تعتزم الشركة القابضة للسياحة وشركاتها التابعة – المملوكة لوزارة قطاع الأعمال العام – تنفيذ توسعات جديدة من خلال بإضافة أكثر من 2200 غرفة فندقية بحلول 2027، بهدف تغطية الطلب السياحي المرتفع ضمن استراتيجية مصر 2030 لتحقيق مستهدف الوصول إلى 30 مليون سائح، بحسب عمرو عطية، الرئيس التنفيذي للشركة.
وأضاف عطية لـ”البورصة”، أن تلك التوسعات تأتي جنبًا إلى جنب مع تطوير الفنادق التابعة للشركة، ووضع خطط لاستخدام الأصول غير المستغلة، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص في إطار وثيقة سياسة ملكية الدولة للشراكة مع القطاع الخاص.
وتابع أن من بين مشروعات التطوير فندق الكونتيننتال، الذي يستهدف إضافة 300 غرفة فندقية وجناح بعد إحيائه، عبر ضخ استثمارات قد تصل إلى 5 مليارات جنيه خلال العامين المقبلين.
ووقعت شركة إيجوث – إحدى شركات القابضة للسياحة والفنادق التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام – عقدًا مع شركة الفنادق الهندية المحدودة لإدارة وتشغيل فندق الكونتيننتال التاريخي بوسط القاهرة بعلامة “تاج” الهندية العالمية، كأول دخول لها إلى السوق المصري.
ويُعد فندق الكونتيننتال أحد أبرز معالم القاهرة التاريخية، حيث يعود تاريخ الإنشاء إلى عام 1870، ويتمتع بموقع متميز يطل على حديقة الأزبكية وميدان الأوبرا، ومن المقرر إعادة إحيائه كفندق خمس نجوم بطاقة تصل إلى نحو 300 غرفة، مع الحفاظ على الطراز المعماري التاريخي والواجهة الأصلية للمبنى.
وعلامة “تاج” من كبرى العلامات الفندقية العالمية، حيث تدير أكثر من 335 فندقًا في أكثر من 150 موقعًا حول العالم، والفندق مملوك للشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق (إيجوث)، إحدى شركات الشركة القابضة للسياحة والفنادق التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام.
وتطرق عطية إلى أن الشركة تسعى لتطوير فندق شتينبرجر الهرم عبر إضافة 60 غرفة فندقية جديدة بحلول 2027، مقابل 200 غرفة حاليًا في الفندق، وذلك نظرًا للأهمية الاستراتيجية لموقع الفندق التاريخي القريب من أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير، مع الزخم المتوقع من السياح بعد الافتتاح العالمي للمتحف.
تطوير شبرد
وأوضح عطية، أن تطوير فندق شبرد التاريخي – المملوك لشركة إيجوث – يجري على قدم وساق حاليًا، ومن المقرر افتتاحه بحلول 2027 بطاقة استيعابية تصل إلى 269 غرفة وجناحًا فندقيًا.
وتمول “مجموعة الشريف” عملية التطوير الشامل للفندق، بما يشمل التأثيث والفرش والتجهيز للتشغيل بمستوى خدمة فندقية فئة خمس نجوم، فيما ستتولى مجموعة “ماندارين أورينتال” العالمية إدارته وتشغيله ضمن محفظتها من الفنادق والمنتجعات الفاخرة.
وتشمل الأعمال تحديث المبنى الرئيسي، وإنشاء مبنى ملحق جديد يضيف طاقة فندقية، إلى جانب جراج سيارات ومجموعة من المطاعم والمرافق الخدمية وحمام سباحة، وفق أحدث المواصفات والمعايير العالمية، بما يعزز موقعه الفريد المطل على نهر النيل.
ويُعد فندق “شبرد” من أعرق الفنادق التاريخية في مصر، إذ تأسس لأول مرة عام 1841 بحي الأزبكية، قبل أن يُعاد بناؤه في جاردن سيتي على ضفاف نهر النيل وافتتاحه عام 1957.
نعد دراسات الجدوى اللازمة لتحويل مبنى مصر للسياحة إلى مشروع فندقي إداري
وكشف عطية عن خطة القابضة لافتتاح فندق مرسى علم نهاية العام المقبل، بطاقة 156 غرفة فندقية، مع إضافة 87 غرفة جديدة، فيما تبلغ تكلفة تطويره نحو مليار جنيه يتم ضخها بالكامل من قبل الشركة القابضة، على أن يُدار الفندق بواسطة “جاز” العالمية لإدارة الفنادق.
