واصلت سوق الأسهم السعودية تراجعها، بعدما سجلت أمس أطول سلسلة خسائر يومية في شهرين، متأثرةً بضغوط من أسهم البنوك والطاقة ونتائج فصلية متباينة للشركات المدرجة، إلى جانب موجة بيع عالمية وتأجيل تعديلات تنظيمية كانت مرتقبة نهاية العام.
ترى ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، أن المعنويات متأثرة لأن موسم النتائج، عدا ما يخص القطاع المصرفي، لم يكن بالقوة المتوقعة، وهو يأتي في ظل هبوط للأسواق العالمية وكذلك تأجيل تحرير ملكية الأجانب الذي كان مرتقباً بنهاية العام.
من جانبه، قال أحمد كمال، مدير الاستثمار في “أزيموت للاستثمارات”، إن السوق السعودية اجتذبت تدفقات كبيرة من أسواق المنطقة، خصوصاً الإمارات، في أعقاب الحديث عن رفع حدود ملكية الأجانب، لكن هذه السيولة عادت أدراجها بعد تأجيل الخطوة للعام المقبل.
وأضاف، خلال مقابلة مع “الشرق”، أن “هناك تفضيل الآن للأسهم ذات آفاق النمو الكبيرة مثل أسهم القطاع الاستهلاكي، نظراً لارتباطها بالنمو السكاني، وكذلك أسهم البنية التحتية”.
استقرار في أرباح الشركات
قالت سالم إن “نتائج الشركات المعلنة حتى الآن تُظهر نمواً بنسبة 0.6% فحسب، وهي نسبة طفيفة ما يؤثر أيضاً على معنويات المستثمرين”.
“هناك تفاعل حذر مع هبوط الأسواق العالمية. وهناك أيضاً تأثير للتصريحات الأخيرة بشأن تأجيل تعديل حدود ملكية الأجانب إلى العام الجديد وإلغاء المستثمر المؤهل ما أدى لحالة من التخارج لبعض المستثمرين والانتظار والترقب للبعض الآخر” على حد قولها.
انخفض المؤشر العام “تاسي” بنسبة 0.8% إلى 11305 نقطة في التعاملات المبكرة، مع هبوط قطاعي البنوك والطاقة. وانخفضت أيضاً أسهم قيادية مثل “سابك” و”أكوا باور” اللتين أعلنتا نتائج دون التوقعات في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
النتائج تدعم سهم “صافولا”
أعلنت مجموعة “صافولا”، التي تنشط في قطاعي الأغذية والتجزئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، زيادة أرباحها الفصلية بأكثر من الضعف متجاوزة توقعات المحللين خلال الربع الثالث من 2025، مدعومةً بعكس مخصصات الزكاة عن سنوات سابقة، وتحسّن الأداء التشغيلي في قطاعاتها الرئيسة.
خلال مداخلة مع “الشرق”، أشار ماجد الخالدي، المحلل المالي الأول في صحيفة “الاقتصادية”، إلى استفادة الشركة من إعادة الهيكلة التي أجرتها العام الماضي بالتخارج من شركة “المراعي” وتقليص ديونها.
وأضاف أن ذلك “عزز صافي الربح بمبالغ كان من المفترض أن توجه لسداد فوائد للديون، لكن تم تسديدها في وقت سابق من خلال إعادة الهيكلة”.
ارتفع سهم الشركة نحو 3% في التعاملات المبكرة بعد إعلان النتائج. وتقول سالم إن تفاعل المستثمرين مع النتائج في هذه المرحلة يظل مقتصراً على أسهم الشركات المعنية دون أن يمتد أثره بشكل ملحوظ إلى المؤشر العام.








