فى ظل المنافسة العالمية المتزايدة على جذب الاستثمار الأجنبى المباشر، لم يعد كافياً إن الدول تعتمد فقط على الحوافز الضريبية أو الحملات الترويجية التقليدية.
المستثمر النهارده بيدور على السرعة، والوضوح، والتعامل الذكى مع احتياجاته.
ومن هنا، بدأت تجارب دولية متعددة تعتمد على الذكاء الاصطناعى كأداة أساسية فى الترويج للاستثمار، وتقديم الخدمات للمستثمرين.
وده يخلّينا نطرح سؤال مهم: هل تقدر مصر، من خلال وزارة الاستثمار والهيئات التابعة لها، تستخدم الذكاء الاصطناعى بشكل فعَّال لجذب استثمارات أجنبية أكتر؟
الإجابة المختصرة: نعم، والتجارب الدولية بتؤكد ده.
إزاى الذكاء الاصطناعى بيغيَّر طريقة جذب الاستثمار؟
الذكاء الاصطناعى مش مجرد تكنولوجيا متقدمة، لكنه أداة عملية لرفع كفاءة أداء الجهات المسئولة عن جذب الاستثمارات.
التجارب الدولية بتوضح إن استخدامه بيركّز على ثلاث وظائف رئيسية:
• تحديد المستثمرين الأكثر جدية باستخدام تحليل البيانات، والتنبؤ بسلوك الشركات وفرص توسعها.
• تحسين التواصل مع المستثمرين من خلال مساعدين رقميين بيردوا فوراً على الاستفسارات المتعلقة بالتراخيص، الحوافز، والمناطق الاستثمارية.
• إعداد عروض استثمارية مخصصة لكل مستثمر حسب القطاع، وحجم الشركة، واهتماماته.
ماذا تقول التجارب الدولية؟
التجارب الدولية اللى بدأت تعتمد على الذكاء الاصطناعى فى الترويج للاستثمار أثبتت إن:
• استخدام التحليل التنبؤى ساعد على رفع معدلات إعادة الاستثمار من الشركات القائمة.
• المساعدين الرقميين قللوا زمن الرد على المستثمرين ورفعوا جودة الخدمة.
• أتمتة إعداد العروض الاستثمارية وفّرت وقت وجهد فرق العمل، وخلّت التواصل مع المستثمر أكثر دقة واحترافية.
• الاعتماد على البيانات بدل الحدس حسّن توجيه الجهود الترويجية نحو القطاعات والشركات الأعلى فرصة.
هل مصر جاهزة لتطبيق النهج ده؟
مصر تمتلك مقومات قوية تؤهلها لتبنى هذا التوجه:
• قاعدة اقتصادية متنوعة وفرص استثمارية واسعة (خريطة استثمارية).
• مجمعات لخدمة المستثمرين.
• مناطق حرة واقتصادية وبنية تشريعية داعمة للاستثمار.
• اتفاقيات دولية وإقليمية واسعة.
• توجه حكومى واضح نحو التحول الرقمى.
لكن النجاح محتاج مقاربة منظمة وتدريجية، تشمل:
• توحيد وتحديث قواعد البيانات الخاصة بالمستثمرين والفرص الاستثمارية.
• الاستثمار فى بناء قدرات الكوادر داخل الجهات المعنية بترويج الاستثمار.
• البدء بتطبيقات بسيطة ذات أثر سريع قبل التوسع فى حلول أكثر تقدماً.
الذكاء الاصطناعى ضمن الخطة الإستراتيجية 2026 علشان يبقى التأثير حقيقى ومستدام، من المهم إن توطين الذكاء الاصطناعى يكون جزءاً أساسياً من الخطة الإستراتيجية لوزارة الاستثمار خلال النصف الأول من عام 2026، مش مجرد مبادرات منفصلة.
ده يشمل:
• إطلاق مساعد رقمى ذكى موحد للمستثمرين، يعمل بعدة لغات، ويرد على الاستفسارات، ويوجه المستثمر للإجراءات والخدمات المناسبة، ويمكن استخدامه داخل مجمعات خدمات الاستثمار.
• استخدام الذكاء التنبؤى لتحديد المستثمرين والقطاعات ذات الأولوية.
• أتمتة إعداد الملفات القطاعية والعروض الاستثمارية بشكل مخصص لكل مستثمر.
• تطوير خدمات ما بعد الاستثمار لرصد فرص التوسع وإعادة الاستثمار.
التمويل عنصر حاسم للنجاح
توطين الذكاء الاصطناعى محتاج مصادر تمويل واضحة ومستدامة، وده ممكن يتحقق من خلال:
• برامج التعاون الفنى مع شركاء التنمية.
• صناديق التحول الرقمى وبناء القدرات.
• شراكات مع القطاع الخاص وشركات التكنولوجيا.
• إعادة توجيه جزء من موازنات التحول الرقمى الحالية نحو حلول ذكاء اصطناعى ذات عائد سريع.
الخلاصة
الذكاء الاصطناعى مش بديل عن الدور البشرى داخل وزارة الاستثمار والجهات التابعة، لكنه أداة بتزود كفاءة القرار، وسرعة الاستجابة، وجودة الخدمات المقدمة للمستثمرين. والتجارب الدولية بتوضح إن الدول إللى بدأت مبكرًا ـ even بخطوات بسيطة ـ قدرت تعزز قدرتها التنافسية فى جذب الاستثمار الأجنبى المباشر.
بالنسبة لمصر، السؤال مش هل نستخدم الذكاء الاصطناعى، لكن إمتى نبدأ، وإزاى نحوله لأداة مؤسسية حقيقية تخدم الاستثمار والتنمية.
بقلم: دكتور. أشرف عبدالعال








