نسعى لتحويل جزء كبير من صادرات الخام إلى مشغولات لتحقيق قيمة مضافة أعلى
تسعى شركة «كريستيان» للمعادن الثمينة إلى زيادة إنتاجها من المشغولات الذهبية إلى ما بين 6 و8 آلاف قطعة سنويًا خلال 2026، مع التركيز على رفع القيمة المضافة للمنتجات، وتطوير التصميمات لتواكب الاتجاهات العالمية، وتوسيع قاعدة التصدير لأسواق جديدة.
وقال إيهاب واصف، رئيس مجلس إدارة الشركة، إن «كريستيان» وضعت خطة تستند إلى تحديث شامل لعمليات الإنتاج وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في التصنيع مع الحفاظ على الطابع الحرفي لصناعة الذهب، مؤكدًا أن الشركة تعمل على ابتكار تصميمات خفيفة الوزن بهدف الحفاظ على الأسعار في متناول المستهلكين دون الإخلال بجودة القطع أو مظهرها الجمالي.
وأوضح واصف لـ«البورصة» أن التوسع في إنتاج عيار 18 يأتي ضمن خطة الشركة لمواكبة تغيرات السوق بعد الارتفاع الكبير في أسعار الذهب.
أشار إلى أن السوق المحلي يعتمد في الأساس على عياري 18 و21، لكن الطلب على عيار 18 تزايد بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة نتيجة رغبة المستهلكين في الحصول على مشغولات أنيقة وبأسعار مناسبة.
وأضاف أن الشركة تولي اهتمامًا كبيرًا بتنمية المهارات البشرية وتطوير بيئة العمل، حيث تنفذ خطة تدريب سنوية شاملة للعاملين تتضمن سفر فرق الإنتاج مرتين سنويًا إلى المعارض الدولية المتخصصة لمتابعة أحدث التقنيات العالمية في التصميم والتصنيع ونقل الخبرات إلى السوق المصري، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة أسهمت في تطوير خطوط الإنتاج وتحسين جودة المشغولات الذهبية المصرية.
وأكد أن صناعة الذهب تعتمد بدرجة أساسية على العنصر البشري الماهر، بينما تأتي الماكينات كعامل مساعد لرفع الدقة والجودة، موضحًا أن الشركة تعمل على زيادة العمالة الفنية المدربة بالتوازي مع خطط التوسع في الإنتاج والتصدير.
وأشار واصف إلى أن صادرات «كريستيان» من المشغولات الذهبية شهدت تراجعًا طفيفًا خلال العام الجاري مقارنة بالعام السابق، نتيجة ارتفاع الأسعار عالميًا وهدوء الطلب في بعض الأسواق الخارجية.
وأضاف أن الشركة تعمل على تحويل جزء كبير من صادرات الذهب الخام إلى مشغولات نهائية لزيادة القيمة المضافة وتعظيم العائد الاقتصادي من الصناعة، تبدأ من التصميم، مرورًا بالتصنيع والتشطيب، وصولًا إلى التسويق الخارجي، وهو ما يخلق آلاف فرص العمل ويدعم الاقتصاد المحلي.
وأكد رئيس مجلس الإدارة أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا أكبر في الأسواق الأوروبية، حيث تعمل الشركة على دراسة أذواق المستهلكين في تلك الأسواق لتقديم منتجات خفيفة الوزن وعالية القيمة تتناسب مع متطلبات العملاء.
وأضاف أن السوق الأمريكي يُعد من الأسواق الواعدة بالنسبة للمشغولات المصرية، خاصة في ظل وجود جاليات مصرية وعربية كبيرة يمكن أن تسهم في خلق طلب حقيقي على الذهب المصري.
وكشف واصف أن شركة «كريستيان» تعد من الجيل الرابع في صناعة الذهب، وتمتلك مصنعين رئيسيين في مصر وتركيا، بالإضافة إلى مكاتب تمثيل في لبنان والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار إلى أن تأسيس المصنع في تركيا عام 2019 كان خطوة استراتيجية مهمة، إذ أتاح للشركة فرصة الاطلاع عن قرب على منظومة التصدير العالمية والقوانين المنظمة للتجارة الدولية
وأكد أن وجود الشركة في تركيا ساعدها على تحليل الطلب العالمي على المشغولات الذهبية ونقل هذه الخبرات إلى مصنعها في مصر.
وأضاف أن الشركة التركية التابعة لكريستيان نجحت خلال فترة قصيرة في تحقيق انتشار واسع وحصلت على جائزة أفضل شركة مصدّرة لعام 2023 في السوق التركي.
ولفت واصف إلى أن مصنع الشركة في مصر يُعد أول مصنع محلي يُنشئ قسمًا متخصصًا في الأبحاث وتطوير الإنتاج ، يعمل على تطوير التصميمات الجديدة بدءًا من الفكرة على الورق وحتى تنفيذ العينة النهائية.
وأشار إلى أن صادرات مصر من الذهب ارتفعت إلى 7 مليارات دولار خلال أول 9 أشهر من عام 2025، بما يعادل 7% من مستهدفات التصديرية البالغة 100 مليار دولار سنويًا.
وأوضح أن مصانع الذهب ستركز خلال المرحلة المقبلة على زيادة صادرات المشغولات النهائية بدلاً من تصدير الخام لتعظيم القيمة المضافة وخلق فرص عمل جديدة.
وأوضح أن قطاع الذهب المصري يضم أكثر من 3 آلاف ورشة ومصنع، منها ورش صغيرة ومتوسطة تعمل تحت مظلة الاقتصاد الرسمي، في حين لا تزال بعض الورش خارج المنظومة الرسمية.
وأكد أن شعبة الذهب باتحاد الصناعات تسعى خلال الدورة الحالية إلى دمج هذه الورش تدريجيًا في الاقتصاد الرسمي من خلال إجراءات مرنة وتشجيعية، لضمان حماية العاملين وزيادة الشفافية وتعظيم العائد الاقتصادي للقطاع.