وتسعى الشركة أيضًا لطرح بعض الأراضي في مدينة مرسى علم للشراكة لإقامة مشروعات سياحية وفندقية خلال الفترة المقبلة، ضمن خطة الحكومة لتعظيم الاستفادة من الأصول، وهو مشروع ضمن حزمة استثمارات تعكف الشركة على دراستها في الوقت الحالي.
وتدرس كذلك تحويل مبنى مصر للسياحة بمنطقة العباسية إلى مشروع فندقي إداري، بما يعكس تطويرًا قويًا لجميع أنحاء المنطقة، موضحًا أنه يجري حاليًا إعداد دراسات الجدوى اللازمة لتحقيق أفضل استغلال للمبنى.
قرية مجاويش تضيف 1160 غرفة لتدعيم السياحة الدولية
وأكد عطية، أن الشركة تسعى للانتهاء من تطوير قرية مجاويش السياحية بحلول 2027، حيث سيتم زيادة الطاقة الفندقية لمشروع “ريكسوس مجاويش” القائم عبر إضافة 160 غرفة فندقية جديدة بمستوى خمس نجوم تحت العلامة التجارية العالمية “ريكسوس”، إلى جانب إنشاء ثلاثة فنادق فاخرة جديدة تضم نحو 1000 غرفة وجناح.
أشار إلى أن ذلك يسهم في رفع الطاقة الاستيعابية السياحية لمدينة الغردقة، وتعزيز الإيرادات، وجذب المزيد من السائحين، مع توفير مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لأبناء المنطقة.
وأضاف أن مشروع تطوير “ريكسوس مجاويش” يعكس نجاح الدولة المصرية في جذب الاستثمارات السياحية الكبرى، باعتباره أحد أهم القطاعات الداعمة للنمو الاقتصادي، نظرًا لما يوفره من فرص عمل جديدة وما يحققه من عائدات دولارية تعزز الاحتياطي النقدي الأجنبي.
خطة لتحويل قصر القطن بالإٍسكندرية إلى مشروع سياحى إدارى تجارى متكامل
وفي سياق متصل، كشف الرئيس التنفيذي عن عزم الشركة القابضة تطوير مبنى قصر القطن بمدينة الإسكندرية وتحويله إلى مشروع فندقي ومركز تجاري وإداري، حيث يتم العمل على الدراسات اللازمة في هذا الشأن بما يحقق الاستغلال الأمثل للمبنى.
ويقع قصر القطن في منطقة المنشية بمحافظة الإسكندرية، وبدأت أعمال بنائه عام 1982 بإشراف شركة “إيتال جروب” الإيطالية، واكتمل تشييده عام 1986، ويمتد المبنى على مساحة 4320 مترًا مربعًا، بارتفاع 98 مترًا، ويتكون من 23 طابقًا.
وتم تصميم المبنى ليكون مقرًا رئيسيًا للشركات العاملة في مجال القطن، إلى جانب استضافة فروع البنوك الممولة لتلك الشركات، وكان من المخطط أن يضم بورصة عالمية لتجميع القطن وتصديره.
عمرو عطية أثناء حواره مع محررة البورصة فاطمة صلاح
عمرو عطية أثناء حواره مع محررة البورصة فاطمة صلاحتطوير فنادق رأس البر
وتوقع عطية الانتهاء من التجهيزات النهائية لفندق “هوتاك أراكان” الجديد برأس البر تمهيدًا لافتتاحه خلال الفترة القليلة المقبلة، والذي يتم تنفيذه بالشراكة بين القابضة للسياحة والفنادق وشركة “أراكان” لإدارة الفنادق والمنتجعات السياحية، بتكلفة استثمارية تبلغ نحو 125 مليون جنيه، ويتكون الفندق من بدروم وأرضي وميزانين و4 أدوار متكررة بطاقة 60 غرفة فندقية، ويصنف ضمن فئة الثلاث نجوم.
لفت إلى أنه بالتوازي مع إنشاء ملحق جديد لفندق شتينبرجر اللسان، من المقرر أن يضيف 62 غرفة وجناحًا للطاقة الاستيعابية للفندق، بما يلبي الطلب المتزايد على الإقامة السياحية عالية المستوى في رأس البر، ومن المنتظر الانتهاء من أعمال المشروع وافتتاحه بحلول عام 2027.
استراتيجية جديدة لمدن الدلتا
وتتبنى الشركة القابضة ملامح استراتيجية توسع طموحة تستهدف التوسع الجغرافي وزيادة الطاقة الفندقية في عدد من المحافظات، مع تركيز واضح على إقليم الدلتا، إلى جانب الامتداد إلى مدن القناة والساحل الشمالي.
