تستهدف شركة أوبو مصر، توطين التكنولوجيا وتقديم حلول متقدمة تتناسب مع طبيعة السوق المصري.
قالت رغدة عامر، مديرة العلاقات العامة في شركة أوبو مصر، إن استراتيجية الشركة في السوق المصري لعام 2026 تقوم على ثلاثة محاور رئيسية هي الابتكار، والارتقاء بالتجربة الذكية، والتوسع في قنوات البيع.
أضافت لـ”البورصة”، أن رؤية “أوبو” تستند إلى فلسفة “التكنولوجيا من أجل البشرية، واللطف للعالم”، وهي رؤية تعكس التزام الشركة بتقديم تكنولوجيا هادفة تجعل حياة الناس أسهل، إلى جانب تعزيز المسؤولية المجتمعية والاستدامة.
وأوضحت أن الشركة تعمل على ترسيخ وجودها في الفئات العليا والمتوسطة من خلال سلاسل مثل Reno، مع توسيع شبكة الدعم الفني وتحسين تجربة ما بعد البيع لضمان رضا المستهلكين.
أكدت عامر أن أداء الشركة خلال عام 2025 كان جيدًا ومطمئنًا رغم تحديات السوق، لافتة إلى أن “أوبو” تمكنت من الحفاظ على موقعها التنافسي بفضل مرونة استراتيجيتها وتنوع منتجاتها.
وتابعت: “اتخذنا خطوة محورية بافتتاح أول مصنع لنا في مصر، وهي ليست مجرد توسعة لوجستية بل استثمار مباشر في الاقتصاد المصري والتزام طويل الأمد تجاه السوق المحلي”.
أشارت عامر، إلى أن المصنع الجديد يمثل نقطة تحول كبيرة في مسار الشركة داخل مصر، إذ سيسهم في تعميق التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير فرص عمل جديدة.
كما سيساعد على جعل منتجات “أوبو” أقرب إلى المستهلك المصري من حيث السعر والوفرة والخدمات، وهو ما يعزز تنافسية الشركة داخل السوق.
وحول تغير سلوك المستهلك المصري، أكدت عامر أن السوق لم يشهد تراجعًا في الطلب على الهواتف الذكية، بل تغيرًا في طريقة اتخاذ القرار الشرائي، موضحة أن “المستخدم المصري أصبح أكثر وعيًا وانتقائية، يبحث عن أفضل قيمة مقابل السعر، وعن أجهزة تضمن له أداءً قويًا وعمرًا أطول”.
وأضافت أن “أوبو” عملت على تلبية هذا التوجه من خلال طرح أجهزة متطورة بتقنيات موثوقة وأسعار تنافسية تناسب مختلف الفئات، مع استمرار تطوير أنظمة التشغيل وتحسين الكفاءة والأداء عبر التحديثات المستمرة.
وفيما يتعلق بالتحديات التي واجهتها الشركة، قالت عامر إن قطاع التكنولوجيا يمر دائمًا بمتغيرات سريعة تتعلق بسلاسل الإمداد والتسعير وسلوك المستهلك، لكن “أوبو” نجحت في تحويل هذه التحديات إلى فرص للنمو.
وأوضحت أن الشركة اعتمدت على المرونة التشغيلية وتوطين الصناعة والاستثمار في الكفاءات المحلية لضمان استمرار تقديم منتجات مبتكرة بجودة عالمية، مضيفة أن الشركة تركز على “القيمة المضافة” للمستهلك وليس فقط على السعر.
مصر تمتلك مقومات كبيرة للنمو في مجال التكنولوجيا والاتصالات
وحول الفرص المستقبلية في السوق المصري، أشارت عامر إلى أن مصر تمتلك مقومات كبيرة للنمو في مجال التكنولوجيا والاتصالات، خاصة مع تسارع التحول الرقمي واستعداد الدولة لتقنيات الجيل الخامس (5G).
وأضافت: “نحن نستثمر بقوة في البحث والتطوير لتقديم أجهزة جاهزة للمستقبل، ونوسع النظام البيئي المتكامل لأجهزتنا الذكية التي تشمل الهواتف والسماعات والساعات الذكية، لتقديم تجربة تكنولوجية متناغمة وشاملة”.
كما اعتبرت أن الشباب المصري يمثل فرصة ضخمة كونهم الفئة الأكثر بحثًا عن الأداء القوي وتجارب التصوير المميزة، وهو ما يدفع الشركة إلى الاستثمار في تطوير تقنيات التصوير المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن منتجات “أوبو” أصبحت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأسلوب الحياة العصري للشباب.
أوبو تحتل المركز الثالث في سوق الهواتف الذكية
وحول كيفية تعامل الشركة مع تغير أولويات المستهلكين، قالت عامر إن “أوبو” اعتمدت استراتيجية تقوم على الجودة والمتانة والابتكار المستدام، مشيرة إلى أن الشركة عززت القيمة طويلة الأمد لأجهزتها عبر تحديثات دورية لنظام ColorOS لضمان أفضل أداء ممكن لفترة أطول.
وأضافت أن الشركة ركزت على نقل مزايا الأجهزة الرائدة إلى الفئات المتوسطة والاقتصادية لتقديم أفضل قيمة مقابل السعر، إلى جانب إطلاق سلسلة Find التي تمثل مزيجًا من الأداء المتطور والسعر المناسب للمستهلك المصري.
وعن حصة “أوبو” السوقية، أكدت عامر أن الشركة تحتل حاليًا المركز الثالث في سوق الهواتف الذكية بمصر، معتبرة ذلك انعكاسًا لثقة المستهلك المصري في العلامة التجارية ومنتجاتها.
