شهد سوق النحاس العالمي اضطرابات واسعة، مع وصول الأسعار إلى مستويات تاريخية، حيث يشهد السوق توترات نتيجة اختلالات بين العرض والطلب وتغير دور الصين، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين المرتبطة بسياسات التجارة الأمريكية.
وعقد اجتماع صناعي كبير في شنجهاي، حيث برز توتر غير مسبوق بين شركات التعدين والمصاهر بشأن تحديد رسوم المعالجة السنوية لعام 2026.
وضغطت شركات التعدين على المصاهر لقبول رسوم منخفضة قياسيا، في الوقت الذي ارتفعت فيه الأقساط السنوية للنحاس المكرر المرسل إلى الصين إلى أعلى مستوى تاريخي، وفق ما أوردته وكالة بلومبرج.
وانتقدت الجمعية الصينية الرئيسية لصناعة المعادن هذه الرسوم ووصفتها بـ”غير المستدامة”، مشيرة إلى النمو غير المنضبط لقدرات المصاهر وتوقفات غير مخطط لها في بعض المناجم.
وفي السوق الأمريكية، ركزت التوقعات على الرسوم الجمركية، مع توقعات بأن تسيطر الولايات المتحدة على نحو 90% من المخزونات العالمية بحلول الربع الأول من 2026، ما يزيد من النقص في مناطق أخرى ويدفع موردين مثل شركة Codelco التشيلية لتقديم أقساط قياسية للعملاء الصينيين تصل إلى 350 دولارا للطن.
وعلى الجانب الصيني، شهد الطلب تباطؤا بعد وصول أسعار النحاس إلى مستويات قياسية في أكتوبر الماضي، خصوصا في قطاع العقارات، بينما استمر الطلب قويا في قطاعات الطاقة المتجددة والاستثمارات في الشبكات.
وأكد محللون أن زيادة إنتاج المناجم واستبدال النحاس بمواد أخرى قد يخفف بعض الضغوط على السوق، فيما تبقى الأسعار، بعد تعديلها لمعدل التضخم، ضمن نطاقها التاريخي.
وتعكس هذه التطورات سوقا يتسم بثلاثة اتجاهات رئيسية، تشمل ضغوط على المصاهر نتيجة رسوم المعالجة المنخفضة وقوة السوق الأمريكية في جذب المخزونات، بالاضافة الى تباطؤ الطلب الصيني الذي يخفف بعض الضغوط على النمو المستقبلي.








