شهدت المناطق المحيطة بالمتحف المصري الكبير قفزة ملحوظة فى أسعار الإيجارات بعد أسبوعين من افتتاحه، لتشمل الشقق السكنية التقليدية و الوحدات المفروشة الموجهة للسائحين.
وبحسب سماسرة وعاملين بالسوق، ارتفعت إيجارات الشقق السكنية العادية بنسبة 30% فى منطقة حدائق الأهرام، بينما قفزت أسعار الشقق المفروشة بنسبة تقارب 40%، فى وقت تراوحت فيه الإيجارات الشهرية للوحدات السكنية بين 7 و12 ألف جنيه.
وأضافوا أن بعض الشقق المجهزة للسائحين وصلت إلى 30 ألف جنيه شهريًا عند طرحها عبر منصات الحجز العالمية، نظرًا للطلب الأجنبى المتزايد.
وأكد ملاك عقارات بالمنطقة أن بعضهم اتجه إلى تأجير الوحدات للأجانب بدلًا من السكان المحليين، بأسعار تصل إلى ثلاثة أضعاف الإيجار التقليدى وغالبًا بالعملة الصعبة، ما دفع بعض الأسر إلى الانتقال إلى مناطق أبعد، فى ظل عدم قدرتها على تحمل الارتفاعات الجديدة.
وأوضح علاء الشيخ، خبير التسويق العقارى، أن الإيجارات المخصصة للسائحين شهدت ارتفاعًا يتجاوز الضعف مقارنة بالفترة السابقة للافتتاح.
تابع أن الوحدة المفروشة التى كانت تُؤجر بنحو 70 دولارًا لليلة ارتفعت حاليًا إلى 150 دولارًا بالقرب من المتحف، خصوصًا عبر منصات الحجز الإلكترونية.
وأشار الشيخ إلى أن هذا الاتجاه يشجع مزيدًا من الملاك على تحويل وحداتهم إلى شقق فندقية.
العدلى: ارتفاع أسعار الفنادق ثلاثة أضعاف يدفع السائحين نحو الشقق السكنية
كما أكد رياض العدلى، رئيس مجلس إدارة شركة «نكست دور»، أن ارتفاع أسعار الوحدات الفندقية ثلاثة أضعاف دفع بعض السائحين الأجانب إلى اللجوء مؤقتًا للشقق السكنية كبديل أقل تكلفة، وهو ما عزز الطلب على الوحدات القريبة من المتحف.
وقال فتح الله فوزى، رئيس مجلس إدارة «مينا» لاستشارات التطوير العقارى، إن الارتفاعات الأكبر جاءت فى أسعار الشقق والغرف الفندقية، بينما ما تشهده الشقق السكنية من زيادات حالية لا يزال محدودًا، متوقعًا ظهور موجة أكثر وضوحًا من الزيادات بداية العام المقبل.
من جانبه قال على غنيم، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إن الارتفاعات الحالية “نتيجة طبيعية” لموجة الطلب الجديدة.
لكنه شدّد على ضرورة حماية السكان الأصليين من فقدان مساكنهم عبر مشروعات سكنية مدعومة أو آليات استثمار مشترك تخفف الضغوط المالية على الأسر التى لا تستطيع مواكبة الأسعار الجديدة.
وأشار كامل السيد، سمسار عقارات بحدائق الأهرام، إلى أن حركة الشراء من قبل المستثمرين ارتفعت بشكل ملحوظ، ما قلّص عدد الوحدات المتاحة للسكان الدائمين، ودفع بعض الأسر للانتقال إلى مناطق أبعد.
سامى: التأثير الفعلى لسوق الإيجارات سيظهر فى 2026… والأراضى الأكثر ارتفاع حاليًا
وقال أيمن سامى، مدير مكتب «جى إل إل» مصر، أن ما يحدث الآن يُعد مجرد ارتفاع محدود ومبكر، بينما التأثير الحقيقى لن يظهر قبل بداية 2026، وهو التوقيت الذى سيبدأ خلاله تقييم العائد السياحى والاستثمارى بصورة أدق، مع بدء حجز المشروعات الفندقية والتجارية المحيطة.
وأشار سامى إلى أن أسعار الأراضى هى الأكثر تأثرًا حتى الآن، بسبب توسع شركات التطوير فى البحث عن مواقع لإطلاق مشروعات تتوافق مع الطابع السياحى للمتحف، متوقعًا استمرار موجة الارتفاعات خلال العام المقبل مع ازدياد الاهتمام الاستثمارى بالمنطقة.
وافتُتح المتحف المصرى الكبير بالكامل فى 1 نوفمبر الجارى بتكلفة استثمارية تقترب من مليار دولار، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، أبرزها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، وهو ما جعله أحد أهم مراكز الجذب السياحى عالميًا خلال الفترة المقبلة.








