يبدأ موسم احتفالات الكريسماس ورأس السنة 2026 وسط منافسة محتدمة بين المدن السياحية الأشهر ومنظمي الحفلات والعروض الفنية للفوز بلقب «أغلى سهرة» وأكثرها تميزًا، في ظل قفزات لافتة في الأسعار، وتنوع واسع في مستويات الإنفاق، يمتد من المطاعم السياحية إلى الفنادق الكبرى، بالتوازي مع انتعاش ملحوظ في الحجوزات المسبقة، مدفوعًا بإقبال محلي وسياحي على الاحتفال.
وعكست التقارير العالمية سباقًا واضحًا على لقب «أغلى سهرة» خلال حفلات الكريسماس ورأس السنة لاستقبال عام 2026، خاصة في الدول العربية، حيث تصدّر حفل فرقة «مارون فايف» في دبي قائمة الأعلى سعرًا، إذ تصل قيمة التذكرة إلى 3900 دولار.
وفي أبوظبي، تبدأ أسعار تذاكر حفل المطرب العالمي «جون ليجند» من 1000 دولار وتصل إلى 2800 دولار، بينما تشهد القاهرة مستويات مرتفعة، إذ يصل سعر الطاولة الخاصة إلى 400 ألف جنيه، وذلك لحفل ثنائي يجمع بين النجمين صابر الرباعي ورضا البحراوي بأحد الفنادق المطلة على نهر النيل.
منظمو الحفلات: زيادة 40% في أسعار التذاكر.. وتتراوح بين 10 و40 ألف جنيه
وأكد مسئول بإحدى كبرى الشركات المنظمة للحفلات في الفنادق والمناطق السياحية بالقاهرة والجيزة، أن أسعار حفلات رأس السنة لعام 2026 ارتفعت بنسبة تتراوح بين 30% و40% مقارنة بالعام الماضي، مرجعًا ذلك إلى ارتفاع تكاليف التشغيل.
وأضاف أن متوسط أسعار تذاكر الحفلات هذا العام يبدأ من 10 آلاف جنيه ويصل إلى 40 ألف جنيه للفرد، شاملة العشاء وحضور حفل يحييه نجوم الصف الأول داخل الفنادق، في حين يرتفع سعر حجز الطاولة الخاصة لمجموعة لا يتجاوز عدد أفرادها 10 أشخاص ليتخطى مئات الآلاف من الجنيهات، وفقًا لطبيعة كل حفل ومستوى الخدمة المقدمة.
وهبة: الأسعار تبدأ من 500 إلى 4000 جنيه للفرد بالمطاعم السياحية
من جانبه، قال الدكتور هشام وهبة، نائب رئيس اللجنة العامة للسياحة والآثار، إن فترة الكريسماس ورأس السنة تشهد نشاطًا ملحوظًا في قطاع المنشآت السياحية، حيث تمثل هذه الأيام ذروة موسمية يعتمد عليها كثير من أصحاب المطاعم لتعويض فترات الركود التي قد يشهدها العام.
وأضاف أن التوقعات تشير إلى تحسن نسبي في معدلات الإقبال مقارنة بالعام الماضي، خاصة مع تزايد رغبة المواطنين في الخروج والاحتفال رغم الضغوط الاقتصادية.
وأوضح وهبة أن شريحة كبيرة من الرواد تميل إلى اختيار أماكن تقدم قيمة حقيقية مقابل السعر، وليس الاكتفاء بالأجواء الاحتفالية فقط، وهو ما يدفع المطاعم إلى محاولة الموازنة بين رفع الأسعار لتغطية التكاليف المتزايدة، والحفاظ في الوقت ذاته على معدلات إشغال جيدة.
وبحسب نائب رئيس اللجنة العامة للسياحة والآثار، تختلف تكلفة قضاء سهرة الكريسماس أو رأس السنة بشكل كبير وفقًا لفئة المطعم وموقعه، إذ تتراوح الأسعار في المطاعم العادية أو المتوسطة بين 500 و1500 جنيه للفرد.
وترتفع التكلفة في المطاعم ذات التصنيف السياحي الأعلى أو التي تقدم برامج خاصة، لتبدأ من 2000 وتصل إلى 4000 جنيه للفرد، فيما تتجاوز الأسعار هذه المستويات في الفنادق الكبرى والحفلات المنظمة بشكل كامل، لتصل إلى أرقام متفاوتة بحسب مستوى الخدمة والعروض الفنية المقدمة.
وأشار وهبة إلى أن ليلة رأس السنة تُعد التحدي الأكبر أمام المنشآت السياحية، نظرًا لما تتطلبه من استعدادات تشغيلية مكثفة تشمل زيادة العمالة، وتنظيم الحجوزات بدقة، وأحيانًا فرض حد أدنى للإنفاق أو قوائم طعام ثابتة، لضمان جودة الخدمة وعدم تأثر تجربة العملاء بالضغط التشغيلي.
وأضاف أن بعض المطاعم تتجه للتعاقد مع فرق موسيقية أو منسقي موسيقى، بينما تفضل مطاعم أخرى الحفاظ على أجواء هادئة تناسب العائلات، وذلك وفقًا لهوية المكان والفئة المستهدفة.
وأوضح أن الاستعدادات تبدأ عادة في وقت مبكر، وتشمل تعديل قوائم الطعام بإضافة أطباق خاصة تتماشى مع أجواء الشتاء والاحتفال، مع الاهتمام بتقديم وجبات ذات طابع مميز، سواء مستوحاة من المطبخ العالمي أو من خلال تقديم الأكلات المحلية بشكل أكثر احتفالية، إلى جانب تهيئة الأجواء العامة من حيث الديكور والإضاءة والموسيقى، لمنح الرواد تجربة مختلفة عن الأيام العادية.
محسن: زيادة ملحوظة في الحجوزات المسبقة بالفنادق
وعلى جانب آخر، قال كريم محسن، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، إن معدلات التوافد السياحي بالتزامن مع فترة أعياد الكريسماس ورأس السنة تشهد زيادة ملحوظة، خاصة في الحجوزات المسبقة على المناطق السياحية الأكثر طلبًا خلال الموسم الجاري.
وأضاف محسن أن مناطق الوجه القبلي، وعلى رأسها الأقصر وأسوان، تليها القاهرة، تتصدر قائمة الوجهات الأكثر طلبًا لدى الوفود السياحية الوافدة إلى المقصد المصري خلال الموسم الشتوي وفترة الأعياد، تليها مدن الغردقة ومرسى علم وشرم الشيخ.
وأشار إلى أن الجنسيات الوافدة تتنوع بين الألمان والإنجليز والأمريكان والفرنسيين والهولنديين ودول أوروبا الشرقية بشكل عام، إلى جانب نسبة كبيرة من التوافد السياحي القادم من دول الخليج.







