عند كتابة هذه السطور تذكرت بداياتى فى جريدة البورصة قبل العدد الأول من الإصدار، وقتها لم أكن أتخيل أن أعمل بها لمدة 10 سنوات، وربما كانت الأوضاع والظروف غير الطبيعية التى مرت بها الجريدة سببا فى استمرارى بها حتى الآن.
مر على الجريدة أزمة مالية عالمية فى 2008 وثورتين مصريتين عامى 2011 و2013 وما تبعهما من تداعيات اقتصادية، وواجهت البورصة التحدى واستثمرت فى الموارد البشرية التى أخذت على عاتقها المسئولية لتخطى الصعوبات.
ويبدو أن البورصة تحصنت ضد الأزمات فبعد التحفظ على أموال رئيس مجلس إدارة الشركة المالكة لها وحجب موقعها الإلكترونى، واصلت النمو وتدعيم إيراداتها بمنتجات قطاعية مختلفة عن السوق، ولكن النمو فى السنوات العشر المقبلة يحتاج أكبر من ذلك.
عندما شاهدت فيلم المريخى للممثل مات ديمون والمأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب آندى وير رأيت كيف يمكن للبورصة النمو مع أى أزمات جديدة؟، ليس مستحيلاً ولكن يجب توحيد جهود فريق العمل والإدارة.
الفيلم يحكى عن رائد الفضاء مارك وانتى التى تركه أصدقائه خلال مهمة فى المريخ ظناً منهم أنه مات وعادوا بدونه إلى الوطن، ولكن بعد استعادة وعيه يجد مارك نفسه على الكوكب بمفرده، فلم يجد امامه سوى البقاء حياً فى بيئة صعبة من خلال اكتساب المهارات الجديدة للحياة.. تعلم زراعة البطاطا فى صوبة صناعية بسماد المخلفات.. وسخر علمه فى إنتاج المياه وصنع النار، حتى تمكن من البقاء حياً والعودة للوطن.
قد لا أبقى عاملاً فى الجريدة حتى عام 2028 وقد لا يبقى أخرون من فريق العمل الحالى ولكن سنشارك فى صناعة مستقبل البورصة.
اكتساب المهارات الجديدة أبرز احتياجات فريق العمل والإدارة للمرحلة الجديدة.. استغلال إمكانيات كل عامل على النحو الأمثل.. تطوير الإدارة فى تهيئة بيئة العمل تسهم فى زيادة الإنتاج وتخفف الضغوط على الجميع.
قد يحتاج التطوير إلى نسخة إنجليزى للموقع الإلكترونى للجريدة لدعم المحتوى المقدم للخارج، طرح خدمات أون لاين مدفوعة لفتح باب جديد من مصادر الدخل، تهيئة قواعد البيانات للقطاعات الاقتصادية التى توفرها الجريدة لجذب تمويلات تدعم تطويرها، ومنها «مؤشر بزنس نيوز» الذى يرصد القطاع المصرفى فى مصر.
قنوات اليوتيوب أصبحت فى بؤرة اهتمام المعلنين وبعضهم يستهدفها أكثر من الفضائيات لمخاطبتها الشباب، ما يحتم استغلال هذه المنصة بصورة أفضل لتدر عائداً، خاصة أن الإعلانات الرقمية وفقاً لبيانات شركات الأبحاث تتضاعف سنوياً وكانت وصلت الى 205 مليارات دولار عالمياً فى 2017 وتخطت إعلانات التليفزيون التى بلغت 195 مليار دولار خلال نفس العام.
تحليلات الأخبار أعظم أثراً حالياً، واعتقد بعد 10 سنوات ستكون المؤسسة التى تمتلك رؤية مستقبلية فى المحتوى الأفضل على الساحة والأكثر جذباً للقراءة والاستثمارات المخصصة للإعلام.
تنويع مصادر الدخل أصبح أولوية المؤسسات حالياً، وقد نحتاج إلى خلق منتجات غير تقليدية وبعيدة عن المنافسين لتعظيم الإيرادات، خاصة أن تكلفة الجريدة مثار إعجاب الصحف المنافسة.
الوصول إلى القارئ هدف أمام جميع الصحف، ولكن الوصول إلى القارئ المهتم هدف البورصة، واستخدام وسائل الاتصال مع القارئ عبر السوشيال ميديا وتطبيقات التواصل من أبرز عناصر الوصول إلى القارئ المهتم.
قد نستفيد من تكنولوجيا الشبكات الاجتماعية فى إتاحة اهتمامات المستخدمين والوصول الى القراء المهتمين بالمحتوى المقدم.
حضرت الأسبوع الماضى مؤتمراً لشركة أجهزة كهربائية فى أوروبا وخلال حديثى مع دكتور محمود خطاب رئيس مجلس إدارة شركة بى تك للتوزيع والتجارة ذكر لى أن المستقبل لمن يتمكن من دمج الوسائل البيعية التقليدية مع التكنولوجية قائلاً: «لا غنى عن الفروع ولا غنى عن الأون لاين».
فى عام 2028 لن تختفى الجريدة الورقية، المستقبل الذى نراه للبورصة فى دمج الجريدة والموقع الإلكترونى مع الوسائل التكنولوجية المتطورة فى تقديم المحتوى وهو ما نعمل لتحقيقه.
شارك فى مستقبل جريدة البورصة كل الأعضاء الحاليين والسابقين الذى ساهموا فى الوصول إلى النتيجة الحالية.








