تترقب البورصة مرحلة من التماسك بعد انتهاء موجة التصحيح الأخيرة، وسط مؤشرات على قرب استئناف الاتجاه الصاعد مع بداية العام المقبل، في ظل تباين أداء الأسهم القيادية مقابل استمرار الزخم على الأسهم الصغيرة والمتوسطة.
ويرى المتعاملون أن استقرار المؤشر الثلاثيني أعلى مستوياته الداعمة يعكس قوة الاتجاه الصاعد على المدى المتوسط، مع توقعات بتسجيل قمم جديدة خلال الربع الأول من 2026، مدفوعة بأداء قوي لقطاعات الخدمات المالية غير المصرفية والبنوك والاتصالات، إلى جانب استمرار جاذبية الأسهم العقارية الصغيرة.
وأغلقت البورصة تعاملات الأسبوع الماضي على تراجع المؤشر الرئيسي EGX30 بنسبة 2.63% مسجلاً 40,926 نقطة، كما هبط مؤشر EGX70 EWI بنسبة 0.56% ليغلق عند 12,686 نقطة.
وتراجع مؤشر EGX30 Capped بنسبة 2.16% عند مستوى 50,430 نقطة، وهبط مؤشر EGX100 الأوسع نطاقاً بنسبة 0.67% ليصل إلى 17,030 نقطة.
مسعود: انخفاض مضاعفات الربحية يدعم فرص الصعود مع ترقب عودة الأجانب
قال محمد فاروق مسعود، العضو المنتدب لشركة «جلوبال إنفست» لتداول الأوراق المالية، إن هناك ضغوطًا ناتجة عن تراجع بعض الأسهم ذات الوزن النسبي الكبير داخل المؤشر، وعلى رأسها سهم أوراسكوم كونستراكشن، في مقابل ارتفاع أسهم أخرى، وهو ما يفسر حالة التماسك النسبي التي يشهدها السوق حاليًا.
وأضاف مسعود أن المؤشر ما زال يمتلك فرصًا جيدة لمواصلة الصعود خلال الفترة المقبلة، مرجحًا أن يستهدف مستويات 50,000 نقطة، مع إمكانية تحقيق هذه المستويات خلال الربع الأول من عام 2026، بدعم من عدد من القطاعات الرئيسية.
وأوضح أن هذا الصعود المتوقع سيأتي مدفوعًا بشكل أساسي بأداء قطاع الخدمات المالية غير المصرفية، إلى جانب قطاع الاتصالات، باعتبارهما من أكثر القطاعات القادرة على جذب السيولة وتحريك المؤشر خلال المرحلة المقبلة.
وينصح مسعود المستثمرين المتواجدين حاليًا في السوق يفضل لهم الاستمرار والاحتفاظ بمراكزهم، بينما يرى أن الوقت مناسب أمام المستثمرين من خارج السوق لبدء بناء مراكز تدريجية، موضحًا أن من لم يدخل السوق حتى الآن ما زال أمامه فرصة مناسبة للدخول.
وأشار إلى أن السوق، رغم الارتفاعات التي شهدتها، لا تزال تتداول عند مضاعفات ربحية منخفضة للغاية مقارنة بالأسواق الأخرى، وهو ما يعكس وجود فرص استثمارية جاذبة.
وعزا انخفاض مضاعفات الربحية إلى عاملين رئيسيين، أولهما ضعف المعروض من الأسهم الجديدة داخل السوق، وعدم وجود طروحات قادرة على جذب شرائح جديدة من المستثمرين، وثانيهما غياب الاستثمارات الأجنبية بالقوة المعتادة التي كانت تضخها سابقًا في السوق المصرية.
وأكد مسعود أن تواجد الأجانب مرشح للعودة تدريجيًا خلال الفترة المقبلة، لا سيما بعد استقرار سعر الصرف لفترة طويلة، وهو ما يعزز ثقة المستثمر الأجنبي، موضحاً أن طرح أسهم جديدة ذات جودة عالية من شأنه أن يدفع الأجانب للعودة بقوة إلى السوق المصرية خلال العام المقبل.
