هشاشة الوضع الأمنى والاقتصادى يهدد الإمدادات العالمية
تواجه أسعار البترول فى المستقبل القريب مصيراً مجهولاً جراء إراقة الدماء فى العراق، والعقوبات على روسيا، بالإضافة إلى الصراع فى فلسطين وليبيا.
ذكرت صحيفة الفاينانشيال تايمز، أن الاضطرابات الجيوسياسية فى جميع أنحاء العالم بما فى ذلك الدول الرئيسية المنتجة للبترول فشلت فى تعطيل الإنتاج ولم يتضرر انتاج البترول فى العراق بشكل كبير بسبب العنف الذى يعصف بالبلاد، فى حين أن الإنتاج والصادرات فى ليبيا آخذان فى الارتفاع، وفى ذات الوقت لا يزال الطلب من المصافى الأوروبية فى حوض بحر الشمال والمحيط الأطلسى ضعيفاً، وتفاقم من تأثير الزيادات الكبيرة فى إنتاج الولايات المتحدة.
أفادت أمريتا سين، لدى انيرجى اسبكتس، شركة استشارية مقرها لندن بأنه من الواضح وجود وفرة فى العرض الذى له تأثير واضح على سعر خام برنت.
فبعد أن أمضى انتاج خام برنت ثلاث سنوات فى الميل إلى التراجع عاد السعر لأعلى مرة أخرى على المدى القريب ما يعنى وجود فائض، ولكن هذه الزيادة من غير المرجح أن تدوم.
أضافت السيدة سين، أن معدّل الانتاج من الولايات المتحدة وكندا زاد بنسبة كبيرة، حتى المصافى الأوروبية الأكثر تضررا عادت الى الطلب من جديد.
تعتبر هذه النتائج جزءاً من التحول الهيكلى، ولكن بالنظر إلى المستقبل القريب على سبيل المثال من بداية عام 2016 فصاعدا، من المحتمل أن يكون للأحداث الجيوسياسية فى العراق وروسيا وأماكن أخرى تأثير كبير على الإنتاج.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تحركت فيه أسعار العقود الآجلة لخام برنت أكثر من 10 دولارات للبرميل منذ بداية العام الجارى.
وصرّح توم نيلسون، مدير محفظة صندوق الطاقة العالمية انفستيك لادارة الاصول بأن المستثمرين والشركات البترولية العملاقة يفكرون فى التخصيص الاستراتيجى طويل الأجل، وهذا هو أكثر من جدوى النظر فى العقود على المدى القريب. وإذا نظرنا الى عام 2016 فصاعدا، فهناك قلق كبير حول من أين يأتى العرض.
أشارت وكالة الطاقة الدولية الى انه على الرغم من أن سوق توريد البترول يبدو أفضل مما كان متوقعا، فإن العديد من الدول المنتجة للبترول الرئيسية لا تزال أكثر عرضة للخطر من أى وقت مضى. يعتبر العراق مصدرا مهماً للبترول، وثانى أكبر منتج فى منظمة الأوبك، ويستمر الإنتاج حتى الوقت الراهن فى ظل النزاع المستمر دون عوائق إلى حد كبير، ولكن الآثار على المدى الطويل من الاشتباكات مع المتشددين الاسلاميين غير معروفة.
يملك العراق أهداف إنتاج طموحة من 8.5 مليون برميل يوميا إلى 9 ملايين بحلول عام 2020، مقارنة بإجمالى 3.6 برميل يوميا فى وقت سابق العام الجارى.
جاء ذلك فى الوقت الذى استأنفت فيه ليبيا تصدير البترول الأسبوع الماضى من أكبر ميناء للمرة الأولى منذ نهاية حصار دام عاما كاملا. ولكن القتال الكبير خارج بنغازى وطرابلس أكدّ هشاشة الوضع السياسى والأمنى فى البلاد.
صرّح نيلسون، بأن أوكرانيا وروسيا وسوريا وغزة وإسرائيل من بين النقاط الجيوسياسية الساخنة الأخرى التى تشكّل خطرا على استقرار الأسعار فى المستقبل.








