قفزت تسجيلات السيارات الكهربائية صينية الصنع في أوروبا بنسبة 23% بين يناير وأبريل مقارنة بالفترة المقابلة من العام السابق، رغم التهديد بفرض رسوم جمركية أعلى على واردات السيارات العاملة بالبطاريات من البلاد.
تشير شركة “شميدت أوتوموتيف ريسيرش”، التي تحلل مبيعات السيارات العاملة بالبطاريات في أوروبا إلى أنه جرى تسجيل إجمالي 119,300 سيارة كهربائية صينية الصنع في أوروبا الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة، في الأشهر الأربعة الأولى من 2024، وهو ما يمثل واحدة من كل خمس سيارات كهربائية مستوردة إلى المنطقة.
قال ماتياس شميدت، مؤسس شركة تحليل البيانات، إن “شركات صناعة السيارات تواصل إنتاج السيارات من الصين، لأنها توفر أفضل فرصة لتحقيق الربح من السيارة الكهربائية في الوقت الحالي”.
أصبح الاتحاد الأوروبي السوق المفضلة للمصدرين الصينيين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه يفرض تعريفة بنسبة 10% على واردات السيارات الكهربائية من الصين، كما فرضت الولايات المتحدة الشهر الماضي تعريفة جمركية بنسبة 100% على السيارات.
وشكلت العلامات التجارية الغربية واليابانية المصنعة في الصين، بما فيها “تسلا” و”فولكس واجن” و”هوندا”، 54% من إجمالي السيارات الكهربائية صينية الصنع المسجلة في الأشهر الأربعة الأولى، بينما شكلت العلامات التجارية الصينية مثل “إم جي” و”بي واي دي” الباقي.
لاشك أن تصنيع السيارات في الصين أرخص .. الأمر الذي دفع العلامات التجارية الغربية مثل “تسلا” و”رينو” إلى تصنيع سيارات كهربائية في السوق هناك ثم استيرادها إلى أوروبا، حسب ما نقلته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
فعلى سبيل المثال، قدر المحللون في بنك “يو بي إس” العام الماضي أن “بي واي دي” تتمتع بميزة التكلفة بنسبة 25% على شركات صناعة السيارات القديمة.
إضافة إلى المخاوف بشأن الانتقام بين شركات صناعة السيارات الغربية التي تعتمد على السوق الصينية، فإن أهمية البلاد كمركز تصنيع ومصدر جيد للأرباح دفعت المدراء التنفيذيين للسيارات إلى التحذير من ارتفاع التعريفات الجمركية على واردات السيارات الكهربائية على مستوى العالم.
تحدث رؤساء شركات صناعة السيارات العالمية، بدءاً من “تسلا” التي يملكها إيلون ماسك إلى “مرسيدس” و”فولكس واجن”، في الأشهر الأخيرة ضد الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات الصينية الصنع في الولايات المتحدة وأوروبا، خوفا من تقديم الصين انتقامًا مدمرًا.
رغم المخاوف المنتشرة بين المدراء التنفيذيين لشركات صناعة السيارات الأوروبية بشأن هجمة السيارات الكهربائية الصينية، يتوقع العديد من المحللين أن يتباطأ نمو الواردات من البلاد في المستقبل.
وقال مايكل تيندال، محلل السيارات في بنك “إتش إس بي سي”، إن الوعي المحدود للمستهلكين الأوروبيين بالعلامات التجارية الصينية من المرجح أن يؤدي إلى إبطاء مكاسب حصتهم في السوق، موضحًا أن “ما يشتريه الأوروبيون وما يصنعه الصينيون، لا يتداخلان بالضرورة”.








