تشهد صناعة الدواء في موجة توسع جديدة تقودها استثمارات ضخمة ضختها الشركات المحلية والدولية خلال الأشهر الأخيرة، وسط تحسن ملحوظ في وفرة العملة الأجنبية وعودة الطلب القوي على المستحضرات الطبية.
وقالت مصادر بالقطاع، إن ارتفاع الطاقات الإنتاجية وتشغيل خطوط جديدة أعادا الزخم إلى صفقات الاستحواذ، بعد فترة من التباطؤ امتدت لأكثر من عام، مع دخول مستثمرين يسعون لاقتناص حصص في شركات قادرة على تلبية الطلب المتزايد في السوق المحلي والتصديرى.
فى السياق ذاته، قالت نيرمين طاحون، الشريك المدير بمكتب طاحون للاستشارات القانونية، إن نشاط صفقات الاستحواذ فى القطاع الصحى شهد تباطؤاً خلال 2020 و2021 بسبب تقلبات سعر الصرف، لكنه عاد للنشاط خلال الفترة الأخيرة.
وأشارت إلى أن المكتب شارك فى صفقات تتراوح قيمتها بين 100 و200 مليون جنيه، إلى جانب صفقات أخرى بين 50 و100 مليون جنيه قيد التنفيذ حالياً فى قطاعات المستشفيات والمعامل.
“جمجوم فارما” تستهدف خدمة 90 مليون مريض ورفع محفظتها لـ56 منتجاً
وقال على يحيى، المدير الإقليمى والمدير العام لمصر وشمال أفريقيا بشركة «جمجوم فارما»، إن الشركة – رغم حداثة تأسيسها – نجحت فى ضخ استثمارات تتجاوز 135 مليون دولار خلال العامين الماضيين، بينها 83 مليون دولار فى السوق المصرى وحده.
وأضاف أن الشركة تُصدر منتجاتها إلى أكثر من 35 دولة مع التركيز على القطرات والمستحضرات الجلدية، وتخطط لزيادة محفظة أدويتها إلى 56 منتجاً تشمل علاجات السكر والأعصاب، بما يدعم خدمة أكثر من 90 مليون مريض.
وأوضح يحيى أن التغيرات المتسارعة فى سعر الصرف منذ مارس الماضى فرضت ضغوطاً كبيرة على الشركات المعتمدة على مدخلات إنتاج مستوردة، فى ظل ارتفاع التكلفة وتأثير فروق العملة على الإيرادات وهوامش الربح.
وأشار إلى أن التسعيرة الجبرية تحد من تمرير الزيادات بشكل فورى، لكن المراجعات الأخيرة للأسعار خلال 3 إلى 6 أشهر ساهمت فى الحفاظ على الهوامش التشغيلية.
“ابن سينا فارما”: 50 ألف صيدلية تُغطّى يومياً.. و80 مليار جنيه حجم الأعمال
وقال عمر عبدالجواد، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة «ابن سينا فارما»، إن الشركة تُعد ثانى أكبر موزع للدواء فى مصر بحصة سوقية تبلغ 30%، وتتعامل مع 450 مصنع دواء محلياً وعالمياً.
وأوضح أن الشركة توزع يومياً إلى نحو 50 ألف صيدلية ومستشفى عبر أكثر من 70 مركز تخزين يغطى الجمهورية من السلوم إلى أسوان.
أضاف أن «ابن سينا» تستثمر بين 500 و700 مليون جنيه سنوياً فى تطوير البنية اللوجستية، فيما يتجاوز حجم أعمالها 80 مليار جنيه.
“أسترازينيكا” تضخ 50 مليون دولار فى التطوير والبنية البحثية
وقال أحمد قشطة، رئيس قطاع العلاقات المؤسسية لشركة «أسترازينيكا مصر»، إن الشركة ضخت نحو 50 مليون دولار خلال السنوات الثلاث الماضية لتطوير المصنع، شملت الاستثمار فى البنية التحتية، والأبحاث السريرية، وتكنولوجيا التشخيص لتعجيل الوصول إلى المرضى المستحقين للعلاج.
وأكد أن الشركة حافظت على كوادرها البشرية البالغ عددهم نحو 600 موظف كعنصر حاسم لاستدامة النشاط.
ولفت إلى أن 90% من احتياجات الدواء فى مصر تُنتج محلياً، بينما تمثل الأدوية المبتكرة 10% فقط، لكنها تمثل مستقبل القطاع بفضل إدخال تكنولوجيات علاجية متقدمة.
وقالت نيفين كشميرى، نائب العضو المنتدب والرئيس التنفيذى للمصرف المتحد، إن البنك يضع دعم القطاع الطبى ضمن أولوياته، وقدم برامج تمويلية ميسرة لتأسيس المستشفيات والشركات الطبية، خاصة مشروعات الـSMEs، من خلال منتجات مثل «Doctor Loan» بفائدة مدعومة 5%.
وأوضحت أن البنك ضخ 161 مليون جنيه فى هذه البرامج، إلى جانب 257 مليون جنيه للصيدليات، وأكثر من مليار جنيه لتمويل المصانع وشركات تصنيع وتوزيع الدواء عبر 68 فرعاً.
وقال محمد عفيفى، العضو المنتدب لشركة تروفاينانس للتأجير التمويلى، إن الشركة تتبنى استراتيجية تمويل مستدام للقطاع الصحى، تشمل دعم توسعات المستشفيات وتزويدها بأجهزة حديثة.
وأكد أن القطاع الطبى يُعد أحد أكثر القطاعات أماناً للاستثمار، خاصة بعد أن كشفت جائحة كورونا فجوة تصل إلى 35% فى عدد الأسرّة، مقارنة بالاحتياجات الفعلية.








