عانى السياح في أوروبا ، من ارتفاع الأسعار ، وسط تمرير الشركات التكاليف المتزايدة إلى عملائها.
والآن أصبح واضعو أسعار الفائدة في البنك المركزي الأوروبي قلقين من أن موجة جديدة من التضخم في الصيف مدفوعة بالسياحة، قد تعقد جهودهم لإبقاء الأسعار تحت السيطرة.
ارتفعت تكلفة الرحلات الجوية وغرف الفنادق والعطلات بسرعة وسط اقترب القطاع، الذي أغلق بالكامل تقريبًا في 2020، من مستويات النشاط السابقة للوباء.
أدى انتعاش السياحة، التي توفر بشكل مباشر حوالي 4% من الناتج الاقتصادي للاتحاد الأوروبي وتدعم بشكل غير مباشر 10% من اقتصاده، إلى زيادة مرونة اقتصاد المنطقة، الذي توسع بنسبة 0.3% بين الربعين الأول والثاني، حسبما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
مع ذلك، فإنه هذا الانتعاش يسهم أيضًا في تضخم الخدمات، الذي بلغ 5.6% حتى يوليو، لتصل بذلك إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق وأعلى بكثير من الهدف الإجمالي للبنك المركزي لنمو أسعار المستهلكين البالغ 2%.
ألقى عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، فابيو بانيتا، اللوم في الارتفاع الأخير في أسعار الخدمات على الإنفاق “القوي” في أيام العطلات والسفر، موضحًا أنه “من المهم مراقبة هذا المكون وآثاره على مخاطر التضخم الكلي”.
تعتبر الأدلة على ارتفاع التكاليف وفيرة.
تشير البيانات الواردة من مجلس المطارات الدولي في أوروبا إلى وصول مزيد من السياح من خارج أوروبا، خاصة الولايات المتحدة، ويميل هؤلاء المسافرون لمسافات طويلة إلى إنفاق أكثر بكثير من نظرائهم المحليين بمجرد وصولهم.
أظهر استطلاع أجرته المفوضية الأوروبية للسفر، وهي هيئة تروج للسياحة في المنطقة، أن 41% من المسافرين في المنطقة يتوقعون إنفاق أكثر من 1500 يورو للفرد في العطلة الصيفية هذا العام، مقارنة بـ 33% العام الماضي.
وفي غضون ذلك، يرتفع الطلب رغم ارتفاع الأسعار.
توقعت وزيرة السياحة الإيطالية دانييلا سانتانشي تجاوز عدد السياح حاجز الـ19 مليون شخص والدخل السياحي الـ10 مليارات يورو في يوليو، رغم موجات الحر والفيضانات، التي ساعدتها على تجاوز مستويات ما قبل الوباء.
ومع ذلك، تراجعت حجوزات السائحين الإيطاليين بنسبة 1% على أساس سنوي إلى 82 مليون في أغسطس.
استقبلت اليونان 5.76 مليون سائح دولي في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، بزيادة قدرها الثلث عن العام السابق وتجاوز مستويات ما قبل الوباء، وبلغت عائدات السياحة اليونانية 1.75 مليار يورو في مايو.
استقبلت كرواتيا، التي أصبحت أحدث عضو في منطقة اليورو بانضمامها في يناير، 2.7 مليون سائح أجنبي في يونيو، بزيادة 2.8% عن العام الماضي.
تعد الصورة متفائلة بالمثل في إسبانيا، إذ أشاد وزير السياحة هيكتور جوميز بالانتعاش “الاستثنائي” بعد وصول 9.1 مليون سائح إلى البلاد في يونيو، بزيادة 10% عن العام الماضي.
ربما لا يكون هذا الاعتدال النسبي كافياً لإقناع البنك المركزي الأوروبي بإيقاف الزيادات في تكاليف الاقتراض بمجرد عودة واضعي أسعار الفائدة من عطلتهم الصيفية.
أشار البنك المركزي، الشهر الماضي، إلى أنه ربما يكون مستعدًا لإيقاف سلسلة زيادات أسعار الفائدة بشكل مؤقت في اجتماع السياسة النقدية المقرر انعقاده في 14 سبتمبر. لكن إذا ظل تضخم الخدمات مرتفعًا، فقد يكون ذلك كافيًا لإقناعهم برفع سعر الفائدة مرة أخرى.