تواجه البنوك في رابطة دول جنوب شرق آسيا حالة من انعدام اليقين بشأن محافظها للقروض، مع ظهور أدلة على استمرار التضخم الذي يدفع البنوك المركزية للامتناع عن خفض أسعار الفائدة، مما يزيد الضغط في مجال الأعمال التمويلية.
أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى مسار أبطأ نحو التيسير النقدي، مما يضع المقرضين في الكتلة المكونة من 10 أعضاء في حالة تأهب للتأثير المحتمل على العملاء الذين يسددون الدفعات، وكذلك على جهود المقرضين لإدارة المدفوعات للمودعين.
لاحظت شركة تحليل الائتمان “كريات” في أبريل أنه نظراً لـ”إصرار البنوك المركزية لرابطة دول جنوب شرق آسيا على اتباع خطى الاحتياطي الفيدرالي في استراتيجيات خفض أسعار الفائدة الخاصة بها”، فإن المؤسسات المالية في جنوب شرق آسيا تواجه أيضًا مخاطر التخلف عن السداد.
وقال الشركة إنه “الميزانيات العمومية لبنوك آسيان ستتفاقم على الأرجح خلال الأرباع الثلاثة المقبلة، بسبب تعرضها للشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في بيئة نقدية متشددة.. ومن المرجح أن تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة مشكلات في السيولة”.
هناك ثلاثة بنوك كبرى في جنوب شرق آسيا من حيث الأصول، وهي البنوك السنغافورية “دي بي إس جروب هولدينجز” و”يونايتد أوفرسيز بنك” و “أوفرسي تشاينيز بانكينج”، تشير إلى أسعار الفائدة الأمريكية عند تحديد أسعارها الخاصة، وقد حققت أرباحاً مذهلة خلال العام الماضي وسط بيئة تتسم بارتفاع تكاليف التمويل.
وقال وي إي تشيونج، الرئيس التنفيذي لـ”يونايتد أوفرسيز بنك”، خلال مؤتمر صحفي حول الأرباح يوم الأربعاء: “لا تزال البيئة العالمية غير مؤكدة، فنحن نتوقع حاليًا تخفيضات أقل في أسعار الفائدة بسبب الاقتصاد الأمريكي القوي والتضخم الرئيسي.. ومن المتوقع أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، لكننا متفائلون بحذر بشأن توقعات العام الجاري”.
وذكرت مجلة “نيكاي آسيان ريفيو” اليابانية أن المقرضين في سنغافورة يسعون إلى توضيح موقف البنك المركزي الأمريكي بشأن التيسير النقدي، والذي سيؤثر توقيته على مدى قدرتهم على تخفيف الضغط على المقترضين والحدود التي يمكنهم عندها مكافأة المودعين.
ذكر ريك ريدر، كبير مسؤولي الاستثمار للدخل الثابت العالمي بشركة الاستثمار الأمريكية “بلاك روك”، أن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أشار مؤخرًا إلى أن عدم إحراز تقدم على جبهة التضخم يتطلب إبقاء أسعار الفائدة عند مستويات مقيدة لفترة أطول مما كان متوقعًا في السابق.
وقال ريدر إن “بنك الاحتياطي الفيدرالي يستطيع التحلي بالصبر في خفض أسعار الفائدة من المستويات المقيدة، وربما يُؤجل بدء التخفيضات حتى سبتمبر أو ديسمبر”.








