تخطط شركة «وان أوف وان» للتطوير العقاري، لضخ استثمارات تصل إلى مليار جنيه خلال عام 2026 في أعمال الإنشاءات، ضمن خطتها لرفع معدلات التنفيذ بمشروعاتها الجارية.
قال المهندس مصطفى صلاح، الرئيس التنفيذي للشركة، إن «وان أوف وان» تستهدف خلال السنوات الخمس المقبلة إطلاق أربعة مشروعات رئيسية، تم البدء في تنفيذ اثنين منها بالفعل، وهما مشروع «Bridges» بمدينة الشيخ زايد ومشروع «Grounds» بالتجمع السادس في القاهرة الجديدة.
أضاف أن الشركة تنطلق في السوق المصري بمحفظة أراضٍ تمتد على مساحة 200 فدان في مناطق متميزة شرق وغرب القاهرة، تشمل 10 أفدنة في الشيخ زايد لمشروع «Bridges»، و50 فدانًا بالتجمع السادس لمشروع «Grounds»، إلى جانب 65 فدانًا في زايد الجديدة و75 فدانًا بمنطقة سفنكس الجديدة.
وأشار صلاح إلى أن الشركة تستهدف عوائد استثمارية تُقدّر بنحو 150 مليار جنيه خلال فترة 8 سنوات من إجمالي المشروعات الأربعة، مؤكدًا أن خطة الإطلاق والتنفيذ تتم وفق رؤية مدروسة تراعي متغيرات السوق والطلب الفعلي.
20 مليار جنيه مبيعات مستهدفة لمشروع “Bridges” غرب القاهرة
وتابع أن مشروع “Bridges” يمتد على مساحة 10 أفدنة في موقع استراتيجي متميز بمحور 26 يوليو في مدينة الشيخ زايد، ليشكّل إحدى أبرز الوجهات التجارية والإدارية الفندقية في المنطقة، بما يقدمه من مزيج متكامل من الخدمات والمرافق.
ويضم المشروع أكثر من 200 وحدة تجارية ومطاعم متنوعة، إلى جانب 250 عيادة طبية مجهزة بأحدث التقنيات، و600 مكتب إداري تم تصميمها لتناسب احتياجات الشركات ورواد الأعمال، فضلاً عن فندق فاخر يقدم خدمات ضيافة متكاملة لرجال الأعمال والزوار.
أضاف أن مكتب “Raef Fahmi Architects” يتولى أعمال التصميم المعماري للمشروع بما يعكس رؤية حديثة تجمع بين الفخامة والوظيفية والتكامل في الاستخدامات.
ويمثل المشروع، إحدى الركائز الأساسية في استراتيجية الشركة للتوسع غرب القاهرة، بإجمالي مبيعات مستهدفة بين 15 و20 مليار جنيه، على أن تحقق المرحلة الأولى منه مبيعات تُقدّر بنحو 6 مليارات جنيه.
أضاف أن “Bridges” يأتي استجابةً للطلب المتزايد على المجتمعات التجارية والإدارية المتكاملة، خاصة في المناطق ذات النمو السريع مثل الشيخ زايد ومحور 26 يوليو، مشيرًا إلى أن الشركة حرصت على أن يتماشى تصميم المشروع مع معايير الاستدامة الحديثة وتوفير بيئة عمل راقية تدعم الإنتاجية والرفاهية في آن واحد.
أما مشروع “Grounds”، فيقع في قلب التجمع السادس بالقاهرة الجديدة على الطريق الدائري الأوسطي، ويمتد على مساحة 50 فدانًا ليقدّم نموذجًا متميزًا لمجتمع عمراني متعدد الاستخدامات يجمع بين الوحدات السكنية الفاخرة والإدارية المرنة والتجارية الحديثة.
وتم تطوير المخطط الرئيسي للمشروع بالتعاون مع شركة EDSA الأمريكية، فيما تولت شركة Innovation Design Studio أعمال التصميم المعماري، ليخرج المشروع برؤية مبتكرة مستوحاة من الطراز البيوفيلي الذي يربط الإنسان بالطبيعة، ويعزز من مفهوم الاستدامة البيئية والرفاهية المعيشية.