وأضافت أن “أوبو” من بين أفضل خمس شركات هواتف ذكية عالميًا، وهو ما يعزز مكانتها في الأسواق الناشئة مثل السوق المصري.
وأوضحت أن الشركة تمتلك شبكة توزيع قوية تشمل مئات الموزعين المعتمدين ونقاط البيع، بالإضافة إلى شبكة متنامية من مراكز خدمة وصيانة تغطي جميع المحافظات لتقديم دعم فني على مستوى عالمي.
وفيما يخص خطط التوسع خلال عام 2026، قالت عامر إن الشركة تستهدف زيادة عدد متاجرها الرئيسية في المحافظات، مع التركيز على التوسع النوعي وتحسين تجربة العملاء بدلاً من مجرد التوسع العددي.
وأكدت أن “أوبو” تستثمر سنويًا مليارات الدولارات في البحث والتطوير (R&D) في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والشحن فائق السرعة، والاتصالات المتقدمة (6G)، والتصوير الذكي، مشيرة إلى أن هذا الالتزام هو ما مكّن أوبو من تقديم تقنيات مثل SuperVOOC التي أصبحت معيارًا عالميًا في سرعة الشحن.
أما عن الذكاء الاصطناعي، فأوضحت عامر أنه لم يعد مجرد ميزة إضافية بل أصبح عنصرًا أساسيًا في تجربة أوبو الذكية، لافتة إلى أن الشركة تعمل على دمجه بعمق في نظام التشغيل ColorOS لتقديم مساعد ذكي قادر على فهم احتياجات المستخدم والتفاعل مع سلوكياته اليومية.
وأضافت أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم أيضًا لتحسين التصوير، وإدارة الطاقة، وضبط أداء الجهاز بشكل تلقائي لتوفير أفضل تجربة ممكنة للمستخدم، إلى جانب تعزيز التكامل بين جميع الأجهزة في منظومة أوبو البيئية.
وفيما يتعلق باستهداف شرائح جديدة من المستهلكين، أكدت عامر أن الشركة تولي اهتمامًا خاصًا بفئة طلاب الجامعات والشباب عبر سلاسل Reno و A Series التي تجمع بين الأداء القوي والتصميم العصري وتجارب التصوير الإبداعية، في حين تستمر في توفير أجهزة عالية الجودة ضمن الفئة الاقتصادية لضمان وصول التكنولوجيا إلى الجميع بأسعار مناسبة.
وحول رؤية الشركة للمنافسة في السوق المصري، قالت عامر إن المنافسة تعد قوة إيجابية تحفز على الابتكار، مشيرة إلى أن ما يميز أوبو عن غيرها هو تركيزها على تجربة المستخدم الكلية والتكنولوجيا التي تخدم الناس بشكل عملي وبسيط.
وأضافت أن الشركة لا تسعى فقط إلى بيع الأجهزة، بل إلى بناء علاقة طويلة الأمد مع المستخدمين عبر خدمات ما بعد البيع والتفاعل المستمر مع احتياجاتهم.
وحول التوسع في التصنيع المحلي، أكدت عامر أن “أوبو” حولت خططها إلى واقع ملموس من خلال افتتاح أول مصنع لها في مصر، معتبرة ذلك جزءًا من التزامها بدعم التوجه الاستراتيجي للدولة نحو توطين الصناعة وزيادة المكون المحلي.
وأوضحت أن المصنع تمت توسعته ليصل إلى مساحة 24 ألف متر مربع وزيادة عدد العاملين من 1,700 إلى 2,000 موظف، مع خطة لرفع عدد خطوط الإنتاج من 17 إلى 20 خطًا خلال العام المقبل، لزيادة الطاقة الإنتاجية بشكل كبير.
وأضافت: “نهدف إلى جعل المصنع مركزًا إقليميًا يخدم الأسواق المحيطة، مما يعزز مكانة مصر كمحور لتصنيع الأجهزة الذكية في المنطقة”.
وفيما يخص خدمات ما بعد البيع، أكدت عامر أن أوبو تولي هذا الجانب اهتمامًا خاصًا باعتباره ركيزة أساسية لبناء الثقة مع العملاء.
وقالت: “لدينا شبكة واسعة من مراكز الصيانة تغطي جميع المدن، ونعمل باستمرار على توسيعها لتشمل مناطق الصعيد والدلتا بشكل أعمق، مع تقليل زمن الإصلاح وتحسين تجربة الخدمة”.
وأضافت أن الشركة تعتمد على رقمنة قنوات التواصل مع العملاء وتدريب الكوادر الفنية المحلية على أحدث التقنيات لضمان تقديم دعم فني سريع واحترافي، مشيرة إلى أن “أوبو” تسعى لأن تكون تجربة امتلاك الهاتف تجربة متكاملة ومريحة من الشراء وحتى ما بعد البيع.
واختتمت مديرة العلاقات العامة حديثها بالتأكيد على أن عام 2026 سيكون عامًا محوريًا لأوبو في مصر، إذ تواصل الشركة التوسع في التصنيع المحلي والاستثمار في الذكاء الاصطناعي والبحث والتطوير، إلى جانب دعم الكوادر المحلية وتوسيع شبكة الخدمات، في إطار رؤية تهدف إلى جعل مصر مركزًا إقليميًا لصناعة الأجهزة الذكية في الشرق الأوسط وأفريقيا، وإبرازها كمنصة تجمع بين عراقة الحضارة المصرية وحداثة الابتكار التكنولوجي.








