تعتزم شركة “سند بارتنرز”، المتخصصة في الاستثمار بالشركات الناشئة ومتعددة القطاعات، ترسيخ حضورها داخل السوق المحلي، بالتوازي مع إعداد رؤية توسعية طويلة المدى تستهدف أسواق أفريقيا ودول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات، بحلول عام 2027.
وتتبنى الشركة في المرحلة الحالية استراتيجية واضحة تركز على تعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة داخل مصر، باعتبارها السوق الرئيسية التي تنطلق منها استثماراتها، مع استهداف تحقيق معدلات نمو تصل إلى نحو 20% على المدى القريب، إلى جانب معدلات نمو سنوية تتراوح بين 30% و40% على المدى المتوسط.
قال سيف بهجت، مدير الشراكات، في حواره مع “البورصة” ، إن “سند بارتنرز” تعتمد حاليًا على السوق المحلي كمحور أساسي لكافة استثماراتها، موضحًا أن الإدارة ترى في السوق المصري فرصًا كبيرة للنمو والتوسع، خاصة في ظل التنوع القطاعي، وحجم الطلب، ووجود فجوات حقيقية يمكن سدها من خلال استثمارات مدروسة.
وأشار إلى أن التركيز الحالي ينصب على ضخ استثمارات مباشرة داخل مصر، دون التوسع الخارجي في الوقت الراهن، بهدف تعظيم العوائد وبناء شركات قوية قادرة على المنافسة والاستدامة.
وأوضح بهجت أن هذا التوجه يأتي في إطار استراتيجية مدروسة تستهدف الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة داخل السوق المحلية، والتي لا تزال تحمل إمكانات نمو كبيرة في قطاعات متعددة، لافتًا إلى أن الشركة ترى أن التوسع الخارجي الناجح يجب أن يُبنى على قاعدة محلية قوية، وشركات حققت قدرًا كافيًا من النضج التشغيلي والمؤسسي.
أضاف مدير الشراكات أن “سند بارتنرز” لا تكتفي بتأسيس الشركات بشكل كامل، بل تمتلك أيضًا حصصًا تتراوح بين 20% و40% في نحو 10 شركات، ليصل إجمالي عدد الاستثمارات إلى أكثر من 26 شركة حتى الآن.
وأكد أن هذا التنوع في هيكل الملكية يمنح الشركة مرونة أكبر في إدارة المخاطر، ويتيح لها الاستفادة من فرص النمو في شركات قائمة، إلى جانب بناء شركات جديدة من الصفر.
اقرأ أيضا: مصر ضمن أكبر 10 مراكز فى محفظة «تى آى إيه إيه كريف» لديون الأسواق الناشئة
وأوضح أن محفظة الاستثمارات تشمل عددًا من القطاعات الحيوية، أبرزها الأغذية والمشروبات (F&B)، والتسويق، والسلع الاستهلاكية سريعة التداول (FMCG)، والتوزيع، والزراعة، إلى جانب الاستثمار في شركات ذات صلة بالتكنولوجيا.
وأكد أن هذا التنوع القطاعي ليس عشوائيًا، بل يأتي ضمن رؤية تهدف إلى خلق توازن بين العوائد وتقليل المخاطر، وبناء منظومة استثمارية متكاملة تستطيع مواجهة التقلبات الاقتصادية وتحقيق نمو مستدام.
وفيما يتعلق بالطرح في البورصة، أشار بهجت إلى أن شركة سند بارتنرز غير مقيدة حاليًا في سوق المال، إلا أن هذا لا يمنع وجود رؤية مستقبلية لتهيئة بعض الشركات التابعة للطرح العام، بعد وصولها إلى مراحل متقدمة من النضج التشغيلي والمؤسسي.
وأكد أن الطرح في البورصة يظل خيارًا استراتيجيًا يتم النظر فيه وفق جاهزية كل شركة على حدة، وليس هدفًا بحد ذاته، موضحًا أن الأولوية تظل لبناء شركات قوية ومستقرة قادرة على تحقيق قيمة مضافة حقيقية.
قال بهجت، إن الشركة تأسست منذ نحو ثلاث سنوات فقط، لكنها تستند إلى تاريخ طويل من الخبرة الاستثمارية لعائلة سلام داخل السوق المصري، والتي ارتبط اسمها بعدد من الكيانات الصناعية الكبرى على مدار سنوات.
وأكد أن هذه الخلفية لعبت دورًا مهمًا في تشكيل فلسفة سند بارتنرز، التي تقوم على بناء كيان استثماري يعتمد على الإدارة المؤسسية، وتطبيق معايير الحوكمة، والابتعاد عن الإدارة التقليدية أو القرارات قصيرة الأجل.
وأوضح أن الشركات التابعة لـ ” سند بارتنرز” تعمل في مجالات متعددة تشمل الصناعات الغذائية، والألعاب، والزراعة والتوريد الزراعي، والمنتجات الورقية والمناديل، إلى جانب إدارة وتطوير العقارات، والتشييد والبناء، والمطاعم، والتسويق.