وفي محافظة دمياط، تستهدف الخطة تنفيذ امتداد فندق اللسان بما يسهم في زيادة الطاقة الفندقية بعدد 62 غرفة، دعمًا لموقع رأس البر كإحدى الوجهات السياحية الواعدة على ساحل البحر المتوسط.
أما في محافظة الدقهلية، فتشمل الاستراتيجية الاستحواذ على فندق بما يعزز البنية الفندقية الداعمة للسياحة التعليمية والطبية والمؤتمرات.
وفي محافظة بورسعيد، تتضمن الخطة تنفيذ استثمار فندقي وعقاري يستهدف زيادة الطاقة الفندقية بنحو 200 غرفة، كما تستهدف الخطة إضافة نحو 150 غرفة فندقية بمدينة المحلة الكبرى، إلى جانب 150 غرفة أخرى بمدينة طنطا.
تطوير عرض الصوت والضوء بمعبد الكرنك باستثمارات تصل إلى 400 مليون جنيه
وتسعى الشركة القابضة إلى إعادة إحياء مشروع الصوت والضوء بمعبد الكرنك بتكلفة استثمارية تتراوح بين 300 و400 مليون جنيه، بغرض افتتاحه العام المقبل، تماشيًا مع تطوير العروض في منطقة الأهرامات، وإقامة العروض لأول مرة في قلعة قايتباي، وفقًا لعطية.
وكشف عطية، أن الشركة القابضة للسياحة والفنادق حققت نتائج أعمال قوية خلال العام المالي 2024-2025، إذ ارتفعت الإيرادات إلى 11.3 مليار جنيه بنسبة نمو 22%، فيما بلغ صافي الربح 4.7 مليار جنيه بزيادة 14%.
وأظهرت البيانات تحسنًا تدريجيًا في الأداء المالي خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مع تسجيل هوامش ربحية مرتفعة لدى شركات مثل مصر للفنادق، ومصر للسياحة، وإيجوث، مدعومة بارتفاع معدلات الإشغال وتحسن متوسط أسعار الغرف.
محفظة الشركات التابعة
وتضم الشركة القابضة للسياحة والفنادق عددًا من الشركات التابعة التي تمثل العمود الفقري لنشاطها الاستثماري والتشغيلي، حيث تشمل محفظتها شركات: المصرية العامة للسياحة والفنادق (إيجوث)، مصر للفنادق، مصر للسياحة، مصر للصوت والضوء، المعمورة للتعمير والتنمية السياحية، التجارية للأخشاب، بيوت الأزياء الراقية، صيدناوي، عمر أفندي.
وتعمل هذه الشركات في مجالات متنوعة تشمل إدارة وتشغيل الفنادق والمنشآت السياحية، وتنظيم الخدمات السياحية، وتشغيل العروض الثقافية والتراثية، إلى جانب أنشطة التجارة الداخلية وتجارة التجزئة، بما يعكس تنوع الأصول التابعة للشركة القابضة وتكامل أدوارها في دعم قطاع السياحة والاقتصاد الوطني.
ورجح عطية أن يشهد القطاع السياحي المصري تحقيق نمو ملحوظ خلال السنوات المقبلة، مع تعافي الحركة السياحية وزيادة الطلب على الوجهات المصرية، وأضاف أن مبادرات البنك المركزي لدعم القطاع السياحي أثبتت فعاليتها في تحفيز الشركات على التوسع والاستثمار.
وأوضح عطية أن خفض أسعار الفائدة في السوق المصرية يمثل فرصة حقيقية لتعزيز الاستثمار في القطاع السياحي، حيث من المتوقع أن يشهد السوق ضخ استثمارات أكبر خلال الفترة المقبلة، خاصة في تطوير الفنادق والبنية التحتية المرتبطة بالسياحة.
وأكد أن هذا التوجه سيسهم في خلق بيئة استثمارية أكثر جاذبية للشركات المحلية والأجنبية على حد سواء.
وأشار إلى أن استراتيجية مصر 2030 لجذب السياح تلعب دورًا محوريًا في دفع اللاعبين الرئيسيين في القطاع السياحي إلى التوسع بمشاريعهم الاستثمارية، بما في ذلك إضافة عدد أكبر من الغرف الفندقية ومراكز الإقامة الحديثة لمواكبة الطلب المتزايد من الأسواق الدولية.
وأكد عطية أن الاستثمارات الجديدة لن تقتصر على الفنادق، بل ستشمل تطوير المنتجعات والمرافق السياحية الترفيهية والثقافية، لتعزيز تجربة السائح ورفع مستوى التنافسية للوجهات المصرية في الأسواق العالمية.
