عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا، اليوم الاثنين، مع رؤساء المجالس التصديرية، لمتابعة أنشطتهم ومعرفة مطالبهم ومقترحاتهم التي من شأنها أن تسهم في الحفاظ على ما تحقق من مؤشرات إيجابية في مختلف القطاعات التصديرية.
وأكد رئيس الوزراء، أن الحكومة تُولي ملف التصدير أهمية قصوى، وذلك بالنظر إلى دوره في تحقيق العديد من المستهدفات الاقتصادية والتنموية، لافتًا إلى حرصه على متابعة مختلف مؤشرات وحجم الصادرات المصرية مع وزير الاستثمار، إلى جانب الحرص أيضًا على عقد العديد من اللقاءات والاجتماعات مع مسؤولي المجالس التصديرية، بهدف التحفيز المستمر لهذا القطاع المهم، والعمل على حل أي مشكلات وإزالة أي معوقات من الممكن أن تعوق تحقيق المستهدفات.
وقال رئيس الوزراء: نفخر بما تحققه مؤشرات وحجم الصادرات المصرية من تزايد مستمر، مؤكدًا أن ما يهمنا حاليًا هو العمل على استمرار وزيادة حجم الصادرات، منوهًا إلى جهود الحكومة في تهيئة المناخ الجاذب للاستثمار، وحرصها على جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.
أقل عجز تجاري خلال 10 سنوات
وخلال الاجتماع، قدّم حسن الخطيب وزير الاستثمار عرضًا حول أهم مؤشرات الصادرات المصرية، مشيرًا إلى المؤشرات الخاصة بالميزان التجاري لمصر خلال الفترة من يناير حتى أكتوبر من عام 2025، ومقارنتها بالفترة نفسها خلال السنوات العشر الماضية، وأن هذه المؤشرات أوضحت تحقيق أقل عجز تجاري خلال السنوات العشر، إلى جانب تحقيق أعلى صادرات غير بترولية وصلت إلى 40.7 مليار دولار، وأعلى زيادة سنوية في الصادرات بلغت 6.5 مليار دولار، فضلًا عن تحقيق أكبر حجم تجارة خلال عقد، حيث سجل حجم التجارة 107.6 مليار دولار، مؤكدًا أن هذا التحسن جاء نتيجة زيادة الصادرات وليس خفض الواردات.
ولفت وزير الاستثمار إلى أن الزيادة في معدلات الصادرات ترجع إلى ارتفاع حجم الاستثمارات وزيادة كفاءة استغلال القدرات الإنتاجية، وهو المحرك الأساسي لنمو الصادرات وتعزيز التجارة، والذي يسهم بشكل إيجابي في تقليص العجز في الميزان التجاري.
وتناول المؤشرات الخاصة بالميزان التجاري لعدد من القطاعات التصديرية خلال الفترة من عام 2023 حتى عام 2025، موضحًا أن هذه القطاعات تشمل: مواد البناء، والمنتجات الكيماوية والأسمدة، والصناعات الغذائية، والسلع الهندسية والإلكترونية، والحاصلات الزراعية، والملابس الجاهزة، وصناعة الغزل والنسيج، والصناعات الطبية، والطباعة والتغليف والورق والكتب والمصنفات الفنية، والمفروشات، والأثاث، والجلود والأحذية والمنتجات الجلدية.
تحركات المجالس التصديرية.. ومطالبهم
وخلال الاجتماع، استعرض رؤساء المجالس التصديرية أنشطتهم خلال الفترة الماضية، فضلًا عن معدلات ارتفاع حجم الصادرات خلال السنوات الماضية، مؤكدين أن الاستثمارات الخارجية التي دخلت مصر في قطاع مثل «الأجهزة المنزلية» كان لها الأثر الكبير في ارتفاع معدلات التصدير، مشيرين إلى أن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعًا في معدلات التصدير، نظرًا لما يشهده مناخ الاستثمار في مصر من محفزات لكبرى الشركات، سواء المصرية أو العالمية، قائلين: «عام 2026 أكثر تفاؤلًا فيما يتعلق بمعدلات حجم الصادرات المصرية».
وأكدوا أنهم يعملون حاليًا على توطين صناعة المكونات التي تدخل في العديد من الصناعات، والتي كان يتم استيرادها، وهو ما يسهم في تخفيض فاتورة الاستيراد وتعميق الصناعة الوطنية.
وأشاروا إلى أن قطاع الملابس الجاهزة نجح في تحقيق المستهدفات التي كان قد تعهد بها مسبقًا، مسجلًا زيادة كبيرة في حجم الصادرات، وأنه من المقرر استدامة هذه المعدلات في ظل النمو المتزايد للاستثمارات في هذا القطاع، مؤكدين أنه من المتوقع نمو صادرات هذا القطاع خلال العام المقبل بنسبة تتراوح بين 28% و30%، استنادًا إلى الاستثمارات الكبرى التي تم ضخها مؤخرًا، سواء من الجانب المصري أو الصيني أو التركي، وغيرهم.
كما أكدوا توافر الأراضي المُرفّقة، سواء في المدن الجديدة أو المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مستعرضين عددًا من المقترحات والطلبات التي من شأنها دعم استمرار معدلات نمو هذا القطاع وتعزيز تنافسيته.