ويهدف التصميم إلى خلق بيئة صديقة للمشاة، توفر تجربة سكنية وإنسانية متكاملة من خلال تناغم المساحات الخضراء والممرات المفتوحة مع المناطق التجارية ومكاتب العمل المرنة، بما يضمن للسكان والزوار تجربة تجمع بين الخصوصية، والتواصل الاجتماعي، والمسؤولية البيئية.
أكد صلاح أن مشروع «Grounds» يعكس توجه الشركة نحو تقديم مجتمعات عمرانية جديدة تراعي معايير التنمية المستدامة وتقدم حلولاً مبتكرة في التصميم والاستخدامات، مشددًا على أن الشركة تضع احتياجات السوق المحلي وتغيرات الطلب العقاري في صميم خططها لضمان تحقيق قيمة مضافة حقيقية للسوق المصري.
أضاف أن الشركة تستعد لطرح المرحلة الأولى من مشروع «Grounds» خلال الأيام القليلة المقبلة، بمبيعات مستهدفة تقترب من 7 مليارات جنيه، من إجمالي مبيعات مخططة تتجاوز 30 مليار جنيه لكامل المشروع.
ويمثل المشروع إحدى أهم الخطوات في خطة الشركة للتوسع في شرق القاهرة، باعتباره مجتمعاً عمرانياً متكاملاً يجمع بين الاستخدامات السكنية والإدارية والتجارية، بما يلبي احتياجات شريحة واسعة من العملاء.
ومن المقرر أن يبدأ تسليم مشروع «Bridges» خلال ثلاث سنوات ونصف السنة من الآن، بينما سيبدأ تسليم مشروع «Grounds» خلال أربعة أعوام، في إطار خطة تنفيذ دقيقة توازن بين جودة التنفيذ والالتزام بالمواعيد الزمنية المحددة.
وشدد الرئيس التنفيذي على أن فلسفة الشركة تقوم على تقديم تجربة معيشية متكاملة ومتفردة، تتجاوز المفهوم التقليدي للمشروعات العقارية، إذ لا تركز فقط على المنتج العقاري، بل تسعى إلى خلق أسلوب حياة يعكس هوية مميزة وتجربة راقية لعملائها، وهو ما يجعل مشروعاتها مختلفة عن المنافسين في السوق المصري.
أوضح صلاح أن الشركة تبنّت منذ تأسيسها هيكلاً مؤسسياً متطوراً، حيث تم تأسيسها كشركة قابضة تضم تحت مظلتها شركات متخصصة في التطوير، والإدارة، والتسويق، والخدمات، بما يضمن التكامل في منظومة العمل.
وأضاف أنها تطبق سياسات حوكمة صارمة تعتمد على الشفافية، والمساءلة، وسرعة اتخاذ القرار، تمهيداً لطرح أسهمها في البورصة المصرية مستقبلاً ضمن خطة توسعية مدروسة تهدف إلى تعزيز الثقة وجذب المزيد من الاستثمارات.
كشف صلاح، عن توجه الشركة نحو التوسع في القطاع الفندقي خلال الفترة المقبلة، من خلال إطلاق فندق مخصص لرجال الأعمال يقدم تجربة ضيافة عصرية مختلفة عن النمط التقليدي، تركز على جودة الخدمة وسهولة الوصول.
وأوضح أن المشروع الجديد يستهدف سد الفجوة في خدمات الضيافة الفندقية بعدد من المحافظات المصرية التي تمتلك مقومات سياحية قوية لكنها تفتقر إلى بنية تحتية فندقية متطورة.
وأكد صلاح أن التوسع في هذا القطاع يأتي انسجاماً مع رؤية الدولة لدعم الاستثمار في السياحة والبنية التحتية، مشيراً إلى أن الشركة تعمل على إعداد دراسة شاملة لتحديد المواقع ذات الأولوية لإنشاء تلك الفنادق، مع التركيز على المناطق الإقليمية الصاعدة التي تشهد نشاطاً اقتصادياً وسياحياً متزايداً.
