اقتربت سويسرا من إطلاق آلية جديدة تسمح من خلالها للشركات ببيع الطعام والدواء والأجهزة الطبية إلى إيران باستخدام قناة للمدفوعات ستكون أول آلية من هذا القبيل تحصل على موافقة واشنطن التى أعادت فرض العقوبات على طهران الشهر الماضى.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن الخطة تخص الإمدادات الإنسانية التى هى موضوع محادثات حساسة مستمرة مع الولايات المتحدة وإيران، فى الوقت الذى يأمل فيه قادة الاتحاد الأوروبى لتأسيس آلية مدروسة لتمويل تجارة أوسع مع طهران فى غضون أسابيع.
وتسلط مثل هذه الجهود الضوء حجم الانشقاق بين الولايات المتحدة وأوروبا منذ انسحاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، من الصفقة النووية مع إيران فى مايو الماضى.
وعلى الرغم من أن تحركات سويسرا تتماشى مع إصرار واشنطن على أنها ستواصل السماح بتجارة المواد الإنسانية مع طهران، فقد ندد المسئولون الأمريكيون بجهود الاتحاد الأوروبى لتحدى فرض العقوبات الأمريكية على صناعات تتراوح بين البترول والتمويل.
وقالت إدارة الشئون الاقتصادية السويسرية لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، إنها تسعى جاهدة إلى إنشاء قناة مالية للمدفوعات الإنسانية فى أقرب وقت ممكن، مشيرة إلى أن المناقشات لا تزال مستمرة مع السلطات الأمريكية وإيران والشركات السويسرية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تتمتع فيه سويسرا التى لديها قطاع أدوية كبير بمؤهلات قوية لتكون أساساً للآلية الجديدة.
وقالت شركة الأدوية «روش» السويسرية، إنها على علم بالمحادثات حول إنشاء قناة تمويل للأغراض الإنسانية، ولكنها لم تقدم مقترحات ملموسة.
ورحبت وزارة الخارجية الأمريكية، بالتحركات السويسرية، وقالت «نحن ندرك أهمية هذا النشاط؛ لأنه يساعد الشعب الإيرانى»، مؤكدة أن سياسة الولايات المتحدة لم تستهدف التجارة.
وأضافت الخارجية الأمريكية، «تحتفظ الولايات المتحدة بتصاريح واسعة تسمح ببيع السلع الزراعية والأغذية والأدوية والأجهزة الطبية من قبل أشخاص أمريكيين أو من خلال الولايات المتحدة إلى إيران».
وبالإضافة إلى ذلك، توفر قوانين العقوبات الأمريكية إعفاءات مماثلة لمبيعات الأغذية والسلع الزراعية والأدوية والأجهزة الطبية من قبل أشخاص غير أمريكيين للأشخاص غير المعنين بالعقوبات فى إيران.
وحذر بريان هوك، الممثل الأمريكى الخاص بإيران الشهر الماضى من أن طهران ستضطر إلى إنشاء قطاع مالى مفتوح وشفاف لتسهيل الواردات الإنسانية.
وانخفض الريال الإيرانى بنحو 50% العام الحالى، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء والدواء وكشفت أرقام البنك المركزى، ارتفاعاً فى أسعار المواد الغذائية بنسبة 60% الشهر الماضى بعد دخول العقوبات الأمريكية حيز التنفيذ.