بقلم مصطفي بيومي
عاش فنان الكاريكاتور المبدع بهجت عثمان بين عامى 1931 و2001. ولد فى بولاق وتخرج فى كلية الفنون الجميلة. نشر أعماله الجريئة ذات النبرة السياسية اللاذعة فى «روز اليوسف» و«المساء» و«المصور» و«الأهالى».
وفى النصف الثانى من السبعينيات ضاق به الرئيس السادات فمنعه من النشر، مما اضطره إلى السفر متنقلاً بين عدة بلدان وصفح عربية، ثم عاد إلى مصر فى مطلع الثمانينات وسرعان ما ضاق بالكبار وىئس من إصلاحهم، فركز الجانب الأكبر من إبداعه على مخاطبة الأطفال.
ابتكر بهجت عثمان شخصية الديكتاتور بهجاتوس، رئيس بهجاتيا العظمى، وقدم من خلاله نقداً ساخراً للآفة التى تنتشر فى عموم العالم العربى والعالم الثالث بشكل عام، حيث الحاكم الطاغية المتسلط الذى يقفز إلى السلطة فتحيط به هالات البطولة الزائفة والعبقرية الفذة، وتتفانى جوقة المنافقين فى التغنى بمآثرة وعطاياه وإنجازاته الخارقة غير المسبوقة.
«الديكتاتورية للمبتدئىن» كتاب يشبه الكى بالنار، ولا يملك من يعيش مع صفحاته إلا أن يشعر بمزيج من الوجع والحسرة ويستغرق فى الضحك كأنه يبكى، ويقهقه فيقف على حافة الجنون من شدة القهر.
كتاب بهجت عثمان هو دليل القارئ العربى للخلاص من الديكتاتورية والطغيان، كما يقول الأستاذ طلال سلمان فى إحدى مقدمتى الكتاب، والمقدمة الثانية للدكتور على الراعى. بهجاتوس هو الفساد والتخلف والانحطاط هو العجز والقهر والجهل هو مصدر التعاسة ونبع الشقاء المتعاظم كل يوم بقوة الاستمرار وبإلغائه المنهجى لحق الاعتراض والمعارضة.
يرسم بهجت عثمان ثلاثة من الشعراء ينشدون قصائدهم فى المهرجان الشعرى لدولة بهجتيا لدولة بهجتيا العظمى، فيقول أولهم: بهجاتوس يا بهجاتوس.. جزمتك فوق الرءوس.. بهجاتوس أنت الكبير.. وإحنا بالكامل حمير.. كلنا نفديك بروحنا.. الوزير قبل الفقير.
ويضيف الشاعر الثانى مزايداً ومتوفقاً فى ساحة النفاق الهزلى وهزل النفاق:
بهجاتوس مش بس إحنا.. دا أنت حبك زاد ونطور.. تعبدك حتى التيوس.. والبقر ويا الجاموس.. كلنا فارشين خدودنا.. فى الطريق علشان تدوس.
ويصل الشاعر الثالث إلى القول الفصل:
ما أنت مالك للنفوس.. والخزاين والفلوس.. والضرائب والمكوس.
……….
دعوة إلى التغيير والضحك، وكم ذا فى واقعنا العربى من مضحكات.. ولكنه ضحك كالبكاء!








