نجحت 6 مصانع صغيرة، فى التصدير ضمن مشروع المظلة التكميلية الذى أطلقته جمعية المصدرين «إكسبولينك»، حسبما قال محمد قاسم، رئيس الجمعية لـ«البورصة» أمس، فى المؤتمر الصحفى لمعرض ديستنيشن أفريقيا.
أضاف «قاسم»، أن ربط الشركات الصغيرة والمتوسطة بسلاسل التوريد العالمية يمثل أحد أهم مفاتيح تعميق الصناعة وزيادة الصادرات، موضحاً أن الجمعية أطلقت عامى 2012 – 2013 تجربة رائدة تحت اسم «المظلة التكميلية»، استهدفت دمج المصانع الصغيرة مع الكيانات الإنتاجية الكبرى لتوحيد الطاقة الإنتاجية ورفع قدرتها على التصدير.
وأوضح أن التجربة اعتمدت على نموذج يقوم فيه المصنع الكبير بتبنى 3 أو 4 مصانع صغيرة تربطها علاقة إنتاجية وتوريد مشترك، مشيراً إلى أنه تم تنفيذ المشروع على 11 مصنعاً، ونجح 6 مصانع منها فى التصدير حتى اليوم، بينما حالت الظروف السياسية آنذاك دون التوسع فى تنفيذ التجربة بمحافظات أخرى.
أشار «قاسم»، إلى أن العالم يشهد تحولاً هيكلياً فى خريطة الصناعة العالمية؛ حيث بدأت الهجرة الصناعية من آسيا نحو أفريقيا، موضحاً أن تلك التحولات تعزز من موقع مصر كوجهة جديدة لصناعات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة.
وذكر أن الأزمات العالمية المتلاحقة مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى السياسات الحمائية الأمريكية، أثبتت أن سلاسل الإنتاج الطويلة لم تعد فعالة، ما دفع الاقتصاد العالمى للتحول من نموذج Off-shoring إلى نموذج Near-shoring، أى تقريب مواقع الإنتاج من الأسواق النهائية.
وأكد أن هذا التوجه العالمى يمنح مصر وأفريقيا فرصة تاريخية لجذب استثمارات جديدة، وتحقيق طفرات فى الإنتاج والتصدير، خاصة أن التكلفة التنافسية والعمالة الماهرة تمثل نقاط قوة رئيسية للقارة.
لفت «قاسم» إلى أن صادرات الملابس الجاهزة المصرية تنمو حالياً بمعدلات تتراوح بين 10 و15% سنوياً، متوقعاً أن تتجاوز 20% خلال عامين إلى ثلاثة أعوام مع دخول الاستثمارات الجديدة مرحلة الإنتاج الفعلى.
وأضاف أن هناك استثمارات كورية قوية تدخل السوق المصرى حالياً، إلى جانب عودة مصانع الفايبر إلى العمل، ما يسهم فى رفع الطاقة الإنتاجية، وتحقيق استدامة فى التصدير.
وأوضح «قاسم» أن القطن المصرى يتمتع بجودة فائقة، لكنه لا يمثل قاعدة كافية للصناعات التصديرية؛ نظراً إلى محدودية إنتاجه، مشيراً إلى أن الطلب العالمى يتجه نحو الألياف الصناعية بسبب التطور التكنولوجى فى الملابس، خاصة الملابس الرياضية التى تعتمد على خامات طاردة للعرق لا يمكن تصنيعها من القطن.
أضاف أن أبرز التحديات التى تواجه القطاع هى نقص الأراضى الصناعية المرفقة الجاهزة للاستثمار، إلى جانب ضعف التعليم الفنى وغياب برامج التدريب المهنى والإدارى المتخصصة فى مجالات الغزل والنسيج والصباغة.
وأضاف: «نعانى من فراغ فى فئة الإدارة المتوسطة، وهو ما يتطلب خطة تدريب مستمرة لتأهيل الكوادر الفنية والإدارية داخل المصانع».
وتحدث «قاسم» عن اتفاقية الكويز، موضحاً أنها كانت فى وقتها الحل الأنسب للحفاظ على تنافسية الصادرات المصرية داخل السوق الأمريكى، بعد أن منحت الولايات المتحدة إعفاءات جمركية لدول أفريقية أخرى ضمن قانون AGOA.
وقال: «كنا نطالب باتفاقية تجارة حرة مع أمريكا، لكنها لم تكن مطروحة وقتها، فكانت الكويز أقل الضررين، ولولاها لما كنا وصلنا لحجم صادراتنا الحالى للسوق الأمريكى».
وافتتح المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، أمس الأربعاء فعاليات النسخة التاسعة من معرض Destination Africa 2025 للملابس والمفروشات والغزل والنسيج، بمشاركة 90 شركة.








