد التي تعرضت له ليلي حسبما اعتقد”، على حد قول مديرة بحوث الرعاية الصحية في “مورونينج ستار”، كارين أندرسين.
وتابعت أندرسين قائلة “من الصعوبة بمكان حالياً أن تجد ثغرات في استراتيجية “ليلي”… فكل شيء سار في مصلحة ليلي”.
وبينت “فاينانشيال تايمز” أن المستثمرين أصبحوا أكثر حماسة حيال أسهم شركات الأدوية. وقد ارتفع أداء أسهم الأدوية داخل مؤشر “ستاندرد أند بورز 500″، بأكثر من 25 في المائة منذ أواخر سبتمبر على خلفية التفاؤل الذي شاع بعد تضاؤل التهديدات المتعلقة بالتعريفات الجمركية الأمريكية وتخفيضات أسعار الأدوية، التي خيمت على الصناعة منذ تولي الرئيس دونالد ترامب.
في مطلع الشهر الجاري، انضمت “ليلي” مع مجموعة ثلاث شركات أدوية أخرى لتوقيع اتفاق مع البيت الأبيض، وافقت فيها على إجراء تخفيض أكبر في أسعار الأدوية في مقابل تيسير الوصول إلى المرضى في برنامجي الرعاية الصحية “مديكير” و”مديكيد” ومنحها إعفاءً مدته ثلاث سنوات من أي تعريفات جمركية محتملة.
يعني هذا الاتفاق أيضاً، حال المصادقة عليه، أن شركة “ليلي” قد تتمكن من إطلاق عقار “أورفوجليبرون” في وقت أسرع من المتوقع خلال العام المقبل. وقد أبدى المستثمرون حماساً أكثر تجاه منتجات أدوية “ليلي” المخصصة لإنقاص الوزن بأكثر من نظيرتها في “نوفو نورديسك”.
وفي الوقت الذي قفزت فيه أسعار سهم “ليلي”، شرع “وقف ليلي”، أكبر مجموعة حاملة لأسهم الشركة، في بيع الأسهم.
باع الوقف كمية قياسية بقيمة 2.4 مليار دولار من أسهم الشركة خلال الربع الأخير من العام الجاري، بارتفاع عن المستوى القياسي السابق الذي بلغ 1.3 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2024، حسبما أوردت مجموعة “فيريتي داتا/تي إم إكس داتالينكس” التي ترصد مبيعات السهم.
وبمناسبة تخطيها حاجز التريليون دولار، قالت الشركة: “إن “ليلي” تواصل تركيزها على تعهداتنا لتحقيق اختراقات علمية واستثمارات استراتيجية لتعزيز خط إنتاج قوي يلبي احتياجات المرضى”.








