قالت كاثرين مان، صانعة السياسة النقدية ببنك إنجلترا، إن مكانة الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية قد تتعرض للضعف نتيجة تراجع دعم الولايات المتحدة لحلفائها العسكريين والسياسيين.
وأضافت مان متسائلة – خلال حدث بمدينة نيويورك الأمريكية نقلته وكالة أنباء “بلومبيرج” الأمريكية – أنه في حال لم تعد تستطيع أي دولة الاعتماد على بلد معين كحليف، فلماذا تحتفظ بعملته كاحتياطي؟، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة يمكنها استخلاص الدروس من بريطانيا، تراجعت حصة الجنيه البريطاني من الاحتياطيات العالمية بشكل كبير على مدى القرن الماضي، إذ كانت تمثل نحو 80% من الاحتياطيات في عام 1900، أما الآن فتبلغ حوالي 5% فقط، ما يعكس التحولات الاقتصادية والدبلوماسية الكبرى التي شهدتها بريطانيا والعالم.
وأوضحت مان أن جزءًا من تراجع الجنيه كان نتيجة تكاليف الحرب العالمية الأولى، حيث تحولت بريطانيا من دولة دائنة إلى مدينة، إضافة إلى نمو الاقتصاد الأمريكي في القرن العشرين، والخسائر المالية من الحرب العالمية الثانية. ولكن الأبحاث الأكاديمية الحديثة أعطت أهمية أكبر للعوامل الدبلوماسية مع تراجع بريطانيا عن دورها العسكري والإمبراطوري العالمي، وليس فقط العوامل الاقتصادية والمالية.
وقالت مان أن التحالفات العسكرية، والعلاقات المؤسسية بين الدول، والاتفاقيات بين البلدان، كلها عوامل أهم بكثير مما كان يُعتقد سابقًا. وأنها ترى تشابهًا مع الوضع الحالي، حيث تتراجع الولايات المتحدة عن هذه التحالفات.
وأضافت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان أكثر إصرارًا من سلفيه على مطالبة الدول الأوروبية بتحمل المزيد من تكاليف الناتو، ما قد يؤدي إلى زيادة هيمنة اليورو كعملة احتياطية وتجارية في أوروبا والمناطق القريبة، تمامًا كما تولى الدولار هذا الدور في أمريكا اللاتينية في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.
وكان الدولار قد مثل نسبة 58% من الاحتياطيات الرسمية للعملات العالمية العام الماضي، انخفاضًا من 65% في 2016 وفق بيانات صندوق النقد الدولي.