وكشف أن هذا التنوع يعكس رؤية الشركة في الاستثمار في قطاعات قادرة على تحقيق نمو مستدام، وتلبية احتياجات السوق المحلي، مع إمكانية التوسع إقليميًا في المستقبل.
اقرأ أيضا: “إديوفيشن” لتكنولوجيا التعليم تطلق منصة AI ومسابقة لجيل الشركات الناشئة الجديد
أكد مدير الشراكات، أن المؤسس يمثل حجر الأساس في أي قرار استثماري تتخذه الشركة، مشيرًا إلى أن سند بارتنرز تحرص على الاستثمار في مؤسسين يمتلكون فهمًا عميقًا لأعمالهم، وللجوانب المالية والتشغيلية المرتبطة بها.
وأضاف أن دور الشركة لا يقتصر على توفير التمويل فقط، بل يمتد ليشمل بناء الهياكل الإدارية، وتطبيق نظم الحوكمة، ودعم خطط التسويق، والمساهمة في وضع الاستراتيجيات المالية، بما يساعد الشركات على التوسع والنمو بشكل منظم.
وكشف بهجت أن الشركة تعتزم الإعلان عن استثمارين جديدين خلال شهر ديسمبر، أحدهما في قطاع الأغذية والمشروبات، والآخر في قطاع التسويق، بنسبة استحواذ تقارب 20% في كل منهما.
وأوضح أن اختيار هذه الشركات جاء بعد دراسات معمقة شملت تقييم عوامل النمو والاستدامة، ومدى قدرة الإدارة على التنفيذ، وفرص التوسع داخل السوق المصري وخارجه.
وعن خطط التوسع خارج مصر، قال بهجت إنه لا توجد خطط حالية للاستثمار المباشر في أسواق خارجية، إلا أن الشركة تستهدف التوسع الإقليمي من خلال نقل نشاط بعض شركاتها المصرية إلى أسواق دول الخليج، بما يتناسب مع طبيعة أنشطتها ونماذج أعمالها.
وأكد أن هناك رؤية مستقبلية واضحة لنقل بعض الشركات التابعة للصندوق إلى أسواق الخليج، خاصة تلك التي تمتلك منتجات أو خدمات قابلة للتوسع الإقليمي، مشيرًا إلى أن هذا التوجه قد يبدأ خلال السنوات القليلة المقبلة.
وحول حجم الاستثمارات، قال بهجت إن إجمالي الاستثمارات التي تم ضخها حتى الآن يُعد مناسبًا لحجم ونطاق أعمال الشركة، موضحًا أن هذه الاستثمارات تعتمد في الأساس على أموال شخصية للمؤسسين.
أضاف أن أرباح الشركات يعاد توظيفها في استثمارات جديدة، بما يدعم نمو المحفظة الاستثمارية ويعزز قدرتها على التوسع دون الاعتماد على مصادر تمويل خارجية في الوقت الحالي.
ولفت إلى أن الشركة تتبنى استراتيجية النمو المستقر، مستهدفة تحقيق معدلات نمو سنوية تتراوح بين 30% و40%، مع التركيز على بناء شركات قوية قادرة على الاستمرار والتوسع على المدى الطويل.
وتابع: “هذه الاستراتيجية تقوم على تحقيق توازن بين النمو السريع والحفاظ على الاستقرار المالي والتشغيلي”.
ويسعى صندوق “سند بارتنرز” إلى بناء نظام اقتصادي متكامل في مصر، يقوم على دعم المؤسسين المتميزين، وتحقيق نمو مستقر ومستدام، مع إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف مراحل الاستثمار، والتسويق، والإدارة المالية.
أشار بهجت إلى أن الشركة ترى في التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي تحديدًا، عنصرًا أساسيًا لتعزيز الكفاءة وتحسين اتخاذ القرار، ودعم تنافسية الشركات التابعة.
وتُعد “سند بارتنرز” منصة استثمارية متعددة القطاعات تركز على السوق المصري كقاعدة رئيسية للنمو، حيث تمتلك وتدير سبع شركات بشكل كامل، إلى جانب حصص في عدد من الكيانات الأخرى، ليصل إجمالي استثماراتها إلى أكثر من 26 شركة.
وتعمل هذه الشركات في مجالات متنوعة تشمل الأغذية والمشروبات، والزراعة، والمنتجات الورقية، والعقارات، والألعاب، والمطاعم، مع إدخال تقنيات حديثة كالذكاء الاصطناعي لدعم الإدارة والتسويق.
وتقوم فلسفة “سند بارتنرز” على الاستثمار في مؤسسين يمتلكون خبرة وفهمًا عميقًا لأعمالهم، مع توفير الدعم الشامل لهم من خلال التمويل، والحوكمة، وبناء الهياكل الإدارية، بما يضمن نموًا مستدامًا وقادرًا على التوسع.
واختتم سيف بهجت حديثه بالتأكيد على أن المؤسس يظل حجر الأساس في أي استثمار ناجح، قائلًا إن الشركة توفر للمؤسس كل ما يحتاجه من تمويل، وحوكمة، وتسويق، ودعم مالي، ليبني شركته على أسس قوية قادرة على النمو والتوسع داخل السوق المصري والانطلاق لاحقًا إلى الأسواق الإقليمية.
