بدأت منظمات أعمال مصرية فى اتخاذ خطوات فعلية للمشاركة فى إعادة إعمار قطاع غزة، سواء من خلال التبرع بمنتجات عينية أو بمبالغ مالية أو التجهيز للمشاركة عبر التوريد لشركات المقاولات.
قال أحمد عبدالحميد، رئيس غرفة مواد البناء باتحاد الصناعات المصرية، إنَّ شركات القطاع تنتظر معرفة احتياجات شركات المقاولات القائمة على عملية إعادة الإعمار لتوفيرها.
وأضاف لـ«البورصة»، أن شركات مواد البناء على أتم الاستعداد لتوفير احتياجات عملية إعادة الإعمار من جميع المنتجات، بداية من الإنشاءات الأولية حتى التشطيب.
وأوضح أن الغرفة فى انتظار إعلان الحكومة والشركات المنفذة عن آلية التنفيذ؛ للوقوف على حجم مطالبها، إذ ترحب الغرفة بمبادرة مصر لإعادة الإعمار على المستوى الأمنى والسياسى والاقتصادى.
وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس فى قطاع غزة فجر الجمعة الماضية، بعد 11 يوماً من القصف الذى أدى إلى مقتل 240 شخصاً معظمهم فى غزة، فى ظل إقدام القوات الإسرائيلية على التهجير القسرى لسكان حى الشيخ جرّاح من الفلسطينيين.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى، أعلن تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار فى قطاع غزة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك فى تنفيذ عملية إعادة الإعمار.
وقرر مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، فى اجتماعه، نهاية الأسبوع الماضى، التبرع بألف طن سلع أساسية من الصناعات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية لدعم فلسطين.
وقال المجلس، فى بيان، إنه سوف ينسّق مع الحكومة المصرية لإيصال تلك المساعدات لفلسطين من خلال القنوات الرسمية للدولة، عقب ما تعرض له قطاع غزة جراء الأحداث الأخيرة.
وقال محمد سعد الدين، عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، إنَّ الاتحاد تبرع مبدئياً بقيمة 10 ملايين جنيه من السلع الغذائية والمستلزمات الطبية.
وأضاف لـ«البورصة»، أنه من المقرر إرسال مساعدات أخرى من الشركات التابعة للغرف الصناعية بحسب نوعية المنتجات واحتياجات إعادة إعمار قطاع غزة.
وواصلت مصر فتح معبر رفح البرى استثنائياً، منذ بداية الأسبوع الماضى؛ لاستقبال الجرحى والمصابين القادمين من قطاع غزة، ولإدخال المساعدات إلى القطاع، كما انتدبت وزارة الصحة عدداً من الأطباء لاستقبال المصابين.
وقالت وزارة الإسكان فى غزة، إنَّ 16800 وحدة سكنية لحقت بها أضرار، من بينها 1800 وحدة غير صالحة للعيش فيها، بينما دُمرت ألف وحدة بالكامل.
وقال محمد ثابت، المتحدث باسم محطة توزيع الكهرباء فى قطاع غزة، إنَّ التقديرات تشير إلى أن السكان يحصلون على الكهرباء لفترة من 3 إلى 4 ساعات مقابل 12 ساعة قبل تفجر القتال.
وقدَّر المكتب الإعلامى لحركة حماس، أن القصف تسبب فى أضرار بنحو 40 مليون دولار للمصانع والمنطقة الصناعية للقطاع ومنشآت صناعية أخرى، بالإضافة إلى أضرار بلغت 22 مليون دولار لقطاع الطاقة.
وقدرت وزارة الزراعة فى غزة الأضرار بنحو 27 مليون دولار، شملت الصوب أو الأراضى الزراعية ومزارع الدواجن، فيما قالت الأمم المتحدة وجماعات إغاثة، إنَّ إمكانية حصول الفلسطينيين على مياه الشرب محدودة أو متعذرة.
وقال خالد أبوالوفا، رئيس الغرفة التجارية فى سوهاج، إنَّ الغرفة سوف تعقد اجتماعاً خلال الأسبوع المقبل؛ لمناقشة التبرع بجزء من الاحتياطى النقدى للغرفة.
وأضاف لـ«البورصة»، أنَّ الاجتماع سوف يدرس مقترح التبرع، ويحدد المبلغ الذى سيتم التبرع به، على أن يخاطب الاتحاد العام للغرف التجارية لرفعه إلى وزارة التجارة والصناعة للموافقة عليه.
وأشار إلى أنه على مستوى التجار، فإنَّ أعضاء ومنتسبى الغرفة يتبرعون على الحساب المخصص للتبرع لإعادة إعمار غزة من خلال صندوق تحيا مصر.
كان الاتحاد العام للغرف التجارية قد خاطب وزارة التجارة والصناعة؛ لإصدار قرار وزارى بقبول التبرعات من منتسبى الغرف لصالح إعادة الإعمار.
كما تم التواصل مع الغرف فى جميع المحافظات؛ لحث منتسبيها على التبرع العينى بمواد البناء ومستلزمات إعادة الإعمار، بالإضافة إلى مشاركة المكاتب الاستشارية الهندسية وشركات المقاولات.
وقال محمد عارف، رئيس شعبة المحاجر والرخام بغرفة القاهرة التجارية، إنَّ مجلس إدارة الشعبة تبرع بحاويتيّ رخام بحجم ألف متر لصالح إعادة إعمار غزة.
وأضاف أن الشعبة سوف تنسق مع الجهات المختصة حول آلية توصيل الحاويتين، فضلاً عن الوقوف على آلية التبرع بمختلف السلع.
وقال محمد خميس شعبان، الأمين العام للاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين، إنَّ الاتحاد خاطب الشركات الأعضاء للمساهمة فى إعادة الإعمار عبر التبرع لصندوق تحيا مصر، فضلاً عن عزم عدد من الشركات فى قطاعات صناعية مختلفة المساهمة فى تلبية متطلبات فلسطين.
وقال أسامة حفيلة، رئيس جمعية مستثمرى دمياط، إنَّ شركات ومصانع المدينة مستعدة للمشاركة فى مبادرة إعادة إعمار قطاع غزة من خلال توريد جميع احتياجاتها من المنتجات الخشبية.
وأضاف أن الشركات المصرية استطاعت، خلال السنوات الماضية، تنفيذ آلاف المشروعات القومية التى أطلقتها الدولة منها العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين والمنصورة الجديدة، وبالتالى فإنَّ مشاركتها فى إعادة إعمار غزة ستكون بنفس المستوى.
وأشار إلى أن المبادرات التى أطلقتها الحكومة لصالح الصناعة استفاد منها عدد كبير من الصناع فى استمرارية تشغيل عجلة الإنتاج ودفع رواتب العمال أثناء الموجة الأولى من جائحة كورونا.
وكشفت جمعية شباب الأعمال عن تشكيل لجنة داخلية من أعضاء مجلس الإدارة من لجان التشيد والبناء والاتصالات والطاقة والاستثمار والتمويل ولجان أخري، لوضع رؤية فنية تتعلق بسبل دعم الحكومة المصرية فنياً فى إعادة إعمار غزة.
وأضافت، فى بيان، أنَّ إعادة إعمار غزة، لها العديد من المزايا السياسية كعودة مصر لريادتها فى ظل الظروف الصعبة التى تسببت بها جائحة كورونا اقتصادياً، بالإضافة إلى توفير فرص مهمة للقطاع الخاص والشركات المتخصصة بالمشاركة فى إعادة الإعمار.








