تنال صناعة الألعاب الإلكترونية الكثير من الاهتمام من الدول العربية حيث يتم وضع استثمارات ضخمة في سوق الألعاب الإلكترونية في مصر والشرق الأوسط
تحظى سوق الألعاب الإلكترونية في الفترة الحالية بطفرة كبيرة وتقدم هائل جعل منها صناعة رقمية تؤثر بشكل كبير في الناتج المحلي للاقتصاد في مصر ودول الشرق الأوسط. يزيد عدد مستخدمي هذه الألعاب يومًا بعد يوم، وبخصوص ذلك، ذكر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أن عدد مستخدمي ألعاب الفيديو الإلكترونية وصل 2.69 مليار لاعب في عام 2020، كما أن إيرادات صناعة الألعاب الإلكترونية بلغت حوالي 159.3 مليار دولار في جميع أنحاء العالم.
هذه الشعبية الكبيرة، والصناعة الحديثة التي تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات، تؤثر بشكل كبير على اقتصاد مصر والدول العربية، وسيكون تجاهلها أمر سلبي تمامًا على الاقتصاد العربي. نظرًا لوجود قيادة حكيمة ومؤسسات حكومية واعية، فلقد اعطت مصر والدول العربية الكثير من الاهتمام بهذه الصناعة الرقمية الحديثة ووضعت ملايين الاستثمارات لكي يكون هناك مردود قوي لها يصب في صالح المواطنين والاقتصاد المحلي على حد سواء.
سوق عالمي واهتمام قوي
مع انتشار الهواتف الذكية واتصالات الإنترنت بأسعار معقولة بين المواطنين في مختلف الدول، أصبحت الألعاب الإلكترونية واحدة من أهم وسائل الترفيه التي تجذب لها ملايين وملايين من المستخدمين. فالسوق الآسيوي يساهم بنسبة 40% من إجمالي الإيرادات العالمية لصناعة الألعاب الإلكترونية، بينما تأتي الولايات المتحدة في المركز الثاني بحوالي 244 مليون لاعب وإيرادات بلغت قيمتها 37 مليار دولار في 2020. تشير التوقعات أيضًا أن هذه الأرقام ستواصل الصعود بحيث تبلغ 3.07 مليار لاعب من حول العالم بإيرادات تفوق 1893 مليار دولار بحلول 2023.
سوق الألعاب الإلكترونية في مصر والشرق الأوسط أيضًا يساهم بشكل جيد في الناتج الإجمالي العالمي، ويضم مجموعة كبيرة من اللاعبين. يعتبر هذا السوق على وجه التحديد من أسرع الأسواق العالمية نموًا وازدهارًا.
فهناك ملايين من اللاعبين الذين يفضلون الألعاب الإلكترونية مثل ألعاب سلوتس اون لاين التي تمثل واحدة من أهم العاب الترفيه المتوفرة على الإنترنت. العاب السلوتس هذه لا تحتاج مهارة، ولكن مجرد التعرف على طريقة اللعب، كما أنها ممتعة بالنسبة لملايين من اللاعبين هواة الألعاب الإلكترونية. فوق ذلك، يحصل هؤلاء اللاعبين على جوائز مالية عند الفوز في اللعبة، كما تقدم منصات الألعاب التي توفر هذه الألعاب مكافآت للاعبين الجدد والحاليين ومزيج من الخدمات المتكاملة.
هذه الخدمات التي تقدمها منصات الألعاب الإلكترونية ساهمت أيضًا في جذب المزيد من اللاعبين وعززت من سوق الألعاب الإلكترونية في مصر والشرق الأوسط. فخلال سنوات قليلة، استحوذت هذه السوق على 3% من إجمالي الإيرادات العالمية في منتصف 2020 بمعدل نمو وصل إلى 14.5% وهو معدل سريع في حد ذاته. وصل عدد اللاعبين أيضًا في هذا العام حوالي 377 مليون لاعب، وقد حقق سوق الألعاب الإلكترونية في مصر والشرق الأوسط معدل نمو 25% مع نهاية ذلك العام.
على وجه التحديد، تعتبر مصر والسعودية والإمارات من أهم الأسواق العربية في صناعة الألعاب الرقمية. بحلول عام 2025، يشير خبراء الاقتصاد بأن تصل إجمالي هذا السوق في هذه البلاد العربية الثلاث نحو 3.14 مليار دولار، وسيصل عدد مستخدمي هذه الألعاب أكثر من 85.76 مليون لاعب بزيادة قدرها حوالي 20 مليون لاعب مقارنة بعام 2021 وزيادة الإيرادات بقيمة 1.76 مليار دولار.
تحقق مصر الكثير من النجاح في سوق الألعاب الإلكترونية، وتحظى بجمهور كبير من اللاعبين الذين وصل عددهم حوالي 38 مليون لاعب في 2021 وهو ما يمثل نسبة 59% من إجمالي عدد اللاعبين في الدول العربية البالغ 65 مليون لاعب نشط. تأتي السعودية في المركز الثاني بإجمالي 20 مليون لاعب بنسبة 30%، ثم الإمارات حوالي 7 مليون لاعب بنسبة 11%.
مع ذلك، جاءت مصر في المرتبة الأخيرة ضمن هذه الدول من حيث إيرادات سوق الألعاب الإلكترونية الإجمالي الذي بلغ 4.5 مليار دولار سنويًا، وجاءت السعودية في المرتبة الثانية بقيمة 35.9 مليار دولار، والإمارات في المرتبة الأولى بقيمة إيرادات سنوية بلغت 72.5 مليار دولار.
استثمارات ضخمة في سوق الألعاب الإلكترونية
أعطت الدول العربية الكثير من الاهتمام لصناعة الألعاب الإلكترونية وضخت ملايين من الاستثمارات من أجل النهوض بهذه الصناعة والاستفادة من المردود الخاص بها على الناتج المحلي الإجمالي وعلى المواطنين. على سبيل المثال، فلقد ضخ صندوق الاستثمارات السعودي مليارات الدولارات ضمن الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية من أجل أن يكون للمملكة دورًا محوريًا عالميًا في ريادة هذه الصناعة الحديثة وتساعد على تنويع الاقتصاد وتوفير الفرص الوظيفية للمواطنين.
مهرجان دبي للرياضات الرقمية 2022 يمثل أحد أوجه الإمارات في الاهتمام بصناعة الألعاب الإلكترونية ودعمها بشكل قوي. فلقد نظمت دبي هذا المهرجان تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم لمدة اسبوعين، وكان محور الاهتمام في المنطقة حيث استضاف بطولات في بعض الألعاب الإلكترونية مثل بطولة ببجي العالمية والقمة الافتتاحية للمهرجان وغيرها من الفعاليات القوية التي تساعد في تنشئة جيل مثقف وواعٍ وعلى دراية جيدة بكل ما هو جديد في الصناعة الرقمية الحديثة.
في مصر أيضًا تأسس اتحاد الألعاب الإلكترونية الذي حصل على موافقة لتمويل حاضنة في الألعاب الإلكترونية يشارك بها العديد من رواد الأعمال المصريين بمشاركة 5 اتحادات رياضية في المشروع مما يجعل منه مشروع تجاري اقتصادي ضخم يهدف إلى النهوض بهذه الصناعة الرقمية مما يعود بالنفع على رواد الأعمال والاقتصاد المصري والمواطنين أيضًا على حد سواء.








