تراجعت الأسهم السعودية للجلسة الثالثة على التوالي مع استمرار المعنويات السلبية في السوق، وسط ضبابية في توقعات أرباح الشركات المدرجة للربع الرابع، تدفع المتعاملين للإحجام عن تكوين مراكز شرائية.
تقول ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، إن الجلسات الماضية “شهدت إقبالاً من المستثمرين الأجانب مقابل تخارج المستثمرين الأفراد والمؤسسات المحلية، بما قد يعكس محاولة من قِبلهم لمواجهة المخاطر في السوق”.
وأوضحت أن “بعض الفرص بدأت تظهر ببورصة الرياض في الآونة الأخيرة، ما شجع المستثمرين الأجانب على اقتناصها. لكن المستثمرين الأفراد والمؤسسات يفضلون جني الأرباح من بعض الأسهم التي ارتفعت مؤخراً تزامناً مع تدوير المحافظ”.
“تاسي” تحت ضغط استقرار معدل “سايبور”
انخفض المؤشر العام “تاسي” بنسبة 0.6% في بداية جلسة اليوم الإثنين مسجلاً 10532 نقطة تحت وطأة هبوط جميع الأسهم القيادية، لا سيما في قطاعي الطاقة والبنوك.
محمد زيدان، المحلل المالي الأول في “الشرق”، يشير إلى أن السوق تتعرض للضغط أيضاً بسبب أسعار النفط المنخفضة، وكذلك عدم تأثر معدل الفائدة بين البنوك السعودية (سايبور) بخفض أسعار الفائدة الذي قرره الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي.
وأضاف: “معدل سايبور حالياً عند 4.9% تقريباً، في حين كانت تتوقع السوق هبوطه إلى 4.25% أو حتى 4%. هذا الاستقرار يشير إلى شح في السيولة، وسيؤدي إلى ارتفاع تكاليف التمويل، ما سيضغط على ربحية الشركات وسيعزز أيضاً تنافسية الأصول الأخرى غير الأسهم”.
ضبابية النتائج الفصلية
ماجد الخالدي، المحلل المالي الأول في صحيفة “الاقتصادية”، أشار إلى ضبابية بشأن توقعات الأرباح الفصلية، خاصةً بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف خلال مداخلة مع “الشرق” أن “البنوك تشهد أيضاً تباطؤاً في معدلات الإقراض والودائع. ورغم تراجع أسعار الأسهم بشكل كبير في الآونة الأخيرة، فإن التوقعات المستقبلية لا تشجع كثيراً على فتح المراكز”.
لكن هشام أبو جامع، كبير المستشارين في “نايف الراجحي الاستثمارية”، يتوقع أن تحقق البنوك أرباحاً فصيلة قياسية خلال الربع الرابع رغم خفض الفائدة نظراً لاستمرارها في الإقراض بأسعار مرتفعة.
واعتبر أن “البنوك من المفترض أن تستفيد من خفض الفائدة لأنها رغم ذلك لا تزال تحصل على هامش كبير، فشح السيولة يجعل البنوك غير مستعدة للإقراض بأسعار رخيصة كما أنها هي التي تنتقي العملاء. لذلك أتوقع أن تكون الأرباح الفصلية عن الربع الأخير قياسية”.
سهم “المملكة القابضة” يخالف اتجاه “تاسي”
ارتفع سهم “المملكة القابضة”، التابعة للأمير الوليد بن طلال، بنسبة 2.5% مسجلاً 8.37 ريال في التعاملات المبكرة. وكانت صحيفة “الشرق الأوسط” أفادت أمس بأن صفقة استحواذ الأمير على نادي “الهلال” السعودي، وصلت إلى مراحلها الأخيرة، وسط توقعات بإعلان الصفقة قبل نهاية الشهر الجاري.
لكن أبو جامع يعزو ارتفاع السهم إلى عمليات مضاربة، مستبعداً أن يكون لخبر الاستحواذ أي تأثير فوري على سهم الشركة.
وأضاف: “لا ندري إن كان الاستحواذ سيتم من خلال المملكة القابضة، ومن المبكر الحكم على أثره المالي، لأن النوادي الرياضية -كما هو الحال في جميع أنحاء العالم،- لا تكون مربحة في البداية.بل ربما لاحقاً ينبغي ضخّ استثمارات رأسمالية متواصلة حتى يتم تحقيق الأرباح على المدى الطويل”.








