تتجه أربع من بين أكبر سبع مصافي نفط في الهند خلال الوقت الحالي لشراء النفط الروسي بفضل الخصومات الكبيرة التي تدفع المشترين للبحث عن براميل غير خاضعة للعقوبات، بينما تبتعد الشركة العملاقة “ريلاينس إندستريز” (Reliance Industries) عن السوق.
اشترت شركتا “إنديان أويل” (Indian Oil) و”بهارات بتروليوم” (Bharat Petroleum) المملوكتان للدولة نحو 10 شحنات من النفط الروسي غير الخاضع للعقوبات، بما في ذلك خام أورال، خلال الأيام القليلة الماضية، وفقاً لأشخاص مشاركين في عمليات الشراء.
في الوقت نفسه، تبحث شركة “هندستان بتروليوم” (Hindustan Petroleum) عن شراء كمية من النفط لاستلامها في يناير، حسبما قال الأشخاص الذين فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين للإدلاء بأي تصريح علني.
النفط الروسي يتدفق إلى الهند
شكلت تلك المصافي الأربع أكثر من 60% من واردات الهند من النفط هذا العام، بما في ذلك شركة “نايارا إنرجي” (Nayara Energy) التي واصلت شراء النفط الروسي رغم إدراجها في القائمة السوداء من جانب أوروبا، حسب بيانات شركة التحليلات “كبلر”.
ولم ترد الشركات فوراً على الاستفسارات المرسلة عبر البريد الإلكتروني.
وتبتعد شركة “ريلاينس” عن السوق، على الرغم من أنها كانت حتى وقت قريب أكبر مشترٍ منفرد للنفط الروسي في الهند.
“ريلاينس” تخشى العقوبات الغربية
قال الأشخاص إن الشركة العملاقة تتجنب الآن شراء النفط حتى بموجب عقدها طويل الأجل مع “روسنفت”، الذي يعادل 500 ألف برميل يومياً، حرصاً على تجنب مخاطر انتهاك العقوبات الأميركية أو الأوروبية.
انخرطت الهند على مدى شهور في عملية توازن صعبة، محاولة الحفاظ على وصولها إلى النفط الروسي الرخيص وإظهار استقلالها الجيوسياسي، دون إثارة غضب واشنطن أو بروكسل.
لكن على الرغم من أن واردات الهند من النفط الروسي من المتوقع أن تنخفض العام المقبل بسبب إدراج كل من “روسنفت” و”لوك أويل” في القائمة السوداء، فإن التجارة يُتوقّع أن تستمر عند مستوى أدنى.
يبلغ سعر النفط الروسي حالياً نحو 40 إلى 45 دولاراً للبرميل، وفقاً لتجار في الهند. واستوردت الدولة الآسيوية ما يعادل أكثر من مليوني برميل نفط يومياً من روسيا في ذروة عمليات الشراء هذا العام خلال يونيو.
ويُتوقّع أن تهبط هذه الكمية إلى 1.3 مليون برميل في ديسمبر، حيث لا يزال الإجمالي مدعوماً بالشحنات المحجوزة قبل تطبيق القيود، قبل أن تنخفض أكثر في يناير.
الضغط السياسي الأمريكي
من غير المعروف ما إذا كانت هذه الكميات المحدودة كافية لإرضاء إدارة ترمب، التي اتهمت الهند بتمويل حرب الرئيس فلاديمير بوتين وطالبت بقطع العلاقات بين البلدين أو لا. ولم يُنجز الاتفاق التجاري المنتظر منذ وقت طويل بين نيودلهي وواشنطن بعد.
تُظهر بيانات “كبلر” أن شركة “ريلاينس”، المشترية الرئيسة، ستتلقى آخر شحنة من نفط أورال على متن سفينة “أكوا تايتان” المقرر وصولها إلى جامناغار في 17 ديسمبر، مع عدم توقع وصول ناقلات إضافية بعد ذلك.
مع ذلك، نظراً لعدم إعلان العديد من السفن عن وجهتها النهائية قبل دخولها أو خروجها من البحر الأحمر، فمن الممكن أن تكون شحنات أخرى لا تزال في طريقها، بحسب ما صرح به سميت ريتوليا، المحلل الرئيسي للتكرير والنمذجة في “كبلر”.
تأثير غياب “ريلاينس” على سوق النفط
إذا استمرت شركة “ريلاينس” في الابتعاد عن السوق، فسيؤدي ذلك إلى بقاء كمية كبيرة من النفط الخام لدى شركة “روسنفت” لتبيعه في أسواق أخرى.
قال ريتوليا: “في حين يمكن للمصافي الأخرى تعويض الانخفاض جزئياً، فمن غير المرجح أن تحل بالكامل محل الكميات التي كانت “ريلاينس” قادرة على استيعابها خلال فترة الذروة. ففي هذه المرحلة، تُقدّر واردات الهند من النفط الروسي بحوالي 1 إلى 1.2 مليون برميل يومياً”.
كما أوقفت المصافي الصغيرة، بما في ذلك “مانغالور ريفينري آند بيتروكيميكالز” (Mangalore Refinery and Petrochemicals) و “إتش بي سي إل-ميتّال إنرجي” (HPCL-Mittal Energy)، مشترياتها من النفط الروسي تماماً.








