تواجه صناعة الألماس في الهند أزمة متصاعدة بعد فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية جديدة على وارداتها من الألماس المصقول، وذلك بالتزامن مع تراجع ملحوظ في الطلب داخل السوق الأمريكية، التي تُعد أكبر مستهلك عالمي للأحجار الكريمة.
وبحسب تقرير لصحيفة “تايمز أوف إنديا”، بدأت الضغوط تتزايد على صناعة الألماس الهندية منذ أبريل الماضي، بعدما فرضت الولايات المتحدة تعريفة جمركية بنسبة 10% على الألماس المستورد من الهند، وقد انعكس هذا القرار سلباً على صادرات الألماس المصقول، حيث تراجعت حصة السوق الأمريكية من إجمالي الصادرات الهندية من 37% في الربع الأول من عام 2024 إلى 24% فقط خلال الفترة نفسها من العام المالي الجاري.
وقال راهول جوها، المدير الأول في وكالة “كريسيل” للتصنيفات الائتمانية – وهي وكالة هندية رائدة في مجال التصنيف الائتماني والتحليلات المالية والاقتصادية – إن هذا التراجع يعود إلى انخفاض مشتريات تجار التجزئة في السوق الأمريكية عقب فرض الرسوم، إلى جانب حالة الركود العام في الطلب على الألماس الطبيعي داخل الولايات المتحدة.
وحذّر جوها من أن إيرادات مصقّلي الألماس في الهند قد تتراجع بنسبة تتراوح بين 20 و25% خلال العام المالي الحالي، لتستقر بين 10 و11 مليار دولار، إذا استمر الوضع الراهن.
وأوضح التقرير أن الخطورة تكمن في أن مصانع صقل الألماس الهندية تعمل بهوامش ربحية ضئيلة لا تتجاوز 4–5%، ومع ارتفاع التكاليف الناتجة عن الرسوم، تصبح قدرتها محدودة على استيعاب الزيادة السعرية، مما قد يؤدي إلى انتقال تآكل الهوامش تدريجياً إلى شركات التعدين والموزعين وتجار التجزئة.
وفي تصعيد أثار قلق القطاع، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 30 يوليو فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على الواردات الهندية، ضمن حزمة أوسع شملت عقوبات مرتبطة بمشتريات الهند للنفط الروسي؛ الأمر الذي أثار مخاوف واسعة لدى العاملين في قطاع الأحجار الكريمة والمجوهرات من اضطرابات فورية في السوق.
ورغم التحديات، يُبدي قادة القطاع في الهند قدراً من التفاؤل، مستندين إلى توسّع نيودلهي مؤخراً في شبكة اتفاقيات التجارة الحرة مع كل من المملكة المتحدة وأستراليا والإمارات، والتي يُنظر إليها باعتبارها صمام أمان يحد من اعتماد الهند على السوق الأمريكية، وقد يجعل الولايات المتحدة تتحمّل أثماناً اقتصادية أكبر على المدى الطويل.
ويتزامن ذلك مع استمرار تراجع الطلب من السوق الصينية على الألماس الطبيعي، وهو ما يمثل ضربة إضافية للصادرات الهندية، في وقت تشتد فيه المنافسة داخل السوق الأمريكية من الألماس المصنع مخبرياً (LGD).
وقد أسهمت هذه العوامل مجتمعة في تفاقم ضعف أداء الصادرات خلال العام المالي الجاري، على الرغم من الجهود المكثفة التي بذلها المصنعون في الربع الأخير من العام الماضي لتجنّب الرسوم الجمركية، بما في ذلك تسريع الشحنات وخفض الأسعار بشكل محدود لتحفيز الطلب.








