أشعلت صفقة تخارج اتحاد العاملين المساهمين بالشركة الشرقية للدخان «إيسترن كومبانى» من كامل حصته البالغة نحو 5.2% لصالح مستثمر استراتيجى، بقيمة تجاوزت 6 مليارات جنيه، تعاملات البورصة خلال الجلسات الأخيرة، بعدما فتحت شهية المؤسسات العربية لضخ سيولة قوية فى السوق، لترسخ قناعتها بأن مصر تمثل الوجهة الأكثر أماناً لاستثماراتها فى المنطقة.
وقال ياسر المصري، العضو المنتدب لشركة العربي الأفريقي لتداول الأوراق المالية، إن المؤسسات العربية ضاعفت استثماراتها بالبورصة استناداً إلى قربها الجغرافي من مصر وطبيعة العلاقات الاقتصادية، بجانب التوقعات المتداولة بتراجع سعر الدولار أمام الجنيه، بما يوفر لها مكاسب مزدوجة من الاستثمار بالأسهم ومن فروق أسعار الصرف.
وأشار إلى أن المستثمرين الأجانب مازالوا متحفظين تجاه السوق المصري، ويميلون إلى توجيه استثماراتهم لأسواق أكثر استقراراً وسط التوترات الجيوسياسية الإقليمية.
بالتوازي مع صفقة الشرقية للدخان، صعّد جهاز «مستقبل مصر للتنمية المستدامة» نشاطه عبر الاستحواذ على حصص جديدة بشركات مدرجة، ما ساعد في تدفق السيولة نحو أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة على حساب القياديات.
ورفع الجهاز حصته في «المنصورة للدواجن» من 4.77% إلى 22.54%، إلى جانب استحواذه على 4.5% من رأسمال «الدولية للصناعات الطبية – إيكمي»، وهو ما جذب اهتمام شريحة واسعة من المستثمرين الأفراد وحوّل أنظارهم عن الأسهم الكبرى.
وقال محمد فاروق مسعود، إن موجة الاستحواذات وزيادات رؤوس الأموال في الشركات المتوسطة والصغيرة كانت وراء النشاط اللافت لتلك الشريحة من الأسهم، في حين مازالت أسهم قطاعات مثل العقارات والخدمات المالية غير المصرفية تتحرك في نطاقات ضيقة.
وأضاف أن الطروحات الحكومية المرتقبة مطلع أكتوبر المقبل، والمتوقع أن تستقطب تدفقات قوية من صناديق الملكية الخاصة، ستضيف زخماً جديداً للسوق، خاصة مع إشارات على هدوء نسبي في الأوضاع الجيوسياسية بالمنطقة.
واصل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX30 تسجيل قمم تاريخية جديدة، مرتفعاً 0.77% ليغلق عند 36,670 نقطة، بدعم من سيولة قوية بلغت 6.2 مليار جنيه هي الأعلى منذ فترة طويلة.
وصعد مؤشر EGX33 بنسبة 1.04% ليسجل 3657 نقطة، كما ارتفع مؤشر EGX70 للشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 0.53% عند مستوى 11,018 نقطة، وزاد مؤشر EGX100 بنسبة 0.57% إلى 14,609 نقطة.
وأوضح أحمد ناشي، رئيس قسم التحليل الفني بشركة «سي أف آي» لتداول الأوراق المالية، أن الأداء المتباين للقطاعات يعكس قوة الاتجاه الصاعد، مشيراً إلى أن قطاع الأسمدة والبتروكيماويات كان الأبرز خلال آخر جلستين، إلى جانب تحسن واضح في قطاعات الموارد الأساسية والبنوك، فضلاً عن عودة أسهم الأدوية والعقارات إلى دائرة الصعود، وأكد أن هذا التنوع في الأداء يعزز استهداف المؤشر الرئيسي لمستوى 37 ألف نقطة في الأجل القريب.
وسجلت السوق تداول 1.592 مليون سهم من خلال 128 ألف عملية على 218 ورقة مالية، ارتفع منها 99 سهماً، وتراجعت أسعار 93 سهماً، بينما استقرت أسعار 26 سهماً، ليصل رأس المال السوقي إلى 2.585 تريليون جنيه.
واتجه المصريون للبيع بصافي 6.3 مليار جنيه مستحوذين على 70.46% من التعاملات، فيما قادت المؤسسات العربية مشهد الشراء بصافي 6.2 مليار جنيه بنسبة 27.29%، بينما بلغ صافي مشتريات الأجانب 129.4 مليون جنيه بنسبة 2.25%. وسجلت المؤسسات 63.5% من التعاملات مقابل 36.4% للأفراد.








