اقتنصت مصر، المركز الثالث في قائمة أكبر مورّدي الأسمدة الفوسفورية في العالم، بعد الصين والمغرب، ضمن دراسة علمية حديثة.
أظهرت الدراسة، التي أعدها باحثون من جامعة هارفارد وهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، وعُرضت ضمن مؤتمر NetSciX 2026 الدولي حول علوم الشبكات في نيوزيلندا، أن مصر تستحوذ على نحو 15% من صادرات الأسمدة الفوسفورية من فئة المنتجات الرابعة، وتغطي احتياجات 35 دولة حول العالم.
وأشارت النتائج، إلى أن مصر تُصنف ضمن الدول القليلة التي تجمع بين أنشطة التعدين والتحويل والتصدير، ما يجعلها من المراكز الأساسية في السوق العالمي للفوسفور.
وجاءت الصين في المركز الأول بحصة تبلغ 23% من إجمالي الصادرات، تليها المغرب بنسبة 21%، ثم مصر في المركز الثالث بنسبة 15%، فيما جاءت إسرائيل رابعة بـ12%، وتونس وهولندا في المراتب التالية بحصص أقل من 5%.
وأوضحت الدراسة أن هذه الدول الست تتحكم مجتمعة في أكثر من 80% من الإمدادات العالمية للأسمدة الفوسفورية.
وبلغت قيمة صادرات مصر من الأسمدة الفوسفاتية إلى مختلف دول العالم خلال أول سبعة أشهر من 2025 نحو 247.36 مليون دولار، وفقًا لبيانات صادرة عن قاعدة بيانات التجارة الأمريكية.
وسجلت الصادرات في الشهر الأول نحو 27.1 مليون دولار، لترتفع في الشهر التالي إلى 33.8 مليون دولار، ثم واصلت الصعود إلى 46.4 مليون دولار في الشهر الثالث.
وخلال الشهر الرابع حققت قيمة التجارة نحو 61.8 مليون دولار، لتسجل أعلى مستوى خلال 2025، قبل أن تتراجع في الشهر الخامس إلى 53 مليون دولار تقريبًا.
وفي يونيو ويوليو، بلغت القيمة نحو 11.6 مليون دولار و13.6 مليون دولار على الترتيب، لتختتم مصر الأشهر السبعة بإجمالي تجاوز 247 مليون دولار من صادرات الأسمدة الفوسفاتية المصرية.
واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات الفترة من عام 2001 إلى بداية 2025، باستخدام قواعد بيانات من “Harvard Growth Lab” و”USGS” و”FAO”، لتتبع تدفقات الفوسفور عبر مراحل التعدين والتحويل والتجارة والاستهلاك. وشملت التحليلات خمسة أنواع من المنتجات الفوسفورية، لقياس حجم الاعتماد المتبادل بين الدول المنتجة والمستوردة.
وأشارت النتائج إلى أن دول التعدين الكبرى، مثل المغرب ومصر، تقوم أيضًا بدور المحوّل والمصدّر، في حين تلعب دول أوروبية مثل ألمانيا وهولندا دور مراكز التجارة والتصنيع المتقدم رغم افتقارها للاحتياطيات المحلية. أما الدول المستهلكة الرئيسة، وفي مقدمتها تركيا والهند والبرازيل وبنغلاديش، فتعتمد بدرجة كبيرة على الواردات لتأمين احتياجاتها الزراعية.
حذّرت الدراسة من أن تركز الإنتاج في عدد محدود من الدول يجعل السوق عرضة لمخاطر اضطرابات سلاسل الإمداد العالمية، ودعت إلى تنويع مصادر التوريد وتعزيز الشفافية في تجارة الأسمدة الفوسفورية لضمان العدالة في الوصول إليها، باعتبارها موردًا استراتيجيًا لا بديل له لتحقيق الأمن الغذائي العالمي.








