شهدت السندات الأمريكية طويلة الأجل موجة بيع حادة خلال الأسبوع الماضي، في تطوّر يُنذر باستمرار ضغوط تكاليف الاقتراض، رغم توقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة.
قفز العائد على السندات العشرية بنحو 12 نقطة أساس يوم الجمعة، ليقترب من مستوى 4.14%، مسجلاً أكبر ارتفاع أسبوعي منذ أبريل الماضي، بحسب بيانات “داو جونز”.
كما ارتفع العائد على السندات لأجل 30 عاماً بمقدار مماثل إلى نحو 4.8%، في أكبر زيادة أسبوعية منذ مايو، ما يعكس عمليات بيع مكثفة في سوق الديون السيادية.
تأتي هذه التحركات في وقت يتوقع فيه المستثمرون خفض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الأسبوع الجاري.
غير أن حالة عدم اليقين تزداد بشأن مسار السياسة النقدية في 2026، مع تراجع الرهانات على تخفيضات إضافية حتى مارس المقبل.
وعززت مؤشرات اقتصادية متباينة حالة عدم اليقين في الأسواق، فقد أظهرت بيانات صدرت الخميس تراجع طلبات إعانة البطالة الأسبوعية إلى أدنى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات، فيما كشف تقرير “إيه دي بي” الشهري عن فقدان القطاع الخاص 32 ألف وظيفة في نوفمبر.
وكشفت بيانات أخرى صدرت أمس عن تراجع معدل التضخم الأساسي لأسعار نفقات الاستهلاك الشخصي إلى 2.8% في سبتمبر من 2.9% في الشهر السابق، فيما ارتفع مؤشر جامعة “ميشيغان” لثقة المستهلك إلى 53.3 نقطة في ديسمبر.
ويرى محللون أن تزايد الضغوط في أسواق السندات عالمياً يلعب دوراً إضافياً، مع مراقبة المتعاملين للارتفاع المتواصل في العوائد اليابانية وإمكانية رفع بنك اليابان للفائدة هذا الشهر.
وذلك بالتزامن مع تصاعد المخاوف من أن تؤدي السياسة المالية التوسعية لحكومة رئيسة الوزراء “ساناي تاكيشي” إلى انتقال هذه الضغوط إلى الولايات المتحدة.








