شهدت الفترة الماضية توسع البنوك فى التواجد على مواقع التواصل الاجتماعي والحملات الإعلامية المكثفة التى نجح بعضها فى جذب الانتباه بقوة، وكان من اللافت للنظر أن 10 بنوك خلال السنوات الأخيرة اتجهت لتغيير علامتها التجارية لدفع خطتها التسويقية أو لأغراض الاستحواذ أو لأهداف سياسية، وكان آخر البنوك التى غيرت علامتها مؤخرًا بنك SAIB وميد بنك والقاهرة والزراعى المصري.
فكيف يرى مسئولو الاتصال والتسوق فى البنوك وخارجها الأهمية المتزايدة للقوة الناعمة لجعل البنوك أقرب للعملاء وتعزيز الشمول المالي.
ويشهد قطاع الخدمات المصرفية الرقمية تطورات سريعة ومؤثرة، في ظل توصيات الدولة بالاتجاه نحو التعاملات الإلكترونية عن بُعد، وتأكيد البنك المركزي باستمرار على ضرورة التحول الرقمي للاتجاه نحو تحقيق الشمول المالي، ما يحتاج إلى خطة تسويقية متميزة للترويج لذلك الاتجاه، فما أبرز توصيات خبراء التسويق فى هذا الصدد؟
قالت سها أبوزيد، أستاذ التسويق الإلكتروني في جامعة القاهرة، إن جودة الخدمات الإلكترونية وسهولة استخدامها عليها عامل فى نجاح التسويق لذلك سهولة واجهة المستخدم ووضوحها فضلاً عن الخطة التسويقية الجيدة من خلال التليفون ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة عوامل يجب الالتفات لها.
وأضافت أنه يجب ضخ إعلانات لا تتجاوز الأربعين ثانية عبر منصات التواصل الاجتماعي تتضمن رسائل مباشرة تركز على احتياج العملاء لهذا النوع من الخدمات، كالتأكيد على أن الخدمات المصرفية الرقمية تتميز بسهولة الإجراءات والخطوات مقارنة بالتوجه إلى الفروع، مع التشديد على أنها طريقة آمنة للغاية، ويصعب اختراق الحساب بسهولة، ما يطمئن العملاء للتعامل من خلال التطبيقات الإلكترونية، خاصة في ظل استمرار انتشار جائحة كورونا.
وقال أحمد بيومي، خبير تسويق، إن الوقت حان للبنوك لاستخدام البث المباشر لنقل تجربة استخدام القنوات الرقمية بشكل حي للجمهور والرد على الاستفسارات وتوضيح المفاهيم التى يصعب فهمها مثل الفرق بين الحد الائتمانى والرصيد المستخدم فى البطاقات ورصيد الحساب والرصيد المتاح للاستخدام، وما إلى ذلك من مفاهيم.
أوضح أن الخطوة الأولى فى التعامل مع القنوات الرقمية وازالة الرهبة والخوف من ضياع الأموال حال ارتكب خطأ، هى كلمة السر، لذلك اقترح أن يكون فى التطبيقات خاصية المحاكاة بحيث تتم العملية بمبلغ صغير يتم رده لاحقًا دون معامل مخاطرة على العميل ما يدفعه لاستكشاف الخدمة دون تردد، وأن يكون هناك شفافية فى رسوم الاشتراكات.
وقال مصطفى عبدالجواد، خبير التسويق الرقمي، إن من الضروري الاعتماد على منصات غير تقليدية للترويج للتعاملات الرقمية مع البنوك، مثل: “سناب شات” “التيك توك”، اللذين يتمتعان بشعبية كبيرة وإقبال كبير من فئتي المراهقين والشباب، اللتين تمثلان شريحة كبيرة من عملاء البنوك أو العملاء المرتقبين، حيث يمكن تقديم فيديوهات قصيرة مصورة تعريفية بالخدمات البنكية المُقدَمة عن بُعد، وسط إشادته بامتلاك البنوك في مصر حسابات قوية عبر “فيسبوك” و”إنستجرام” و”يوتيوب”، حيث يتم إدارتها بطريقة منظمة ومدروسة مع الاعتماد على جدول زمني محدد لضح منشورات وفيديوهات بانتظام على مدار اليوم، على حد وصفه.
وتابع: “يمكن للبنوك اللجوء إلى صانعي المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي في حملاتهم الدعائية، لما يمتلكونه من تأثير على قطاع كبير من الجمهور، خاصة أن الملايين يتابعونهم ويتفاعلون مع دعايتهم للخدمات والمنتجات المختلفة، فهم لديهم شعبية لا يمكن إغفالها كلاعبي كرة القدم والفنانين، فضلاً عن إمكانية تقديم رعاية للبرامج الاقتصادية المقدمة من خلال متخصصي الاقتصاد على منصات التواصل الاجتماعي، والتنسيق على تقديم حلقات تعريفية بالخدمات البنكية عن بُعد، وشرح مبسط عن كيفية استخدامها.
وأشار خبير التسويق الرقمي إلى وجوب التواصل مع المجموعات المغلقة ذات الشعبية الكبيرة على “فيسبوك”، ونشر مقاطع فيديو قصيرة عن “الديجيتال بانكنيج” وطريقة استعماله، كما اقترح استخدام بيانات العملاء في التواصل إليهم بشكل واضح ومباشر، من خلال إرسال رسائل عبر تطبيق الواتس آب، أو البحث عن العملاء عبر “فيسبوك” وتوجيه دعاية مباشرة لهم فيما يخص هذا النوع من الخدمات، وتشجيعهم على التعامل معهم.
وقالت هاجر حمدي، باحث تجربة مستهلك في شركة “مارش وورلد marchworled”، المتخصصة في مجال التسويق الإلكتروني، عن ضرورة تقديم عروض مغرية لتحميل التطبيقات الإلكترونية الخاصة بالبنوك، للتشجيع على استعماله، مع تقديم شرح مبسط من خلال التطبيق على الخطوات اللازمة لإتمام جميع العمليات البنكية عن بُعد.
وشجعت “حمدي” على تعاون البنوك مع المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، من خلال الدفع الإلكتروني، مثلما يحدث مع الأسواق الإلكترونية الكبرى مثل “سوق دوت كوم”، والتي ستشجع قطاعاً كبيراً من الجمهور على التعامل عن بُعد.
كتبت: يسرا محمود
