أدى انخفاض أسعار البترول إلى مواجهة السعودية لأول عجز فى موازناتها منذ عام 2011، وتوقعت شركة « جدوى » للاستثمار أن يتباطأ النمو فى المملكة خلال العامين المقبلين.
وأفاد التقرير الذى أصدرته « جدوى » أنه من المتوقع أن يتراجع نمو الناتج المحلى الإجمالى الحقيقى من %3.7 فى عام 2014 إلى %2.5 العام الجارى وإلى %1.8 فى عام 2016.
وتوقعت الشركة الاستثمارية أن يتراجع نمو القطاع غير البترولى من متوسط معدلات النمو التى بلغت %7.2 على مدار الخمس سنوات الماضية، إلا أنها قالت إنه سيظل قوياً ليبلغ العام الجارى %5.3 بسبب التزام الحكومة بمواصلة الإنفاق القوى من خلال اللجوء إلى الاحتياطيات الأجنبية التى تبلغ 736 مليار دولار.
وقال الباحثون الذين قاموا بإعداد التقرير إن رغبة الحكومة السعودية وقدرتها على دعم الاقتصاد ستظل عوامل شديدة الأهمية، نظراً لقدرة الأحداث الإقليمية والدولية على تدمير الاقتصاد.
وذكرت صحيفة الفاينانشيال تايمز أن السعودية، التى تعد لاعباً مهماً فى سوق البترول، رفضت خفض إنتاجها لدعم أسعار البترول الخام، التى تراجعت بنحو النصف خلال الستة أشهر الماضية ليتداول دون 50 دولاراً للبرميل.
وأثار هذا القرار المخاوف حيال تداعياته على النمو المحلى جراء ما تواجهه المملكة من مخاطر جيوسياسية متنامية، مثل ظهور مسلحى الدول الأسلامية فى العراق وسوريا، فضلاً عن فترة عدم اليقين التى تسود البلاد جراء مرض الملك عبدالعزيز آل سعود.
وتوقعت«جدوى» أن ترتفع أسعار خام برنت إلى 79 دولاراً للبرميل العام الجارى بفضل تعافى الاقتصاد العالمى فى النصف الثانى من العام، ولكنها حذرت من «المخاطر الكبيرة لتراجع أسعار البترول» على الحصة السوقية بسبب الحرب الدائرة بين المنتجين.
أوضحت الشركة أن السعودية فى حاجة إلى أن يصل متوسط سعر خام برنت إلى 97 دولاراً للبرميل لتغطية مستويات الإنفاق المتوقعة العام الجارى، محذراً أن الإنفاق الحقيقى للحكومة سيتجاوز المستوى المعلن عنه فى موازنة 2015، ما يؤدى إلى عجز يبلغ 167 مليار ريال سعودى، أى ما يعادل 45 مليار دولار، أو %6.1 من الناتج المحلى الإجمالى.
وستلجأ الحكومة إلى المدخرات للوفاء بخطط الإنفاق الذى يبلغ 860 مليار ريال سعودى، أى ما يعادل %36.3 من الناتج المحلى الإجمالى، مقابل %31.9 على مدار العقد الماضى.
ورغم مساعى السعودية لتجنب أى اضطرابات اجتماعية من خلال توفير فرص عمل للشباب، فإن صورة الوظائف مازالت مشوشة، إذ تراجعت معدلات البطالة تراجعاً طفيفاً من %12 فى النصف الأول من عام 2013 إلى %11.8 فى الفترة ذاتها العام الماضى، فى حين ظلت معدلات البطالة بين الشباب دون تغيير عند %27.8.
كتب: سارة عجور
دعاء فريد