وأوضح أن «وان أوف وان» تضع رضا العملاء والاستدامة في مقدمة أولوياتها، وتسعى إلى بناء مشروعات تُسهم في تحقيق قيمة مضافة للسوق العقاري المصري من خلال التصميم المبتكر، والإدارة المحترفة، والالتزام بمعايير الجودة العالمية.
وتتبنى الشركة خطة توسعية شاملة تستهدف تنويع محفظة أعمالها لتشمل قطاعات جديدة إلى جانب النشاط العقاري، في خطوة تعكس رؤيتها الاستراتيجية للتحول إلى مجموعة استثمارية متكاملة متعددة الأنشطة.
التوسع في قطاعات الزراعة والصناعة والتعليم
أوضح صلاح أن الخطة الجديدة تتضمن الدخول في قطاعات الزراعة والصناعة والتعليم، وذلك في إطار توجه الشركة نحو خلق منظومة اقتصادية مستدامة تدعم التنمية وتحد من المخاطر المرتبطة بالاعتماد على قطاع واحد فقط.
وأشار إلى أن هذا التوجه يأتي انسجامًا مع رؤية الدولة المصرية للتنمية الشاملة، التي تركز على التكامل بين القطاعات الإنتاجية والخدمية لتحقيق نمو متوازن ومستدام.
وتسعى الشركة من خلال هذه الخطوة إلى المساهمة في دعم الاقتصاد الوطني عبر ضخ استثمارات حقيقية في قطاعات حيوية، موضحًا أن قطاع الزراعة يمثل ركيزة أساسية للأمن الغذائي المصري، فيما يفتح قطاع التعليم آفاقًا جديدة لتأهيل الكوادر الشابة، أما الصناعة فتمثل قاعدة للتوسع في الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
وتعتمد “وان أوف وان” في تمويل مشروعاتها على رأس المال الذاتي ومساهمات الشركاء والمستثمرين، دون اللجوء إلى الاقتراض البنكي، مشيرًا إلى أن هذا النهج يعزز الاستقرار المالي للشركة ويمنحها مرونة أكبر في اتخاذ القرارات التوسعية دون أعباء تمويلية.
أضاف أن الاعتماد على التمويل الذاتي يعكس ثقة المساهمين في استراتيجية الشركة وقدرتها على تحقيق عوائد قوية ومستدامة على المدى الطويل.
وفيما يتعلق بتقييمه لأداء السوق العقارية المصرية، أوضح الرئيس التنفيذي أن السوق تمر حاليًا بمرحلة استقرار صحي وطبيعي بعد فترة من الارتفاعات المتسارعة وغير المبررة في الأسعار خلال السنوات الماضية.
أضاف أن حركة البيع عادت إلى وتيرة منطقية ومتوازنة تعكس الطلب الحقيقي من العملاء الجادين، مشيرًا إلى أن الشركات الجادة التي تقدم منتجًا عالي الجودة وبأسعار مدروسة ما زالت تحقق نتائج قوية.
وأضاف أن تحسن المؤشرات الاقتصادية الكلية في مصر، وعلى رأسها تراجع معدلات التضخم وانخفاض أسعار الفائدة، بدأ ينعكس بشكل إيجابي على القطاع العقاري، متوقعًا أن يشهد السوق انتعاشة قوية خلال عامي 2025 و2026 مدعومة باستقرار سعر الصرف وتنامي الثقة الاستثمارية.
أكد صلاح أن السوق المصري ما زال من أكثر الأسواق العقارية جاذبية في المنطقة بفضل الطلب الحقيقي القائم على احتياجات سكنية فعلية، إلى جانب استمرار برامج التنمية العمرانية الكبرى التي تقودها الدولة، مثل مشروعات العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة ومدن الصعيد الجديدة.