مصطفى: اختراق مقاومات 41.8 ألف نقطة يمهد لمستويات 45 ألفًا مطلع 2026
من جانبه، قال أحمد مصطفى، رئيس قسم التحليل الفني بشركة «عكاظ»، إن المؤشر الرئيسي بإغلاقه قرب مستوى 40,920 نقطة بنهاية جلسة الخميس، يعد قد أنهى الحركة التصحيحية التي مر بها مؤخرًا، متوقعًا عودة المؤشر إلى الصعود مرة أخرى خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن الأسبوع القادم قد يشهد ارتدادًا إيجابيًا للمؤشر، موضحًا أن أول مستويات المقاومة التي ستواجهه تقع عند 41,450 نقطة، تليها مستويات 41,750 و41,850 نقطة، والتي تمثل مناطق مقاومة مهمة. وأكد أن عودة التداول أعلى هذه المستويات تعني الاتجاه نحو تسجيل قمة تاريخية جديدة لمؤشر EGX30.
وتوقع مصطفى أن يشهد السوق خلال الأسبوع الحالي حالة من التماسك والهدوء النسبي، دون صعود قوي، مع بداية ظهور مؤشرات تهدئة، على أن يعاود المؤشر التحرك الإيجابي لأعلى بشكل تدريجي، في إطار حركة متذبذبة محدودة، مؤكدًا أن الهبوط الأخير كان مجرد تصحيح بسيط وطبيعي.
وأشار إلى أن شهر ديسمبر عادة ما يشهد تذبذبًا عرضيًا صعودًا وهبوطًا داخل نطاق ضيق، دون أن يكون ذا طابع سلبي، حيث تظل التحركات محدودة ولا تشهد السوق خلاله موجات هبوط حادة، وإنما تصحيحات طبيعية يعقبها ارتداد مرة أخرى، وقد تأخذ هذه التحركات شكل التحرك العرضي لفترة مؤقتة.
رجح مصطفى أن يشهد مؤشر EGX30 تسجيل قمم جديدة مع بداية العام المقبل، مرجحًا أن تتراوح القمة المتوقعة خلال الربع الأول من 2026 بين 44,000 و45,000 نقطة، مؤكدًا أن هذا الهدف لا يزال قائمًا حتى الآن.
وأشار إلى أن الأسهم الصغيرة والمتوسطة لا تزال صاحبة الحظ الأكبر في تحقيق الصعود خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن السوق ما زال يمنحها الزخم الأقوى مقارنة بالأسهم القيادية.
وأوضح أن قطاع الخدمات المالية غير المصرفية يواصل تقديم أداء قوي خلال الفترة الأخيرة، مع توقعات باستمرار هذا الأداء الإيجابي، مشيراً إلى احتمالات عودة قطاع البنوك إلى صدارة المشهد من جديد، وعلى رأسه سهم البنك التجاري الدولي بما قد يسهم في تحريك المؤشر خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن قطاع العقارات لا يزال محتفظًا بقوته حتى الآن، خاصة الأسهم العقارية الصغيرة، التي تظهر تحركات إيجابية ملحوظة، مؤكدًا أن الإيجابية الأكبر داخل القطاع تظل لصالح هذه الفئة من الأسهم.
ورأى أن السوق مرشحة لعودة قوية للصعود مع بداية العام الجديد، متوقعًا أن تبدأ موجة صعود واضحة خلال الربع الأول من 2026، أو على الأقل خلال أول شهرين من العام، بدعم من قطاعات الخدمات المالية غير المصرفية، والبنوك، والعقارات، مع استمرار التفوق النسبي للأسهم الصغيرة في قيادة الحركة.
وشهد السوق قيم تداولات بنحو 413.9 مليار جنيه بنهاية الأسبوع، من خلال تداول 16,548 مليون سهم، بتنفيذ 726 ألف عملية بيع وشراء، مقارنة بتداولات الأسبوع السابق التي بلغت قيمتها 345.9 مليار جنيه وكمية تداولات بلغت نحو 16,613 مليار ورقة منفذة على 727 ألف عملية بيع وشراء، وارتفع رأس المال السوقي للأسهم المقيدة بنسبة 1.54% إلى مستوى 2,963 تريليون جنيه.
وسجلت تعاملات المصريين نسبة 85.6% من إجمالي التعاملات على الأسهم المقيدة، بينما استحوذ الأجانب على نسبة 9.7% والعرب على 4.7% وذلك بعد استبعاد الصفقات، وسجل الأجانب والعرب صافي بيع بقيمة 944.8 مليون جنيه و614.7 مليون جنيه، وذلك بعد استبعاد الصفقات.
وقد مثلت تعاملات المصريين 89.1% من قيمة التداول للأسهم المقيدة منذ أول العام بعد استبعاد الصفقات، بينما سجل الأجانب 5.6% والعرب 5.3%.







