بقلم – مصطفي بيومي
الشريط التافه الوضيع، الذى يُقال إنه فيلم، يسيء إلى صانعيه الجهلة الموتورين، أضعاف ما يسىء إلى الرسول الكريم عليه السلام، فالذى يتعرض للسباب بالباطل يزداد قيمة وتوهجاً، ويُضاف إلى رصيده العظيم الذى يؤرق السفهاء ويدفعهم إلى سلوك بذىء منحط يليق بأطفال الشوارع، أولئك الذين لم يتلقوا تعليماً أو تربية، ولم يجدوا بيئة صالحة تمدهم بالحد الأدنى من المبادئ والقيم ومكارم الأخلاق.
لا شىء فى الشريط الحقير يستحق المناقشة، فهو لا يحوى فكراً أو رأياً، ولا ينم عن دراية أو معرفة، ولاشك ان من صنعوه لا يعرفون الجمهور المستهدف، فالمسلم لن يتأثر بالأكاذيب والافتراءات والقذارة، والعقلاء من غير المسلمين سيصدمهم ويروعهم حجم الابتذال الذى قد يدفعهم إلى البحث عن الحقيقة، وعندها تنتقل الكرة إلى ملعبنا نحن المسلمين، فى مضاعفة الجهد المنظم الذى نبذله للتعريف بديننا والدفاع عنه.
بيانات الإدانة والشجب والاستنكار لا تعنى شيئاً، اما المظاهرات والمسيرات والهتافات فمجرد تنفيس سلبى بلا محصول، والانتقال إلى العنف بحرق السفارات وقتل السفراء يسىء إلينا ويدلل على غياب العقل الرشيد الذى يتحدث بلغة العصر، ويتسلح بالشجاعة الحقيقية التى تتمثل فى السيطرة على الغضب وتأميم الاسراف الانفعالي.
الجمهور العريض من غير المسلمين، فى أوروبا والولايات المتحدة على وجه التحديد، لا يعادى الإسلام بقدر ما يجهله، واذا استطعنا ان نصل إليه بالقناة الفضائية والفيلم السينمائى والمسلسل المسرحية والكتاب والصحيفة، سنغير الكثير من القناعات الراسخة، ونبدل الصورة النمطية السلبية التى يؤكدها ـ لشدة الأسف ـ السلوك غير المتحضر لكثير ممن يحسبون على الإسلام، ويظنون أنفسهم فى طليعة حماته والمدافعين عنه.
ما أكثر المنظمات والمؤسسات والهيئات التى تنتهى أسماؤها بكلمة «الإسلامي» و«المسلمين»، فهل تتجه بنشاطها إلى الذين يجهلون الإسلام ويسيئون الظن به؟! وهل تسعى إلى تصحيح المسار ومقاومة حملات التشهير؟!، أم تتعالى وتتقوقع وتحارب فى الجبهة الخطأ، بتأكيد ما لا يحتاج إلى تأكيد، ومخاطبة من لا يحتاج إلى الخطاب؟!
يحتاج المسلمون إلى منهج جديد ولغة مختلفة، وإلى ان يهديهم الله إلى بداية الطريق، سيكررون الاساءات والبذاءات، ونكرر الاخطاء القاتلة فى التعامل معها، وننفق الكثير من المال والوقت والجهد فيما لا طائل من ورائه.






