قال محمد رضا عبد الفتاح، مؤسس شركة إديوفيشن لتكنولوجيا التعليم، إن الشركة بصدد تنفيذ حزمة مبادرات طموحة، من خلال تدشين منصة “إديوفيشن بلس” المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ومسابقة استثمارية بقيمة 10 ملايين جنيه لدعم الجيل الجديد من الشركات الناشئة. كما تستعد الشركة لإطلاق منصة جديدة لها خلال “قمة التعليم الإبداعي” التاسعة.
أضاف عبد الفتاح في حوار لـ”البورصة”، أن “إديوفيشن” منذ تأسيسها، لم تكتفِ بلعب دور تجاري فحسب، بل رسخت نفسها كـ”شركة مجتمعية” قائمة على هدف تمكين المؤسسات التعليمية من مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة.
وتابع : “هدفنا الأساسي مساعدة المؤسسات التعليمية على مسايرة التطور الذي يشهده مجال التعليم عالميًا، نحن نمثل جسرًا يربط بين احتياجات تلك المؤسسات وأحدث الحلول المبتكرة”.
أكد عبد الفتاح أن خدمات “إديوفيشن” لم تقتصر على السوق المصري، بل امتدت لتشمل الوطن العربي وآسيا، إذ نجحت الشركة في بناء شبكة عملاء تضم أكثر من 460 مؤسسة تعليمية، تشمل مدارس دولية ومراكز تدريب وجامعات خاصة، كما عقدت شراكات استراتيجية مع 35 مؤسسة دولية.
أضاف أن شركته تتعامل مع عدد كبير من المؤسسات التعليمية، مشيرًا إلى أن أغلبها من المدارس الدولية والجامعات الخاصة، ومن بين الأسماء التي ذكرها كمثال، مدارس فيوتشر (Future Schools) والمدارس التطبيقية (Applied Technology Schools).
وعن التوسع الخارجي، كشف عبد الفتاح عن خطوات ملموسة، من خلال التوسع في الإمارات والكويت، عبر شركاء وممثلين للشركة هناك. ومؤخرًا، نفذت “إديوفيشن” مشروعًا مهمًا مع وزارة التعليم العالي الماليزية لتنظيم ملتقيات ومعارض تعليمية للترويج للدراسة في ماليزيا.
أضاف أن الشركة لديها خطة مستقبلية لفتح مكاتب فعلية للتوسع الجغرافي بالدول العربية، على الرغم من أن الدول لم تحدد بعد.
كما تسعى “إديوفيشن” لعقد شراكات مع شركات تكنولوجية عالمية، مثل IBM وأوراكل وسيسكو وميتا وجوجل، لدمج حلولها المتقدمة ضمن الخدمات التي تقدمها للمؤسسات التعليمية، مؤكدًا أن المباحثات ما تزال في مراحلها الأولية.
قال عبد الفتاح ، إن مستقبل قطاع تكنولوجيا التعليم في مصر “واعد” كما وصفه، مدعومًا بالبنية التحتية الرقمية التي بنتها الدولة والتقبل الكبير من السوق. أضاف أن مصر ما تزال في المرحلة الأولى من النمو التقني لخدمات التعليم، متوقعًا أن يشهد القطاع نموًا بنسبة تتراوح بين 80% و90% بحلول 2030.
وكشف مؤسس الشركة عن نية “إديوفيشن” الدخول في جولة استثمارية منتصف عام 2026 بقيمة 3 ملايين دولار عبر صندوقين على الأكثر، مضيفًا: “في السابق، لم نكن بحاجة لتمويل خارجي بفضل حجم أعمالنا، لكن مع خططنا التوسعية وإطلاق منتجات جديدة، أصبحت الجولة الاستثمارية خطوة ضرورية لدعم هذا النمو”.
وكشف أن “إديوفيشن” لا تكتفي بمواكبة التطورات، بل تسعى لقيادة تغيير في قطاع التعليم، مستندة إلى رؤية تجمع بين الابتكار التكنولوجي، ودعم ريادة الأعمال، وبناء شراكات إستراتيجية على المستويين المحلي والدولي.
أكد عبد الفتاح، أن شركته تستعد لإحداث نقلة في القطاع التعليمي بالمنطقة، إذ أعلنت عن خطط طموحة لإطلاق مبادرتين إستراتيجيتين خلال الدورة التاسعة من “قمة التعليم الإبداعي” المقرر عقدها في نوفمبر المقبل، في خطوة تهدف إلى تحفيز الابتكار ودعم رواد الأعمال، عبر تنظيم مسابقة هي الأولى من نوعها، على حد وصفه، للشركات الناشئة في مجال التعليم، بحجم استثمارات 10 ملايين جنيه.
وأوضح أن تلك المبادرة لا تهدف إلى تقديم جوائز مالية فحسب، بل إلى توفير فرص استثمارية حقيقية، بالتعاون مع صناديق استثمارية متخصصة في قطاع التعليم، وبتنظيم مشترك مع شركة جروس لابس، بحجم استثمارات مستهدف (Ticket Size) للشركات الفائزة 10 ملايين جنيه.
وتوقع أن تجذب تلك المسابقة الشركات المبتكرة التي تعمل على تطوير حلول لمواجهة التحديات التي تواجه التعليم، سواء في مجال المناهج أو تدريب المعلمين أو أدوات التعلم التفاعلية، مشيرًا إلى أن القمة ستوفر منصة مثالية للرواد لعرض أفكارهم مباشرة أمام شبكة واسعة من المستثمرين والخبراء وصناع القرار، ما يفتح لهم آفاقًا واسعة للنمو والتوسع.
قال عبد الفتاح ، إنه سيجري إطلاق منصة “إديوفيشن بلس” الذكية 28 نوفمبر المقبل خلال “قمة التعليم الإبداعي”. وتعتمد المنصة على الذكاء الاصطناعي لربط المؤسسات التعليمية بمقدمي الحلول التكنولوجية، ما يعد ثورة في آليات التحول الرقمي في مصر والوطن العربي، على حد وصفه.
وعن كيفية عمل المنصة قال: “بدلًا من العمليات اليدوية التي كنا نقوم بها لربط المدارس بمقدمي الخدمات، قمنا بتطوير منصة تفاعلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي”. وتقوم المؤسسة التعليمية بإدخال احتياجاتها، سواء كانت برنامجًا تدريبيًا أو حلاً تكنولوجيًا معينًا، بينما تقوم المنصة بعملية (ماتش ميكنج) لترشيح أفضل الشركاء والحلول المناسبة لها .
ووصف المنصة بأنها “نقلة نوعية في طريقة عمل الشركة”، مستطردًا أنها ستحول عملية الاستشارات من الاعتماد على العنصر البشري إلى نظام آلي ذكي، ما يضمن سرعة وكفاءة أكبر في تلبية احتياجات العملاء، حسب وصفه.
أضاف أن الشركة ستطلق منصة أخرى متخصصة في تدريب وتوظيف المعلمين، لكنها ما تزال قيد التطوير في الوقت الحالي، واصفًا ذلك بأنه انعكاس لرؤية الشركة المتكاملة لتغطية مختلف جوانب المنظومة التعليمية.








