تدخل البورصة المصرية مرحلة اختبار جديدة مع اقتراب موسم الإجازات، في وقت تتزايد فيه التوقعات بظهور ضغوط بيعية طبيعية مرتبطة بجني الأرباح وتراجع النشاط، دون أن يعني ذلك خروج السوق من مسارها الصاعد أو تغير الاتجاه العام للمؤشرات.
أنهت البورصة المصرية تعاملات الأسبوع الماضي على ارتفاع محدود، حيث صعد مؤشر EGX30 بنسبة 0.8% ليغلق عند مستوى 41,253 نقطة، كما ارتفع مؤشر EGX70 EWI بنسبة 1.61% مسجلًا 13,075 نقطة.
وصعد مؤشر EGX30 Capped بنسبة 0.56% إلى 50,711 نقطة، فيما ارتفع مؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة 1.35% ليغلق عند 17,259 نقطة.
أبوغنيمة: السوق يمر بمرحلة إعادة تسعير متعددة المراحل
قال باسم أبوغنيمة، رئيس قسم التحليل الفني بشركة عربية أونلاين، إن التحركات الأخيرة للسوق لا تعكس ضعفًا في الاتجاه، بل تمثل مرحلة إعادة تسعير تدريجية تتزامن مع ضغوط بيعية متوقعة، مشيرًا إلى أن هذه الضغوط تُعد طبيعية في مثل هذه الفترات ولا تمثل تهديدًا للاتجاه العام.
وأوضح أن مؤشر EGX30 أنهى مرحلة بناء القاع التي امتدت لأشهر، وبدأ مرحلة صعود منظمة مع اختراق مستوى 34,500 نقطة، ثم اكتسب زخمًا أكبر بعد تجاوز 38,000 نقطة، ما يعكس تحولًا واضحًا في الهيكل السعري للسوق.
وأشار إلى أن وصول المؤشر إلى نطاق 41,000–42,000 نقطة وضعه في منطقة اختبار هيكلي، حيث تباطأت وتيرة الصعود وظهرت عمليات جني أرباح متفرقة، دون كسر لمستويات الدعم الرئيسية، وهو سلوك يعكس انتقال السوق من مرحلة الاندفاع إلى مرحلة التماسك.
وأضاف أن حفاظ المؤشر على التداول أعلى مستوى 40,200 نقطة، بل واستقراره قرب 41,000 نقطة، يشير إلى أن الضغوط البيعية الحالية تظل ضمن إطار إعادة توزيع قصيرة الأجل، وليست بداية انعكاس سلبي، حتى في ظل تراجع السيولة المتوقع قبل الإجازات.
وأكد أن السوق ما زالت في منتصف عملية إعادة تسعير متعددة المراحل، حيث تحسن الاتجاه العام وأصبح الهيكل السعري أكثر تماسكًا، لكن اكتمال هذه العملية يتطلب قدرة المؤشرات على استيعاب الضغوط الموسمية دون كسر المستويات المحورية.
سجلت قيم التداولات بنهاية الأسبوع نحو 417.3 مليار جنيه، من خلال تداول 13.9 مليار سهم عبر 714 ألف عملية، وارتفع رأس المال السوقي للأسهم المقيدة بنسبة 0.98% إلى 2.951 تريليون جنيه.
مصطفى: اختراق مستويات 41,850 نقطة يمهد لموجة صعود جديدة
من جانبه، قال أحمد مصطفى، رئيس قسم التحليل الفني بشركة عكاظ، إن السوق أنهى الحركة التصحيحية قرب مستوى 40,900 نقطة على مؤشر EGX30، وهو ما وفر قاعدة دعم مناسبة للدخول في مرحلة تماسك، حتى مع توقع زيادة الضغوط البيعية خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن تحرك المؤشر في نطاق عرضي بين 40,900 و41,500 نقطة يعكس سلوكًا صحيًا في ظل الظروف الحالية، معتبرًا أن هذا النطاق يمثل منطقة امتصاص للضغوط أكثر منه مؤشرًا على ضعف.
وأشار إلى أن أي محاولات تراجع في ظل انخفاض السيولة قبل موسم الإجازات ستظل – طالما بقي المؤشر أعلى مستويات الدعم – ضمن إطار التذبذب الطبيعي، معتبراً أن السوق قد تحتاج إلى فترة أطول من التماسك قبل استئناف الصعود.
وأضاف أن رفع نطاق الحركة إلى المنطقة بين 41,500 و41,850 نقطة سيكون إشارة إيجابية، إلا أن الاختراق الواضح لمستوى 41,850 نقطة يظل الشرط الفني الحاسم لبدء موجة صعود جديدة، قد تستهدف القمة السابقة عند 42,600 نقطة، ثم التوجه لاحقًا إلى مستويات 44,000 و45,000 نقطة خلال الربع الأول من 2026.
وحدد مصطفى مستوى 40,900 نقطة كأقرب دعم رئيسي، يليه مستوى 40,500 نقطة، مشيرًا إلى أن كسر هذه المستويات قد يمدد فترة التذبذب، لكنه لا يغير الاتجاه العام طالما لم يحدث كسر هيكلي واضح.
وأشار مصطفى إلى أن قطاع الخدمات المالية غير المصرفية ما زال أكثر القطاعات تماسكا، إلى جانب تحسن نسبي في قطاعات الأغذية والبنوك ومواد البناء، مع توقعات ببدء تعافٍ تدريجي في قطاع الأدوية.
وأضاف أن قطاع العقارات، لا سيما الأسهم الصغيرة والمتوسطة، يظل من بين أكثر القطاعات جذبًا خلال فترات التماسك، مع توقعات بتفوق أداء الأسهم الصغيرة والمتوسطة على الأسهم القيادية في ظل تراجع الزخم على الأسهم الثقيلة.
واستحوذ المستثمرون المصريون على 92.3% من التعاملات، مقابل 3.5% للأجانب و4.2% للعرب، مع تسجيل الأجانب صافي شراء بقيمة 109.6 مليون جنيه، فيما سجل العرب صافي بيع بقيمة 422.3 مليون جنيه.
ويعكس هذا المشهد – بحسب محللين – أن السوق تعتمد حاليًا على دعم السيولة المحلية، التي تمثل عنصر التوازن الرئيسي خلال فترات الضغط الموسمي، في انتظار انقضاء موسم الإجازات وعودة النشاط تمهيدًا لحسم الاتجاه.








