قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، إن العقوبات الأمريكية ضد الرئيس نيكولاس مادورو، أجبرت فنزويلا على بيع بترولها الذى يعد مصدر دخلها الأكثر أهمية، بسعر منخفض.
وأوضح محللون ان العقوبات جعلت البلاد تكافح من أجل شراء إمدادات حيوية لصناعة النفط الخاصة بها، إذ كانت “كاراكاس”، مضطرة لتقديم مزيج أرخص من الخام بأسعار مخفضة، ونظراً لأن البترول يمثل أكثر من 90% من صادرات فنزويلا، فإن قدرة البلاد على بيعه فى الخارج أمر بالغ الأهمية، لبقاء مادورو فى منصب رئيس البلاد.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تحاول فيه الولايات المتحدة الإطاحة بمادورو، منذ بداية العام واستبداله بخوان غايدو، زعيم المعارضة.
ورغم الجهود الامريكية حتى الوقت الحالى، فإن إنتاج البترول الفنزويلى استمر فى الانخفاض تحت العقوبات، وهو فى أدنى مستوياته منذ الأربعينيات.
وتوقع الأستاذ المساعد في مركز الطاقة والبيئة في كلية إدارة أعمال في كاراكاس، إيغور هيرنانديز، أن تجلب الصادرات من فنزويلا، 250 مليون دولار إيرادات فقط شهريًا، مقارنة بمتوسط 5.3 مليار دولار شهريًا بين عامي 2005 و2014 خلال فترة طفرة السلع.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنه قبل أن تفرض واشنطن عقوبات على صناعة البترول الفنزويلى، يناير الماضي، كانت البلاد تستورد خام الولايات المتحدة وتخلطه بالنفط الثقيل الذى يتم شحنه بعد ذلك إلى المصافى فى خليج المكسيك.
وقال المحللون، إن المزيج المحلي المعروف باسم “ميرى 16” ، كان يتم بيعه بسعر يتراوح بين 15 و17 دولارًا للبرميل، مقارنة بسعر خام برنت الذى يتداول حاليًا بنحو 60 دولارًا للبرميل، وتفاقم نقص الوصول إلى الخام الفنزويلى بسبب ندرة السفن فى الوقت الذى تدير فيه الدول ظهرها لفنزويلا، إما بسبب الرغبة فى عزل مادورو، أو الخوف من انتهاك العقوبات الأمريكية، إذ انخفض عدد الناقلات التي تستقر على الموانئ الفنزويلية منذ فرض واشنطن العقوبات.
وتجنبت شركات الشحن، هى الأخرى فنزويلا، إذ تفيد التقارير أن بعض الناقلات توقفت عن دخول مياه البلاد لتجنب اكتشافها من قبل الإدارة الامريكية.
وقال المدير الفنزويلى فى شركة “جاس إنيرجى” الاستشارية، أنتيرو ألفارادو، إن القليل من الناقلات مستعد للمخاطرة بخرق العقوبات الأمريكية.
أشارت الصحيفة إلى أن الإجراءات العقابية لواشنطن تعني أن فنزويلا، فقدت إمكانية الوصول ليس فقط إلى أكبر أسواقها الولايات المتحدة التى كانت تشترى حوالي 40% من صادرات البلاد من النفط، ولكن أيضًا إلى أسواق أخرى.
وأعلنت شركة الصين الوطنية للبترول، وهي مشتر رئيسي للنفط الفنزويلي أنها توقفت عن شراء الخام من البلاد، وفى مواجهة تضاؤل عدد العملاء، تعتمد فنزويلا بشكل متزايد على شركة النفط الحكومية الروسية “روسنفت” التى تساعدها في التحايل على العقوبات الأمريكية، عن طريق شحن الخام إلى المشترين فى الصين والهند، ولكن فى الوقت نفسه لا تجنى شركة البترول المملوكة للدولة فى فنزويلا “بدفسا” ، أموالاً من هذه المعاملات، إذ تُستخدم لسداد ديونها المستحقة لموسكو.