وأوضح رؤساء المجالس التصديرية أنه من المتوقع أن يحقق قطاع الكيماويات والأسمدة نموًا بنسبة 9.5% بنهاية العام الجاري، مشيرين إلى أن هناك تحديات بسيطة، في حال حلها، سيحقق هذا القطاع قفزات أكبر خلال الفترة المقبلة. كما أكدوا أن هناك استثمارات جديدة دخلت السوق، بما يسهم في زيادة حجم صادرات هذا القطاع خلال العام المقبل.
ورأى رؤساء المجالس التصديرية أن الصورة حاليًا إيجابية جدًا، وأن هناك قطاعات مثل «الأثاث» ستشهد زيادة كبيرة في حجم الصادرات خلال الفترة المقبلة، في ظل وجود استثمارات أجنبية مهمة، من بينها المصنع الكبير الذي يتم إنشاؤه في مدينة العلمين الجديدة، والذي سيورد منتجاته لمختلف فروع «أيكيا» على مستوى العالم، لافتين إلى أن مستلزمات الإنتاج يتم التوسع حاليًا في إنتاجها وتوطينها محليًا، وهو ما يسهم أيضًا في تخفيض فاتورة الاستيراد.
كما أوضحوا أن قطاعًا مثل «الحاصلات الزراعية» يحقق زيادة واضحة في حجم الصادرات، ومن المستهدف في هذا القطاع تحقيق زيادة سنوية لا تقل عن 10%، مؤكدين تحقيق اكتفاء ذاتي في الخضر والفاكهة، وزيادة في معدلات التصدير، لافتين إلى ضرورة الاستمرار في جذب المزيد من المستثمرين الأجانب إلى هذا القطاع المهم.
وفي ذات السياق، أشاروا إلى أن المستهدف في هذا القطاع إيجابي جدًا، خاصة أن المكون المحلي بهذا القطاع يصل إلى نحو 95%، وهناك تيسيرات وتواصل مع الحكومة بصفة مستمرة لدفع هذا القطاع.
ولفت رؤساء المجالس التصديرية إلى أنه على الرغم من عدم تحقيق بعض القطاعات زيادة كبيرة في حجم صادراتها، فإن هذه القطاعات نجحت في توفير مختلف منتجاتها للأسواق المحلية، وهو ما ساهم في تخفيض حجم الواردات بشكل كبير، مشيرين إلى أن هذه القطاعات تمثلت في قطاعي المفروشات والصناعات الجلدية، مضيفين أن هذين القطاعين يشهدان أيضًا نموًا في حجم الاستثمارات الخارجية بهما، وهو ما يسهم في زيادة معدلات وحجم الصادرات الخاصة بهما.
وأشار رؤساء المجالس التصديرية إلى أن المنتجات المصرية تتميز حاليًا بجودة عالية، وهو ما عزز من مكانتها وتنافسيتها في العديد من الأسواق الخارجية، لافتين إلى أنه على سبيل المثال، أصبح قطاع «الصناعات الغذائية» يحظى بإشادة كبيرة من مسؤولي مختلف الدول، الذين أكدوا أن السنوات الماضية شهدت طفرة كبيرة في الاهتمام بجودة المنتجات، وهو ما انعكس على حجم ومعدلات الصادرات من هذه الصناعات، منوهين إلى أنه من المتوقع تحقيق زيادة خلال العام المقبل تتراوح بين 15% و18% في حجم الصادرات.
وأضافوا أن الأمر نفسه ينطبق على القطاع العقاري، الذي يشهد تزايدًا في حجم مبيعاته، خاصة في الخارج، بصورة مطردة، إلى جانب زيادة وتنوع الاستثمارات في هذا القطاع المهم، مشيرين إلى أنه من المتوقع زيادة معدلات التصدير خلال الفترة المقبلة بنحو 30%، وذلك نظرًا لإقبال العديد من الراغبين في الحصول على وحدات عقارية، سواء من المصريين المقيمين بالخارج أو الأشقاء من دول الخليج، في المشروعات المتميزة بكل من رأس الحكمة، أو علم الروم، أو البحر الأحمر.
وأكد رؤساء المجالس التصديرية أن هناك العديد من المستهدفات الإيجابية في عدد من القطاعات التصديرية الأخرى، ومن ذلك ما يتعلق بقطاع الطباعة والتغليف والورق، وقطاع الصناعات الطبية والأدوية، وقطاع الغزل والنسيج.
واستعرض الحضور عددًا من المطالب والمقترحات التي من شأنها أن تسهم في الحفاظ على ما تحقق من مؤشرات إيجابية في مختلف القطاعات التصديرية، والعمل على زيادة حجم الصادرات خلال الفترة القادمة، منوهين في هذا الصدد إلى المبادرات التمويلية وغيرها من الإجراءات والخطوات التحفيزية لمختلف القطاعات الإنتاجية.
وفي ختام الاجتماع، طالب رئيس الوزراء رؤساء المجالس التصديرية ومجتمع رجال الأعمال والمستثمرين بضخ المزيد من الاستثمارات، مضيفًا أن هناك إقبالًا كبيرًا من مختلف المستثمرين الأجانب، وذلك بشهادتهم، مؤكدًا ضرورة أن يتوسع المستثمرون المحليون أيضًا في استثماراتهم.








