وصلت أسعار الذهب إلى 1550 دولاراً تقريباً للأوقية بين شهرى أغسطس وسبتمبر، مما حفز الكثير لشراء الذهب أملاً فى زيادة مقبلة، وكانت أسعار الذهب فى بداية العام 1250 دولاراً للأوقية تقريباً، مما جعل الذهب يحقق 24% ربح خلال هذه الفترة، ولكن سرعان ما خذل الذهب توقعات الكثير فى الأسبوع الماضى ليصل إلى 1455 دولاراً تقريباً للأوقية، وذلك ما دفعنى لمحاولة حصر أسباب هبوط السعر من وجهة نظرى، وبالتالى يصبح القارئ ملماً بالأسباب التى تؤثر على تلك السلعة، وبالطبع على غير تلك الأسباب وسيدها هو سعر صرف الدولار الذى يزداد فى الآونة الأخيرة؛ ولكنى أكتب تلك المقال وكأننى أرد على من يسأل.. لماذا ازداد سعر الدولار ثم انخفض سعر الذهب؟
1. معدل عائد بالسالب على السندات (Negative Bond Yield)
تخيل أن أحداً عرض عليك أن تعطيه اليوم 1000 جنيه ويعطيك 900 جنيه بعد 10 أعوام، هل ستوافق؟ بالطبع لا.. هذا أيضاً ما يحدث حول العالم فى تلك الأيام؛ بعد أن اخفضت الولايات المتحدة سعر الفائدة تأثر مستثمرين السندات بالسلب.
ويقدر المستثمرون العرضة للعائد السالب للسندات فيما لا يقل عن 15 تريليون دولار، وذلك يعادل ربع سوق الاستثمار فى السندات حول العالم، وحتى وأن كان العائد ليس بالسالب، ولكنه أصبح قليلاً، فبالطبع أثرت هذه الظاهرة على سيولة السوق وحركة رؤوس الأموال بالسلب، وبالتالى على الطلب لمختلف الفرص الاستثمارية الأخرى ومنها الطلب على الذهب، وبالتالى سعر الذهب.
2. أصبح الأمل كبيراً فى حل الخلفات بين الصين وأمريكا
بالطبع من أهم العوامل التى ساعدت على ارتفاع سعر الذهب فى الفترة السابقة هو التوتر السياسى والاقتصادى بين الصين وأمريكا، ولكن ها نحن لاحظنا فى الآونة الأخيره نية ترامب للتراجع عن أغلب قرارته بعض أن أدرك خطورة هذه القرارات على الاقتصاد الأمريكى.
ثم وجدنا الكثير من بنوك الاستثمار والمحللين السياسيين ينوهون على استشعارهم بالأمل فى مستقبل العلاقات الأمريكية الصينية؛ وحتى وإن لم نتوقع تحسن فى نسبة التعاريف الجمركية، فإن استقرار ذلك الخلاف والنسب الخاصة بالتعاريف الجمركية قادرة بشكل كافى على جعل المستثمر قادر على تخيل مكاسبه المستقبلية، ولذلك لاحظنا انتعاشاً فى البورصه الأمريكية والصينية وسعر الدولار نتيجة تلك التوقعات، ولكن بطريقة أخرى أثر ذلك التحسن والتحليل الإيجابى بطريقة سلبية على أسعار الذهب.
3. واردات الصين من الذهب
مع أن الصين هى أكبر مستورد للذهب فى العالم منذ حوالى 2012، لم تتعد واردات الصين هذه الأيام من الذهب وارداتها حتى فى أكتوبر 2016؛ وفى اعتقادى أنه حدث ذلك نتيجة لعدم الاستقرار السياسى الناتج من المظاهرات فى هونج كونج وأيضاً نتيجة لتباطؤ معدلات النمو الاقتصادى فى الآونة الأخيرة، ويعود تباطؤ معدل نمو الاقتصاد الصينى إلى أسباب كثيرة يطول شرحها فى هذه المقالة.
ولكن يرى الكثير، أن ما يحدث فى الصين الآن هو نتيجة تغير سياسات نمو الاقتصادى من اقتصاد مبدع يشجع صغار المستثمرين إلى اقتصاد بيروقراطى.. عموماً سواء اتفقنا أو اختلفنا مع هذا الرأى فلن يغير من حقيقة تباطؤ معدل النمو من شىء، وهذا ما أثر على معدل الطلب للذهب وبالتالى سعره.
ومن ناحية أخرى، يظل الذهب حتى الأن محقق أرباح تقريباً 16%، ولكننى أتوقع بأنه سينخفض وخصوصاً بين الكريسماس وشهر يناير، وأود التنويه إلى أن المستثمر المصري لم يحقق فى الذهب تلك النسب كأرباح بل أقل وذلك نتيجة ارتفاع قيمة الجنيه أمام الدولار فى الفتره السابقة.
بقلم: أحمد عزالدين
محل مالى واقتصادى
[email protected]